رسوم الصلب الأميركية تضر بمصالح تركيا

TT

رسوم الصلب الأميركية تضر بمصالح تركيا

اقترحت وزارة التجارة الأميركية على الرئيس دونالد ترمب فرض إجراءات حمائية ضد واردات الصلب والألمونيوم لإضرارهما بالصناعات المحلية، وهو ما سينعكس بالسلب على مصالح تركيا التي تعد من أبرز مصدري الصلب لأميركا.
وفى العام الماضي، صدرت تركيا ما قيمته 1.1 مليار دولار من الصلب إلى الولايات المتحدة، مستحوذة على 5.7 في المائة من إجمالي واردات الولايات المتحدة من هذه المنتجات. ما جعل تركيا سادس أكبر مورد للصلب إلى أميركا، غير أن حصة تركيا من إجمالي واردات الولايات المتحدة انخفضت العام الماضي بمقدار 1.6 في المائة مقارنة بالعام السابق.
واستخدمت الولايات المتحدة، لبعض الوقت، تحقيقات مكافحة الإغراق كجزء من سياستها الخارجية. وقد تتحول هذه التحقيقات الآن إلى رسوم جمركية وحصص صريحة.
وأوصت وزارة التجارة الأميركية إما بفرض رسوم بنسبة 24 في المائة على واردات الصلب، أو بديل ثان بتعريفة بنسبة 53 في المائة على واردات الصلب من 12 دولة منها تركيا.
وتشمل المقترحات الأخيرة وزارة التجارة الأميركية فرض تعريفة بنسبة 7.7 في المائة لجميع منتجات الألمونيوم من جميع الدول، ومن المتوقع أن يتخذ ترمب قرارا بشأن التعريفات والقيود في منتصف أبريل (نيسان) المقبل.
ووفقا للمادة 232 من قانون التجارة، فإن الولايات المتحدة لديها الحق في فرض تعريفات وكبح الواردات على أساس الأمن القومي. وقد استخدم هذا القانون في عام 1981، لكن مراقبون يرون أن استخدام ترمب لهذا القانون سيفتح الباب لحرب تجارية واسعة.
وهناك مشروع آخر بفرض حصص تصديرية تستند إلى 63 في المائة من صادرات الصلب لعام 2017 لكل بلد.
وخلال الشهر الماضي فرضت الولايات المتحدة رسوما بنسبة 35 في المائة على اللوحات الشمسية المستوردة من الصين.
على صعيد آخر، بلغت مبيعات العقارات التركية للأجانب 1742 وحدة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، بزيادة 25.7 في المائة على أساس سنوي، بحسب بيان لهيئة الإحصاء التركية صدر أمس (الأربعاء).
وتم بيع ما يقرب من 97 ألف عقار في جميع أنحاء البلاد مع زيادة طفيفة على أساس سنوي خلال الفترة المذكورة.
واحتل العراقيون المرتبة الأولى في شراء العقارات في تركيا في يناير بعدد 272 وحدة، يليهم السعوديون بـ160 وحدة، والأفغان بـ124 وحدة، والروس بواقع 121 وحدة، والكويتيون بواقع 108 وحدات.
وكانت إسطنبول هي الوجهة الأولى لمشتري العقارات الأجانب حيث تم بيع 545 منزلا في يناير، وفقا لبيانات الهيئة، وتلتها أنطاليا (جنوب)، بعدد 424 عقارا.
وخلال العام الماضي، اشترى الأجانب أكثر من 22 ألف عقار في تركيا. ويشكل البيع بطريقة الرهن العقاري للمنازل 29.6 في المائة من مبيعات المنازل في تركيا.
وبلغت مبيعات المنازل التي بيعت بطريقة الرهن العقاري في جميع أنحاء تركيا 28 ألفا و678 وحدة في يناير (كانون الثاني) بانخفاض نسبته 3.2 في المائة على أساس سنوي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.



اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية، يوم الأربعاء، أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي ظل يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول منذ فترة طويلة لا يزال بعيد المنال.

وانخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانخفضت الطلبيات الصناعية الألمانية وتراجعت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع. كل ذلك يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل في كتلة العملة التي تضم 20 دولة. وتشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، المقبلة، بالكاد نمت في الربع الأخير من العام الماضي، وربما كان النمو الألماني سلبياً مرة أخرى.

جاء ذلك امتداداً لسلسلة كئيبة منذ ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضر بالصناعة. وقال ليو بارينكو من «أكسفورد إيكونوميكس»: «يشكل مؤشر المعنويات الاقتصادية الكئيب اليوم خطراً واضحاً على توقعاتنا بنمو معتدل للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام. لا توجد نقطة مضيئة لاقتصاد منطقة اليورو».

وانخفضت القراءة الرئيسية للمعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى 93.7 خلال ديسمبر الماضي من 95.6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة ثابتة. وتراجع مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلكين، بينما ارتفعت توقعات الأسعار. وجاءت هذه الأرقام بعد ساعات فقط من بيانات منفصلة أظهرت أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4 في المائة عن الشهر السابق، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى عدم حدوث أي تغيير. وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المائة بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5 في المائة. ويعاني القطاع الصناعي الألماني الضخم من الركود منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من آسيا، والمنافسة الرخيصة من الأسواق الأخرى، التي أثرت جميعها على القطاع. وقال كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»: «لا يوجد حتى الآن في الأفق أي انعكاس للاتجاه بالنسبة إلى الصناعة الألمانية. إنها في أدنى مستوياتها في أحسن الأحوال... تشير مبيعات التجزئة المخيبة للآمال إلى أن انتعاش الاستهلاك الخاص في الربع الثالث من غير المرجح أن يستمر في الربع الرابع».

ولطالما عوّل الاقتصاديون على الاستهلاك الخاص لدفع الانتعاش، حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضاؤل التضخم. ولكن تشير دراسة صادرة عن «البنك المركزي الأوروبي» إلى أن الأسر ستستمر في ادخار جزء كبير غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة التي فقدتها بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك آمال زيادة الإنفاق. ويرى الاقتصاديون أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف إضافي في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو وتقلص هوامش أرباح الشركات وضعف الطلب على سلع وخدمات الشركات.