«إكسموث ماركت»... أكل الشارع للطبقة المتوسطة

من أسواق الطعام المتخصصة في لندن

تقدم سوق «إكسموث ماركت» العديد من المطابخ بقالب عصري وجذاب
تقدم سوق «إكسموث ماركت» العديد من المطابخ بقالب عصري وجذاب
TT

«إكسموث ماركت»... أكل الشارع للطبقة المتوسطة

تقدم سوق «إكسموث ماركت» العديد من المطابخ بقالب عصري وجذاب
تقدم سوق «إكسموث ماركت» العديد من المطابخ بقالب عصري وجذاب

«إكسموث ماركت» أحد أصغر وأشهر أسواق المطاعم الشعبية أو ما يعرف بطعام الشارع (Street Food) في العاصمة البريطانية لندن. ورغم الكثير من الانتقادات، فإن السوق تجذب عدداً لا بأس به من الزبائن، خصوصاً الموظفين والطلاب الذين يعيشون في المنطقة والمناطق المجاورة. تقع السوق في المثلث الذي يفصل مناطق فارنغتون وكينغز كروس وإينجيل التابعة لبلدية إيزلينغتون بعضها عن بعض. وبالتحديد بين شارعي فارينغتون وسانت جون في منطقة. تفتح السوق عادةً بين الساعة الثانية عشرة ظهراً والساعة الثالثة بعد الظهر، من الاثنين إلى الجمعة من كل أسبوع.
تعد السوق التي تضم أكثر من 20 عربة من أسواق الطعام المتخصصة في الغداء، والتي يقصدها أبناء الطبقة المتوسطة. وفضلاً عن العربات هناك الكثير من المطاعم والمقاهي المختلفة على جانبي الطريق. ويمكن للزوار والموظفين الذين يقصدون السوق استخدام مقاعد الحديقة الكبيرة (سبا فيلدز بارك) التي تقع خلف الكنيسة القديمة. وإذا تعذر العثور على مقعد في الحديقة يمكن استخدام المقاعد المتوفرة في شارع السوق نفسه.
من الانتقادات التي توجَّه إلى السوق أسعارها الغالية نسبياً، ويقول البعض إنها ليست أصيلة بالمعنى العمراني والثقافي، إذ إنها من الأسواق الحديثة التي تحاول إيجاد موطئ قدم لها في وسط لندن الذي يضم الكثير والكثير من أسواق الطعام التاريخية والمعروفة والتي تتنافس على استقطاب الموظفين والسياح. كما يضيف البعض أن عربات الطعام، والمقاهي، والمطاعم الجديدة، ومحلات بيع بطاقات المعايدة والنباتات ومراطبين المخللات، استُبدلت بالمطاعم والمحلات الأصيلة والقديمة في المنطقة. ومن الانتقادات التي توجّه عادةً إلى السوق أيضاً أن نوعية الأطعمة من الدرجة المتوسطة. ومع هذا يقول الكثير من الناس إن أجواء السوق ممتازة، وإنها مكان مناسب للقاء الناس على اختلاف مشاربهم وجنسياتهم، وإن هناك ما يكفي من التنوع في الأطعمة لاستقطاب الكثير من الزوار.
ومن المطابخ التي يمكن تجربتها في السوق، المطابخ الباكستانية والهندية والبنغالية، والمطبخ التايلاندي، والمطبخ الألماني، والمطبخ الإيطالي، والمطبخ الفرنسي، والمطبخ المغربي، والمطبخ المكسيكي، والمطبخ المتوسطي، إذا صحّ التعبير، والمطبخ الإنجليزي، والمطبخان الغاني والإسباني، وغيرها من مطابخ الجاليات الأجنبية الكثيرة التي تعيش في العاصمة البريطانية.
ومن المطاعم المعروفة في السوق مطعم «غولشان تندوري»، وهو مطعم متخصص في المطبخين البنغالي والهندي، وهو عائلي حاز على عدد من الجوائز في الماضي. ويقدم المطعم الأرز البسمتي والكباب وأطباق الدجاج والدالي ماسالا والخضار ومختلف أنواع السلطات.
وهناك العديد من الحلويات وعلى رأسها الكعك بالجبن والـ«بنوفي باي»، وهي فطيرة مصنوعة من الموز والحليب المكثف، بالإضافة إلى مختلف أنواع الشوكولاتة.
وهناك أيضاً عربة مطعم «غوجاراتي راسوي» الهندي الذي يقدم مجموعة ممتازة من الأطباق المتعددة المعروفة باسم «ثالي» وفطائر السموزا الرائعة.
وللراغبين في الأطباق النباتية هناك «سيدس سالاد بار» الذي يقدم مختلف أنواع السلطات، مثل سلطات البذور وسلطات الخضار المشكّلة والطازجة إلى جانب الحمص البيتي.
ولمحبي المطبخ المغربي، الذي يعد من المطابخ المرغوبة في الأسواق الشعبية في لندن خلال السنوات القليلة الماضية، هناك خيمة «مورو» السوداء التي تقدم طبقاً مغربياً تقليدياً مختلفاً كل يوم، وعادةً ما تشمل أطباق الدجاج ولحم الغنم، بالإضافة إلى الكسكس والخبز واللبن والباذنجان. ولا يمكن تجاهل الـ«فريبيرد» المكسيكي الذي يقدم أطباق الدجاج رخيصة الثمن وساندويتشات الـ«بوريتوس» التي تضم عادةً الأرز والسلطة واللحم وغيرها مثل الفاصوليا والفلفل الحلو الأخضر الطازج.
ولمحبي الأكلات اللاتينية والإسبانية أيضاً هناك منوعات الـ«بينشو بينتكسو» التي عادةً ما تكون قطعاً من الخبز مع بعض أنواع اللحوم وخصوصاً الدجاج المشوي.
وبالطبع يمكن اللجوء إلى شرائح «ألبان كيك» الفرنسية الرقيقة المعروف بالـ«كريب». وعادةً ما تحضَّر الرقائق من الحليب والدقيق والبيض والزيت والملح وتقلى على مقلاة ساخنة. أضف إلى كل هذا التنوع خيارات مطعم «سيمبلي تاي» التايلاندية الرخيصة التي تشمل شتى أنواع الشوربات والسلطات الحارة وشتى أنواع الكاري بالكريم وجوز الهند وغيره.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».