أوقف البنتاغون مساومة بدأها مسؤولان عسكريان قانونيان كانا يعملان في إدارة معتقل غوانتانامو (بالقاعدة العسكرية الأميركية في كوبا) مع خالد شيخ محمد، الذي يعتقد أنه العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، و4 من زملائه، وعزل البنتاغون المسؤولين.
وقالت مصادر إخبارية أميركية أمس إن المسؤولين القانونين خططا لصفقة قانونية، حيث يعترف بموجبها شيخ محمد وزملاؤه بتفاصيل أدوارهم في الهجمات، مقابل عدم الحكم بإعدامهم، وإن وزير الدفاع، جيمس ماتيس، أمر بإقالة هارفي ريشيكوف، الذي كان مسؤولاً عن محاكمات غوانتانامو، وغاري براون، المستشار القانوني لريشيكوف، وإن كل واحد منهما تسلم مذكرة الإقالة وكانت من فقرة واحدة فقط.
وفي عام 2008، وجه الادعاء العسكري اتهامات إلى شيخ محمد وزملائه؛ منها قتل 2977 شخصاً في الهجمات، بالإضافة إلى الإرهاب، واختطاف طائرات. في ذلك الوقت، قال الادعاء إنه سيسعى لاستصدار حكم بإعدامهم جميعاً. ومنذ ذلك الوقت، كانت هذه هي سياسة البنتاغون المعلنة.
لكن، كما قالت المصادر الأميركية أيضا، يوجد خيار قانوني أمام من يمكن الحكم بإعدامه، وذلك بالحصول على اعترافات ومعلومات يمكن الاستفادة منها في المدى البعيد، وإن هذا الخيار هو الذي دفع ريشيكوف وبراون لمحاولة إجراء صفقة مع شيخ محمد وزملائه. لكن، لم يصل الرجلان إلى اتفاق نهائي. ولم يوضح وزير الدفاع أسباب إقالة الرجلين، ورفض الرجلان الحديث إلى الصحافيين. من جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي، إن قرار الرئيس دونالد ترمب بعدم إغلاق معتقل غوانتانامو، وإلغاء الأمر التنفيذي الذي كان أصدره الرئيس السابق باراك أوباما بإغلاق السجن تدريجيا؛ «يمكن أن ينعكس على مصير خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر». وأضافت أن ذلك ينطبق على زملاء شيخ محمد، وعلى من تبقى من جملة 41 سجينا هناك.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قبضت على شيخ محمد في باكستان في عام 2003؛ حيث قضى 3 أعوام في سجون سرية تابعة للوكالة، او استأجرتها الوكالة.
وفي عام 2007، اعترف شيخ محمد بأنه المسؤول عن هجمات «11 سبتمبر»، وبأنه خطط لتنفيذ 29 عملية إرهابية أخرى. ومن بين هذه: «الهجوم على مبنى ساعة «بيغ بن» في لندن، وعلى مطار هيثرو في لندن، والتخطيط لمحاولة تفجير طائرة ركاب فوق المحيط الأطلسي، باستخدام متفجرات مخبأة في أحذية. وتفجير ملهى ليلي في جزيرة بالى في إندونيسيا».
وانعقدت أول جلسة لمحاكمة شيخ محمد وبعض من زملائه في عام 2008. وفاجأ شيخ محمد الجميع برفض محامي الدفاع الذين اختارهم البنتاغون لهم. وقال إنهم يرفضون أن يدافع عنهم «أميركي يرأسه بوش».
في ذلك الوقت، كشفت مصادر إخبارية أميركية أن القاضي سأل شيخ محمد: «هل تفهم أنك ستواجه عقوبة الإعدام؟»، وأجاب شيخ محمد: «هذا ما أتمناه، وما أردته منذ وقت طويل؛ منذ أن حاربت الروس في أفغانستان». وأضاف شيخ محمد: «سيعطيني الله هذا منك».
وفي عام 2014 نشرت وسائل إخبارية أميركية أن شيخ محمد أرسل رسالة إلى الرئيس أوباما، حمله فيها مسؤولية ما قال إنها إبادة المسلمين باسم الحرب ضد الإرهاب. وهاجم شيخ محمد الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. وأشار إلى ما كان يحدث في ذلك الوقت من حروب واشتباكات في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وفلسطين. وحمل الدول الغربية مسؤوليات هذه. المعروف أن شيخ محمد ولد في عام 1964، وهو كويتي من أصل باكستاني.
البنتاغون يوقف مساومة خالد شيخ محمد
بدأها مسؤولان عسكريان من وزارة الدفاع ثم عُزلا بسببها
البنتاغون يوقف مساومة خالد شيخ محمد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة