الإرهاب يضرب مجدداً مساجد بنغازي مخلفاً 3 قتلى وعشرات الجرحى

المتفجرات وُضعت داخل تابوت للموتى.. وأخرى في أرفف الأحذية

TT

الإرهاب يضرب مجدداً مساجد بنغازي مخلفاً 3 قتلى وعشرات الجرحى

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 86 آخرون بجروح في انفجار وقع، أمس، داخل مسجد في أثناء صلاة الجمعة في مدينة بنغازي شرق ليبيا.
وقال رضا العوكلي، وزير الصحة في الحكومة المؤقتة، التي تدير المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، إن التفجير الذي وقع داخل مسجد سعد بن عبادة الواقع بحي الماجوري بالمدينة خلال أداء المصلين صلاة الجمعة، تم بواسطة عبوات ناسفة، خلافاً لما أشيع عن أن التفجير تم بواسطة هاتف محمول، مضيفاً أن «هناك لاصقات في حقائب، وأخرى دفنت في المكيفات الخاصة بالمسجد، هي التي استُخدمت في هذا العمل الإرهابي»، وهو ما أكده العقيد ميلود الزوي، المتحدث باسم القوات الخاصة بالجيش الوطني، بقوله إن التفجير ناتج عن «حقائب ملغومة كانت موضوعة داخل المسجد»، مشيراً إلى أن «التفجير تم عن بُعد حسب التحقيقات الأولية»، لكن مسؤولاً في غرفة عمليات تأمين بنغازي، قال إن التفجير قد وقع بواسطة حقيبتين متفجرتين داخل سور المسجد وُضعتا بجانب دورات المياه، موضحاً أن هناك متفجرات وُضعت داخل تابوت للموتى، وأخرى في أرفف الأحذية، انفجرت بعدما بدأت خطبة الجمعة مباشرة في المسجد.
بدوره، قال معتز الطرابلسي، مسؤول الإعلام في وزارة الصحة، لوكالة «الأنباء الليبية»، إن إحصائية ضحايا الهجوم بلغت «شهيداً» واحداً، و86 جريحاً. لكن معلومات لاحقة تحدثت عن ثلاثة قتلى.
ويأتي التفجير بعد أكثر من أسبوعين من تفجير مزدوج بواسطة سيارتين مفخختين وقع الشهر الماضي أمام مسجد في حي السلماني في أثناء خروج المصلين من صلاة العشاء، وأوقع 34 قتيلاً، وأكثر من 100 جريح، معظمهم من المدنيين.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، التي يترأسها عبد الله الثني، في بيان: إن «هذا العمل الإرهابي يدل على مدى الإجرام المتأصل في نفوس هؤلاء المجرمين، وهو تحدٍّ صارخ لجميع القيم الإنسانية والأخلاقية»، محمّلة في بيانها، المجتمعَ الدولي وبعثة الأمم المتحدة، المسؤولية الكاملة عن مثل هذه الأعمال الإجرامية، ودعت بعثة الأمم المتحدة للوفاء بالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بحماية المدنيين.
في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري ليبي لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني يفرض حماية مشددة على الرائد محمود الورفلي، الضابط بالقوات الخاصة التابعة للجيش، خشية تعرضه لعملية اختطاف أو قتل، وذلك بعدما تم إطلاق سراحه مؤقتاً في إطار التحقيقات التي يخضع لها بتهمة ارتكابه جرائم حرب على مدى العامين الماضيين في مدينة بنغازي.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن «الورفلي في مكان آمن، وتم منع استخدامه للهاتف المحمول» تحسباً لتعرضه لأي حادث، ولأسباب تتعلق بأمنه الشخصي لا يمكننا الإفصاح عن مكانه حالياً، لكنه يخضع لتأمين عسكري، وثمة مخاوف من إقدام جهات على خطفه، بما في ذلك جهات دولية».
ولم يفصح المسؤول عن ماهية هذه الجهات التي تسعى لخطف الورفلي، الذي جرى إطلاق سراحه بعد يوم على تسليم نفسه للسلطات العسكرية، حيث قال مصدر عسكري إن الورفلي عاد إلى بنغازي خلال الليل بعد استكمال إجراءات التحقيق المتعلقة بقضية المحكمة الجنائية الدولية، التي تتهمه بارتكاب سلسلة من عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء.
وفى أول تعليق له، قال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، إن إدارة الشرطة العسكرية أخلت سبيل الورفلي بكفالة، معتبراً في تصريحات تلفزيونية له مساء أول من أمس، أن تسليم الورفلي لمحكمة الجنايات الدولية «غير وارد... لدينا قوانين حازمة، ونُطمئن المجتمع الدولي بأننا لن نتهاون في تطبيقها على من يخالفون القانون».
وفى سياق آخر، أبقى الجيش الوطني على فرص قائده العام المشير خليفة حفتر للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية، التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لإجرائها قبل نهاية العام الجاري. لكن الناطق باسم الجيش، العميد المسماري، امتنع أول من أمس، عن تأكيد الخبر، أو نفي إمكانية ترشح حفتر للرئاسة، لكنه تساءل مخاطباً رئيس البعثة الأممية غسان سلامة، عن إمكانية إجراء انتخابات في البلاد خلال هذه الفترة الصعبة، خصوصاً أنه لم يصدر إلى الآن قانون ينظمها.
وفي هذا السياق أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في ليبيا بيتينا موشايدت، التي التقت فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، في العاصمة طرابلس، ضرورة أن تُجرى الانتخابات المقبلة في ليبيا بطريقة مثالية، كما جددت ما وصفته بالموقف الأوروبي الموحد لدعم الاستقرار في ليبيا.
ولفت السراج في المقابل إلى أهمية إجراء العملية الانتخابية بناءً على قاعدة دستورية وقانونية سليمة، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة بتقديم الدعم الفني، وبحث المتطلبات والتفاصيل مع المفوضية.
من جهة أخرى، أعلنت القوات التابعة لحكومة السراج، والمشاركة في عملية «البنيان المرصوص» داخل مدينة سرت الساحلية، حالة النفير في صفوف قواتها بعد رصد تحركات لعناصر من تنظيم داعش شرق المدينة.
وقالت القوة في بيان لها عبر الصفحة الرسمية لمركزها الإعلامي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنها أقامت حواجز أمنية على مداخل ومخارج المدينة، وسيّرت عدة دوريات شرق المدينة.
دبلوماسياً، عيّنت بريطانيا فرانك بيكر سفيراً جديداً لدى ليبيا، خلفاً لبيتر ميلت الذي انتهت مدة عمله في العاصمة طرابلس نهاية العام الماضي. وقالت السفارة البريطانية لدى طرابلس، في بيان، إن بيكر سيباشر مهامه ابتداءً من الشهر الجاري، كما نقلت عنه قوله: «يشرفني أن أتسلم منصب السفير البريطاني الجديد، لدى بريطانيا تاريخ طويل مع ليبيا».



السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ73 لـ«عيد الشرطة»، رسائل «طمأنة» بشأن قدرة بلاده على مواجهة التحديات، وهي رسائل باتت «تشكل خطاً دائماً» في خطابات السيسي الرسمية، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات جيوسياسية متلاحقة، وما تعانيه القاهرة من مصاعب اقتصادية، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وكان الرئيس المصري وجه رسائل طمأنة مماثلة في مناسبات عدة آخرها الشهر الحالي خلال تفقده للأكاديمية العسكرية، وقبلها خلال احتفال الأقباط بعيد الميلاد.

وحِرص الرئيس المصري على «طمأنة» المواطنين بدا واضحاً مع بداية كلمته في ختام الاحتفال الذي أقيم بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأربعاء، مؤكداً أن «بلاده تسير في الطريق الصحيح رغم التحديات». وقال في كلمة مرتجلة: «لا أحد يستطيع أن يمس مصر، رغم ما يتردد من إشاعات وأكاذيب ومحاولات لاستهدافنا».

وأضاف السيسي: «رغم ما يحدث من تطورات وتحديات نطمئن الشعب المصري... نحن لا نعتدي ولا نتآمر على أحد، بل نعمر ونبني داخل بلادنا وحدودنا». وتابع: «الاطمئنان ليس مرده قدرة الجيش والشرطة فقط. وإنما هو مسار انتهجناه وقيم نمارسها وليس فقط نرددها، تدعو إلى الشرف والاحترام والعزة والكرامة والبناء»، مشدداً على «ضرورة وعي المجتمع بالمشكلات التي تحيط بالبلاد والتي لم تنته».

وأكد السيسي أن «مصر دولة كبيرة ولا يمكن لأحد تهديدها»، موضحاً أن «اجتماعه مع قيادات الدولة والمحافظين ومديري الأمن في القيادة الاستراتيجية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان لمراجعة الاستعدادات والخطط من أجل أمن مصر».

وقال: «عندما عقدنا الاجتماع، تساءل الكثير عن سبب انعقاده، ونحن بوصفنا دولة كبيرة، 120 مليون نسمة تقريباً بضيوفها، وبالتالي لابد أن نكون منتبهين ويقظين جداً». وأضاف أن «الأحداث الكثيرة التي وقعت خلال الشهور الماضية والتطورات على الحدود المختلفة، قد تكون أثرت على قلق المصريين، وهذا القلق مشروع، ولا بأس أن يشعر المصري بالخوف على وطنه».

وأكد الرئيس المصري أن «زيادة الإشاعات والكذب تعني زيادة الاستهداف، ما قد يجعل البعض يعتقد أن الأمر أصبح يسيراً وأنه من الممكن أن يقترب أحد من البلد، ولكن لن يقدر أحد على ذلك».

وفي كلمته الرسمية أشار الرئيس المصري إلى أن «التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف لن يجد في بلاده بيئة حاضنة له أو متهاونة معه»، وقال: «الشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله... ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة ونشر الإشاعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم».

وجدد السيسي التأكيد أن بلاده «تسير في الطريق الصحيح»، مشدداً على «السعي بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشة المواطن».

وجاء خطاب السيسي محملاً برسائل عدة للداخل والخارج، بحسب الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الطمأنة كانت الرسالة الأهم والأبرز في الخطاب»، موضحاً أنه «في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدول المجاورة لمصر، فإنه من الطبيعي أن يستشعر المصريون الخطر، ويشعروا بالقلق، من هنا تأتي أهمية حديث الرئيس ومحاولته طمأنة المصريين».

وقال فرج: «الخطاب تضمّن تأكيداً على قوة وقدرة الجيش والشرطة في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى التذكير بأن مصر استطاعت دحر الإرهاب»، مشيراً إلى أن «رسائل الطمأنة ليست موجهة للمصريين فحسب، بل للمستثمرين أيضاً، فدون الأمن والاستقرار لن يكون هناك استثمار».

وأضاف: «حمل خطاب الرئيس رسائل لمن يهمه الأمر بأن مصر قادرة على تجاوز التحديات وأنها لن تسمح لأحد بالمساس بأمنها وسيادتها واستقرارها».

ويلفت فرج إلى نقطة أخرى تضمّنها خطاب السيسي، وهي التحذير من خطورة الإشاعات، موضحاً أنه في «في ظل حروب الجيل الرابع والخامس باتت الإشاعات سلاحاً خطيراً يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن هنا وجب التحذير منها والتأكيد على ضرورة التنبه لها ولخطورتها على وحدة البلاد».

بدوره، أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، أن «طمأنة المصريين باتت خطاً دائماً في خطابات الرئيس المصري وفي مختلف المناسبات، لا سيما مع ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية ومعيشية، تضاف إلى أوضاع غير مستقرة في المنطقة، ومناخ إقليمي مليء بالتحديات».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن خطاب الطمأنة مهم لأنه يهدئ من مخاوف المصريين المشروعة»، مؤكداً أنه «بالتوازي مع هذا الخطاب فهناك إجراءات عدة تتعلق باستكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي ووضع خطط لمواجهة التحديات، وهو ما أشار له السيسي في حديثه أيضاً».

وفي إطار الاحتفال وضع الرئيس المصري إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، كما ترأس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين.