«فرصة أخيرة» لحل الأزمة بين الحكومة والمعارضة في توغو

TT

«فرصة أخيرة» لحل الأزمة بين الحكومة والمعارضة في توغو

يعطي الحوار الذي بدأ أمس بين الحكومة والمعارضة في توغو بغرب أفريقيا بعض الأمل ولكنه يثير أيضاً الشكوك. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يغلب التشاؤم على التعليقات التي تنتقد هذا الحوار الجديد في هذا البلد الذي تحكمه عائلة واحدة منذ 50 عاماً. وتولى الرئيس فور غناسينغبي الحكم في 2005 بدعم من الجيش خلفاً لوالده الجنرال غناسينغبي اياديما الذي حكم البلاد بلا منازع لـ38 عاماً. وقد أعيد انتخابه مرتين في 2010 و2015 في انتخابات اعترضت المعارضة على نتائجها. ومنذ إحلال التعددية في بداية تسعينات القرن الماضي، عقد نحو 15 حواراً ومحادثات في لومي، لم يسمح أي منها بالتوصل إلى التناوب السياسي أو إلى تغيير كبير.
ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وسفارات ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة في لومي بالحوار، مؤكدة أنها تشجع «الأطراف السياسية التوغولية على العمل بنية حسنة للتوصل إلى توافق». حوار «الفرصة الأخيرة»، كما أطلق عليه، افتتح أمس وسط أزمة سياسية مستمرة منذ 6 أشهر. وقال جويل افاندجيغان التاجر في لومي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه حوار الفرصة الأخيرة. من مصلحة السلطة والمعارضة إخراج البلاد نهائياً من حالة عدم الاستقرار». وأضاف: «على كل معسكر تقديم تنازلات».
وكانت السلطة والمعارضة قررتا أخيراً الاجتماع، بينما يواجه الرئيس فور غناسينغبي، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، حركة احتجاج شعبي كبيرة منذ 5 أشهر. وتنظم مسيرات كل أسبوع تقريباً للمطالبة برحيله وتحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط. ويشارك في المسيرات آلاف وفي بعض الأحيان عشرات الآلاف من الأشخاص.
ولا يتوقع ادو كلافيسو الذي يعمل سائق دراجة أجرة أن يسفر الحوار عن أي نتيجة. وقال في تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية من لومي، إن «حزب الوحدة من أجل الجمهورية (الحاكم) سيماطل مع المعارضة. سيجرون مناقشات ويوقعون اتفاقاً لن تحترمه الحكومة. الأمر نفسه يتكرر ونحن تعبنا. فرّطنا في الحوار في هذا البلد».
وتعديل عدد الولايات الرئاسية وطريقة الاقتراع وارد في «الاتفاق السياسي الشامل» الذي أبرم في 2006، لكنه لم يطبق يوماً، مع أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى التهدئة في بلد شهد بعد انتخاب غناسينغبي أعمال عنف أودت بحياة نحو 500 شخص، حسب الأمم المتحدة.
وسيحضر رئيس غانا نانا اكوفو - ادو، أحد الوسطاء في الأزمة، بدء الحوار. لكن بعد أعمال تحضيرية استمرت 4 أيام وشارك فيها ممثلون عن الحكومة والحزبين الحاكم والمعارض، لم ترشح سوى معلومات قليلة عن الحوار الذي يفترض أن يستمر نحو 10 أيام. ويتضمن جدول أعمال الاجتماع الذي كشف مساء الأحد، سلسلة من القضايا بينها «إعادة العمل بدستور 1992» الذي ينص على أن أي رئيس لا يمكنه البقاء في المنصب لأكثر من ولايتين، وعلى «الانتقال» السياسي في توغو و«الإصلاحات الانتخابية».
إلا أن مصادر في محيط فور غناسينغبي كررت في الأسابيع الأخيرة أنه «من غير الوارد» مناقشة رحيل رئيس الدولة فوراً أو أي تعهد من قبله بالتخلي عن السلطة. وسيتمثل كل من الطرفين، أي تحالف 14 حزباً معارضاً وحزب «توحيد» الحاكم، «بسبعة مندوبين». أما مشاركة الحكومة فستناقش خلال الحوار.



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.