تعتبر نفرتيتي من أشهر الملكات عبر التاريخ، ولطالما عُرفت وتميّزت بجمال خاص وببشرة أفريقية سمراء، بيد أن برنامج «توداي شو»، على شبكة «إن بي سي» الأميركية، قد أثار جدلاً كبيراً بعد عرضه نسخة ثلاثية الأبعاد لتمثال رأس الملكة المصرية الفرعونية ببشرة بيضاء، وسط استهجان كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورأى منتقدو هذا البحث أنّه يُزيف الشهادات التاريخية، ويُخالف بشكل صارخ التمثال النصفي الحقيقي للملكة الفرعونية الذي عُثر عليه في مقبرة أمنحتب الثاني في وادي الملوك أواخر القرن السابع عشر.
واستغرقت الدراسة نحو 500 ساعة حتى توصلت إلى هذا التصور ثلاثي الأبعاد لتمثال نفرتيتي الذي نحتته الفنانة المتخصصة في الأعمال التاريخية إليزابيث دانيس، فيما صمّم فنانون من بيت الأزياء والموضة الفرنسي «كريستيان ديور» جواهر شبيهة بتلك التي كانت ترتديها الملكة. ويُعتقد أنّ التمثال النصفي الأكثر شهرة لنفرتيتي قد أدلى به النحات توتموس نحو 1345 قبل الميلاد، وهو موجود اليوم في متحف نيويس بألمانيا.
كان أيديان دوسون، أستاذ المصريات في جامعة بريستول البريطانية الذي أجرى البحث، قد حصل على تصريح من وزارة الآثار المصرية بإزالة الغطاء الزجاجي الواقي لمومياء نفرتيتي، وفحصها بتقنية البعد الثالث.
وفي تغريدة نشرتها الصحافية أليكسيا مكاي، مرفقة مع صورة لنفرتيتي، قالت: «هذا هو الوجه الحقيقي للملكة نفرتيتي الذي اكتشف في مصر. نعم، إنّها امرأة سمراء. المصريون كانوا جميعاً سمر البشرة، شعباً وملوكاً وملكات». وسخر ستفين ديول، أحد المعلقين على هذا البحث الأخير، في تغريدة جاء فيها: «إنكم تمزحون؛ نفرتيتي كانت أفريقية سمراء البشرة. وكل من له قيمة في تاريخ البشرية كان أفريقي أسمر البشرة، فقط اسألوا (بي بي سي) و(نيتفلكس)»، فيما أفادت راي ساني، كاتبة صحافية: «كيف يتأتى أن تكون نفرتيتي أشبه بسوزان من كونيتيكت (ولاية أميركية)؟». وقالت ليزلي كانون متهكمة: «هل استخدم زاهي حواس (وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية السابق) الحمض النووي ليثبت أن هذه ليست نفرتيتي؟».
في المقابل، رأى بعض المعلقين نتائج الدراسة كشفاً عظيماً، من بينهم راي جيل الذي غرد قائلاً: «برنامج رائع هذا الصباح، إنه حصاد سنوات من العمل تعرضه أمام العالم كله»، في إشارة إلى مقدم البرنامج غوش جايتس.
ويعتقد أن الملكة نفرتيتي كانت زوجة الفرعون إخناتون، واسمه الأصلي أمنحتب الرابع، وقد حكم في الفترة من 1336 إلى 1353 قبل الميلاد، الذي اتجه إلى عبادة الشمس، وأطلق عليها اسم آتون، ما يمثل علامة فارقة في تاريخ الأديان المصرية، بعدما كان فراعنة مصر يعبدون آلهة تتوارثها الأجيال من قبل إخناتون.
وكان لنفرتيتي مكانة دينية متميّزة، فقد نُصبت كاهنة تقدّم القرابين للإله آتون، ما جعلها تلعب دوراً بارزاً في التاريخ الفرعوني. ويعتقد بعض المؤرخين أنّها والدة الملك توت عنخ آمون، مستندين بذلك إلى أن الفرعون الصغير قد تسلم الحكم منها.
نفرتيتي بنسخة بيضاء تثير جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي
نفرتيتي بنسخة بيضاء تثير جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة