كوريا الشمالية تحذر واشنطن وسيول من إجراء مناورات عسكرية عقب الأولمبياد

أكدت بذل كل الجهد لتحسين العلاقات بين الكوريتين في المستقبل

كوريا الشمالية: الفضل في تحسن العلاقات مع سيول يرجع كلياً للحب النبيل الذي يكنه الرفيق كيم جونج أون للأمة. (أرشيفية - ا.ف.ب)
كوريا الشمالية: الفضل في تحسن العلاقات مع سيول يرجع كلياً للحب النبيل الذي يكنه الرفيق كيم جونج أون للأمة. (أرشيفية - ا.ف.ب)
TT

كوريا الشمالية تحذر واشنطن وسيول من إجراء مناورات عسكرية عقب الأولمبياد

كوريا الشمالية: الفضل في تحسن العلاقات مع سيول يرجع كلياً للحب النبيل الذي يكنه الرفيق كيم جونج أون للأمة. (أرشيفية - ا.ف.ب)
كوريا الشمالية: الفضل في تحسن العلاقات مع سيول يرجع كلياً للحب النبيل الذي يكنه الرفيق كيم جونج أون للأمة. (أرشيفية - ا.ف.ب)

حذر وزير الخارجية الكوري الشمالي الولايات المتحدة من إن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا مضت قدما في مناورات عسكرية مؤجلة مع كوريا الجنوبية بعد الأولمبياد الشتوي.
وجاء في رسالة وزير الخارجية ري يونج هو في رسالة إلى الأمم المتحدة، إنه في أي وقت جرت فيه تدريبات عسكرية مشتركة «تعرض سلام وأمن شبه الجزيرة الكورية لتهديد خطير ووصل الشك والمواجهة بين الكوريتين إلى أعلى مستوى، مما يوجد صعوبات وعقبات كبيرة أمام الحوارات التي تسنى إجراؤها بشق الأنفس».
وأضاف الوزير الكوري الشمالي: «سنبذل كل جهد لتحسين العلاقات بين الكوريتين في المستقبل أيضاً، لكننا لن نقف مطلقا مكتوفي الأيدي إزاء التحركات الشريرة لعرقلة جهودنا».
واتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على تأجيل مناورات عسكرية مشتركة كانت مقررة في مطلع العام لحين انعقاد أولمبياد بيونجتشانج الشتوي الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
واتهمت كوريا الشمالية في رسالتها الولايات المتحدة بتضليل الرأي العام، بزعم أن إجراءاتها الصارمة أفضت إلى الحوار بين الكوريتين.
وقالت: «حقيقة الوصول إلى نقطة تحول كبيرة من أجل السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية والتوحيد على شبه الجزيرة الكورية، حيث يسود خطر الحرب، يرجع الفضل فيها كلياً للحب النبيل الذي يكنه الرفيق كيم جونج أون للأمة... غير أن السلطات الأميركية تضلل الرأي العام كما لو كان الحوار بين الكوريتين نتيجة لأشد عقوباتها والضغوط التي تمارسها على بلادنا».
وقال جوزيف يون، المبعوث الأمريكي الخاص بشأن كوريا الشمالية، يوم أمس (الخميس)، إن جميع الخيارات لا تزال مطروحة لحل الأزمة المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية للصواريخ النووية، إلا أنه استبعد أن تقوم إدارة ترمب بعمل عسكري قريباً وتأتي المحادثات بين الكوريتين في أعقاب عام شهد مواجهة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وزاد فيه تبادل التهديدات بين رئيسي الدولتين من التوتر ودفع بيونجيانج إلى مواصلة اختباراتها الصاروخية والنووية.
وينسب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الفضل إلى نفسه في إجراء الحوار بين الكوريتين، وقال نظيره الكوري الجنوبي مون جيه-إن، إن ترمب له فضل كبير في استئناف المحادثات.
واتفقت بيونجيانج وسول على إرسال 230 مشجعاً إلى الأولمبياد الشتوي وكذلك أوركسترا وفريق لاستعراض فنون ومهارات التايكوندو.
وكان من المقرر إقامة عرض ثقافي مشترك في منتجع جبلي في كوريا الشمالية، لكن بيونجيانج ألغته هذا الأسبوع منحية باللائمة في ذلك على وسائل الإعلام الكورية الجنوبية لتشجيعها على إهانة المشاعر العامة فيما يتعلق بكوريا الشمالية.
وسيتنافس 22 رياضيا كورياً شمالياً في الأولمبياد، بينهم 12 سيلعبون في فريق موحد لهوكي الجليد للسيدات مع كوريا الجنوبية.


مقالات ذات صلة

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)

بلينكن: مسعى ترمب للسيطرة على غرينلاند «لن يحدث»

نصح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العالم «بعدم إهدار الكثير من الوقت» على ما يقوله الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع حاشد للانتخابات عام 2024 في فلوريدا (رويترز)

ترمب يحضّ المحكمة العليا على وقف «حكم نيويورك» ضده

قدَّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب طلباً غير معتاد من المحكمة العليا للتدخل لوقف إصدار حكم ضده بقضية «أموال الصمت» من محكمة في نيويورك.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء المؤتمر الصحافي ظهر الثلاثاء بمقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا (أ.ب)

ترمب متعاطف مع موقف موسكو الرافض لعضوية أوكرانيا في «الناتو»

الرئيس الأميركي المنتخب يعبر عن تعاطفه مع موقف روسيا الرافض لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (برلين)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.