الجيش المصري يعلن قتل 10 «تكفيريين» والقبض على 400 بينهم أجانب

السيسي استعرض مع مدير الاستخبارات الروسية جهود مكافحة الإرهاب

الرئيس السيسي مستقبلاً مدير الاستخبارات الروسية أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي مستقبلاً مدير الاستخبارات الروسية أمس (الرئاسة المصرية)
TT

الجيش المصري يعلن قتل 10 «تكفيريين» والقبض على 400 بينهم أجانب

الرئيس السيسي مستقبلاً مدير الاستخبارات الروسية أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي مستقبلاً مدير الاستخبارات الروسية أمس (الرئاسة المصرية)

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، أمس، مع سيرغي ناريشيكن، مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، التعاون الأمني بين البلدين وجهود مكافحة الإرهاب. وقال الجيش المصري في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن قواته قتلت 10 «تكفيريين» وألقت القبض على 400 من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، بينهم أجانب، في إطار العملية الشاملة «سيناء 2018».
وبدأت العملية الأمنية الكبرى «سيناء 2018» يوم الجمعة الماضي بمشاركة قوات من الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية والإجرامية». وأمر الرئيس السيسي القوات المسلحة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالقضاء على المتشددين خلال 3 أشهر بعد هجوم على مسجد قُتل فيه أكثر من 300 شخص، في أسوأ هجوم من نوعه شهدته مصر.
وقال الجيش، في بيانه أمس، إنه تم «القضاء على خلية إرهابية شديدة الخطورة مكونة من 10 تكفيريين في أثناء الاختباء في أحد المنازل بنطاق مدينة العريش بعد تبادل لإطلاق النيران مع قوات المداهمة، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم».
وأضاف البيان أنه تم أيضاً «القبض على 400 فرد من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، منهم جنسيات أجنبية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وتابع أن القوات الجوية واصلت «بالتعاون مع التشكيلات التعبوية وعناصر حرس الحدود، فرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية في الاتجاهين الغربي والجنوبي».
من جهة أخرى، استقبل الرئيس السيسي، أمس، سيرغي ناريشيكن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة. وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن المسؤول الروسي نقل إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً تقدير بلاده الكبير لدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، كما أشار مدير المخابرات الروسية إلى أهمية التعاون الأمني بين البلدين في تلك المرحلة التي يمثل فيها الإرهاب تحدياً كبيراً للمنطقة والعالم.
وأضاف المتحدث أن السيسي أشاد بالعلاقات المتميزة بين مصر وروسيا، مؤكداً حرص مصر على تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، كما استعرض «جهود مصر في مكافحة الإرهاب بشكل شامل وعلى المحاور كافة والاتجاهات الاستراتيجية».
وأشار الرئيس السيسي، في هذا الصدد، إلى أن القضاء على الإرهاب يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي وعدم التمييز بين الجماعات الإرهابية، والعمل على تجفيف منابعه على كل المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والفكرية، حسب السفير راضي، الذي ذكر أيضاً أن الاجتماع تطرق إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، فضلاً عن بحث الأزمات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تبادل وجهات النظر حول كيفية التوصل إلى تسويات لهذه الأزمات، «في ضوء موقف مصر الثابت بضرورة دعم الحلول السياسية، واحترام سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، بما يصون مؤسساتها ويُنهي معاناة شعوبها ويحافظ على مصالحها العليا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.