ترمب يرد على رسالة طفلة أميركية له بعد مقتل أعز أصدقائها

رسالة الطفلة آفا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورده عليها (واشنطن بوست)
رسالة الطفلة آفا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورده عليها (واشنطن بوست)
TT

ترمب يرد على رسالة طفلة أميركية له بعد مقتل أعز أصدقائها

رسالة الطفلة آفا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورده عليها (واشنطن بوست)
رسالة الطفلة آفا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورده عليها (واشنطن بوست)

بعد تعرضها لصدمة عصبية حادة إثر قيام أحد المراهقين بإطلاق نار عشوائي على مدرستها الكائنة بمنطقة والتونفيل في ولاية إلينوي، وقتل أعز أصدقائها، قررت الطفلة الأميركية آفا ذات السنوات السبع أن تبعث برسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تقص عليه الحادث الذي وقع أمام عينيها، وتطلب منه حماية الأطفال من جرائم إطلاق النار.
وحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فإن تاريخ الحادث يرجع إلى يوم 28 سبتمبر (أيلول) 2016. عندما قام المراهق جيسي أوزبورن (14 عاماً) بقتل والده، قبل أن يقود شاحنة نصف نقل ويتوجه إلى إحدى المدرسة الابتدائية، حيث فتح النار على الملعب وهو يهتف: «أنا أكره حياتي»، وأصاب أحد المدرسين برصاصة في كتفه وأحد الطلاب برصاصة في قدمه وتسبب في مقتل جاكوب (6 سنوات)، أعز أصدقاء آفا، أمام عينيها.
وقد أدت الصدمة التي تعرضت لها آفا إلى قيامها ببعض التصرفات المثيرة للقلق، حيث قامت بنزع رموشها، وكتابة بعض الكلمات المرتبطة بالحادث على حائط منزلها مثل: بندقية، نار، قتل، دم، وما إلى ذلك.
كما امتنعت آفا عن الذهاب إلى المدرسة، وكانت دائماً ما تعبّر لأمها عن قلقها على شقيقها وأصدقائها من تعرضهم لمثل هذا الحادث في أثناء وجودهم بالمدرسة، وأكدت لها أنها ترى القاتل يومياً في كوابيسها.
وفي أحد الأيام، قررت آفا أن تبعث برسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تحكي له فيها عن الحادث الذي حدث أمامها وتطلب منه أن يحمي المدارس والأطفال من حوادث إطلاق النار العشوائية، وأضافت قائلة: «عزيزي السيد الرئيس، سمعت ورأيت كل ذلك يحدث أمامي وكنت خائفة جداً. إنني أكره البنادق جداً فقد دمرت حياتي وتسببت في مقتل أعز صديق لي، جاكوب. فمن فضلك، حاول أن تحمي الأطفال من مثل هذه الحوادث».
وكانت المفاجأة أنه عند وصول الرسالة إلى ترمب، قرر الرئيس الأميركي عدم تجاهلها، حيث بعث برسالة إلى آفا كتب لها فيها: «عزيزتي آفا، أشكرك بشدة على رسالتك. إنني سعيد جداً لقيامك بمشاركة قصتك معي، وأنا والسيدة ميلانيا نعرب لك عن خالص أسفنا لفقدانك لصديقك جاكوب».
وأضاف قائلاً: «المدارس هي أماكن يتعلم فيها الأطفال ويكبرون فيها مع أصدقائهم وينبغي أن تكون أماكن آمنة خالية من الخوف، إن هدفي الحالي هو أن أجعل الأطفال في أميركا ينعمون بالسلام والأمان حتى يستطيعوا تحقيق طموحاتهم وأحلامهم في المستقبل. عزيزتي، يجب أن تعلمي جيداً أن هناك الكثير من الأشخاص في حياتك الذين يحبونك ويدعمونك بكل قلوبهم».
وبعد قراءة الرسالة، أكدت آفا أنها شعرت براحة نفسية كبيرة إلا أنها تساءلت عن خطط ترمب للتصدي لهذه الحوادث، فقررت آفا أن ترسل رسالة أخرى للرئيس تشكره فيها على الرد عليها، وتعده بالصلاة من أجله، وأكدت له أنها لديها بعض الأفكار التي قد تساعد في الحفاظ على الأطفال والمدارس وأنها تريد مقابلته لعرض هذه الأفكار عليه.
من جهتها، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض، طلبت عدم ذكر اسمها، إن ترمب يتلقى آلاف الرسائل يومياً، وإنه يهتم بقراءة هذه الرسائل خصوصاً تلك التي يرسلها الأطفال، مشيرة إلى أنه يحب رسائل ورسومات الأطفال جداً ويهتم بالرد عليها.



هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».