صالون جنيف للساعات الفاخرة يزداد جمالاً وتوسعاً هذا العام

التحاق شركات جديدة به لأول مرة يُثريه ويُنعشه

الجناح الخاص بـ«جيجر لوكولتر» شهد عدة احتفاليات بساعتها الجديدة «بولاريس»
الجناح الخاص بـ«جيجر لوكولتر» شهد عدة احتفاليات بساعتها الجديدة «بولاريس»
TT

صالون جنيف للساعات الفاخرة يزداد جمالاً وتوسعاً هذا العام

الجناح الخاص بـ«جيجر لوكولتر» شهد عدة احتفاليات بساعتها الجديدة «بولاريس»
الجناح الخاص بـ«جيجر لوكولتر» شهد عدة احتفاليات بساعتها الجديدة «بولاريس»

كل ما فيه تغير وتحسن. من المكان الذي انفتح أكثر وأصبح التجول بين أرجائه أكثر سهولة إلى التحاق شركات ساعات جديدة به، مثل «هيرميس» و«زينيت» و«جيرار بيريغو» وغيرهم ممن هجروا معرض «بازل» إليه أو فقط طمعوا في المشاركة في الاثنين لتكون الاستفادة أكبر.
منذ أعوام وعالم الساعات يمر بوعكة يحاول التعافي منها بأي شكل. أحيانا يكابر أصحابه ويُنكرون وجود أي أزمة على أساس أن مبيعاتهم لم تتأثر. وأحيانا أخرى يتفننون في إصدار ابتكارات أقرب إلى الاختراعات بفنيتها وتقنياتها وتعقيداتها. هذا العام لم يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة. فالمكابرة لا تزال حاضرة والرغبة في تقديم الجديدة أيضا قوية وإن كان الجنوح إلى الاختراعات تراجع إلى حد ما باستثناء قلة قليلة من الصناع المستقلين الذين لا يزالون يعتبرون أن قوتهم تكمن في إصدارات محدودة بتقنيات عالية.

التركيز كان هذا العالم في صالون الساعات الفاخرة لعام 2018 على الجودة عوض الكم. كانت هناك فنية واضحة مع تركيزهم على إرثهم، أو بالأحرى أيقوناتهم الناجحة وكأنها تعويذات يتفاءلون بها.. دار «كارتييه» مثلا عادت إلى ساعاتها الأيقونية «سانتوس» للرجل و«بانثر» للمرأة. فالأولى كانت أول ساعة يد تطرحها الدار ويشهدها عالم الساعات في بداية القرن العشرين عندما طلب الطيار سانتوس من صديقه كارتييه أن يُبدع له ساعة يضعها على معصمه وتسهل عليه قراءة الوقت وهو يقود طائرته. أما مجموعة «بانثير» فهي الأخرى تشهد نجاحات مستمرة وتطويرات عصرية تجعلها من الكلاسيكيات التي لا تستغني عنها لا الدار ولا المرأة الأنيقة. هذا العام طعمتها الدار بالأحجار الكريمة والكثير من الفنية لتخرج وكأنها تحفة.
- «بياجيه»
دار «بياجيه» بدورها ركزت على قديمها لتجدده. للمرأة عادت إلى مجموعة «بوسيشن» وللرجل إلى «التيبلانو» أكثر الساعات نحافة في العالم. هذه المرة أبدعت ساعة ميكانيكية بسُمك 2 ملم فقط. وبهذا تحقق رقمين قياسيين متوّجة بذلك احتفالات العيد الـ60 لمجموعتها الرمزية «التيبلانو». الأول سُجّل مع ألتيبلانو آلتيمات أوتوماتيك، الساعة ذاتية التدوير الأرفع في العالم مع سماكة تبلغ 4.30 مم، والثاني مع ألتيبلانو آلتيمات كونسيبت، الذي يُشكّل الساعة الميكانيكية يدوية التدوير الأرفع في العالم مع سماكة تبلغ 2 مم فقط. غني عن القول إنها تقنية فريدة من نوعها.
فلتوفير أعشار الملليمتر استلزمت استعمال أشابة فائقة المتانة والصلابة، أساسها من الكوبالت، ما يحول دون التواء الساعة على الرغم من رفعها الفائق. ويعتمد هذا الموديل على التوحيد التامّ بين الحركة والعناصر الخارجية، إذ إن العلبة هي في الوقت عينه الجزء الخارجي والصفيحة الرئيسية للحركة. كما أُعيدت صياغة وتصميم وتطوير كلّ أجزاء المعايرة مع عجلات تبلغ سماكتها فقط 0.12 مم (مقارنة مع سماكة 0.20 مم في الحركة التقليدية). سماكة كريستال الساعة تقلّصت أيضاً إلى حدّ 0.2 مم فقط مقارنة بـ1 مم في الساعة التقليدية.
- «فان كليف أند أربلز»
مثل «كارتييه» و«بياجيه» تتخصص «فان كليف أند أربلز» في الجواهر أولا والساعات ثانيا. هذا العام توجهت للمرأة بساعة تجمع التقنية العالية بشاعرية التصميم وفخامة المواد. تقول الدار إنها ساعة تُخول للمرأة أن تملك الكون كله بين يديها وتلفه حول معصمها. فساعة «بويتيك أسترونومي» (أي علم الفلك الشاعري) ترجمة أنثوية لحركة الكون والأفلاك. وتأتي بعد أربع سنوات على إطلاق ساعة «ميدنايت بلانيتاريوم، الذي لاقى ترحيبا كبيرا من قبل الرجل، وهو ما شجع الدار أن تعيده بنسخة خاصة بالنساء وبحركة أوتوماتيكية، تجسدت في ساعة ليدي آربلز بلانيتاريوم. ساعة يدور فيها عطارد حول ميناء الساعة خلال 88 يوماً، بينما يستغرق كوكب الزهرة 224 يوماً والأرض 365 يوماً للدوران حوله. كما تضم هذه القطعة ابتكاراً رئيسياً يدور فيه القمر حول الأرض خلال 29.5 يوماً ليكمّل رقصة الباليه التي تتجلّى على ميناء الساعة.
- «ريتشارد ميل»
من الأمور التي يعشقها صناع الساعات الدخول في تحديات مع أنفسهم ومفاجأتنا بإصدارات تغذي روح المغامرة بداخلهم. من «بانيراي» التي تعشق البحار والغوص في الأعماق إلى «روجيه ديبويه» و«ريتشارد ميل» وغيرها من دور الساعات التي أكدت هذا العام اهتمامها برياضة البولو، باعتبارها رياضة الرجل الأنيق والراقي. فقد تعاونت «ريتشارد ميل» مثلا مع لاعب البولو العالمي بابلو ماك دونا، لتكون النتيجة RM 53 - وساعة 01 التي تنبض بروح رياضية تكشف عن حركة توربيون مُعلقة يمكن رؤيتها من خلال الزجاجة المصنوعة من الكريستال السافيري المصفح ذي الطبقات المتعددة. استغرق صُنعها سنوات من البحوث والدراسات حتى تتوفر على ميزات مقاومة لأكثر الصدمات قوة وعُنفا. يقول ريتشارد ميل بأن «البولو رياضةٌ خطيرة، إذ من الطبيعي أن يتعرض لاعبوها إلى صدمات قوية، كونها تقتضي التماس بين اللاعبين ببعضهم بعضا» ويستدل على هذا بما تعرض له اللاعب بابلو من كسور خلال مسيرته المهنية. كان مهما بالنسبة لريتشارد ميل أن تكون الساعة مقاومة لكل أنواع الصدمات وفي الوقت ذاته «أن تأتي بحركة مرئية وواضحة للعيان».
لتحقيق هذه المعادلة تعاون مهندسو الشركة مع شركة ستيتلر المتخصصة في مجال صناعة السيارات لإنتاج زجاجة رقائقية مُصفحة تتشكل من صفيحتين من الكريستال السافيري تفصل بينهما طبقة رقيقة أو غشاء من البولي فينيل، وهو ما يشكل سابقةً في عالم صناعة الساعات. فقد يتشقق زجاج الساعة نتيجة ضربة مطرقة البولو لكن من غير الممكن أن يتحطم، مما يحفظ حركة الساعة وميكانيكية التوربيون.
- {آي دبليو سي شافهاوزن}
احتفالا بعامها الـ150، قدمت شركة «آي دبليو سي شافهاوزن»
مجموعة من أيقوناتها بصورة جديدة. من هذه الأيقونات نذكر «بورتوفيينو»، «بايلوت»، «دافنشي» و«بورتغيزي». بهذه المناسبة قال المدير التنفيذي للدار كريستوف غرينجر - هير «إنّ الروح الريادية لمؤسس الدار وسعيه الدائم إلى تحقيق التميّز الهندسي تركا تأثيرا عميقا على أي إصدار يخرج من معاملها... وحتّى يومنا هذا، تزاوج ساعاتنا بين الهندسة الدقيقة والتصميم الاستثنائي مع الحفاظ على سمات ورموز مهمة».
من السمات التي يقصدها كريستوفر غرينجر - هير قرصه الأبيض أو الأزرق الذي يخضع كما يشرح كريستيانكنوب، المدير الإبداعي للدار إلى عملية طويلة ومعقدة، تُطلى فيها هذه الأقراص بـ12 طبقة من الورنيش عالي الجودة، كما تُصقل بشكل مسطّح وتُلمّع بالفرشاة، قبل أن يتمّ دمغها مرّات عدّة. وبالفعل فإن اللافت أن الساعات ذات القرص الأبيض تتمتع بعقارب مزرقة، بينما تمتاز الإصدارات ذات القرص الأزرق بعقارب مطلية بالروديوم.
- «جيجر لوكولتر»
شركة «جيجر لوكولتر» هي الأخرى عادت إلى قديمها لتطوره وتُطعمه بلمسة رياضية ومعاصرة. فمجموعتها الجديدة «بولاريس» مستلهمة من الساعة ميموفوكس بولاريس التي تعود إلى عام 1968، مع تجديدات معاصرة تليق برجل اليوم، الذي تصفه الدار بأنه رجل أنيق منفتح على العالم وعلى تجارب الحياة.
هذه الساعة ستكون رفيقته في رحلاته حيث إنها أوتوماتيكية بثلاثة عقارب، كرونوغراف وكرونوغراف مع توقيت العالم، بالإضافة إلى طرازين يتميّزان بالطابع المُعتّق، وهما جيجر - لوكولتر بولاريس دايت، وجيجر - لوكولتر بولاريس ميموفوكس.
تتميز البنية الهندسية لميناء الساعة بمجموعة من التشطيبات والتزيينات على ثلاث دوائر مشتركة لها نفس المركز: المركز المستوحى من ميموفوكس بولاريس مع التزيين الشمسي، والتزيين المبرغل الشكل على الدائرة الخارجية، حيث الساعات والدقائق، وإنهاء أوبالين المتلألئ على الطوق الداخلي الدوار. على ميناء هذه المجموعة تم تثبيت شعار جيجر - لوكولتر والأرقام العربية وعلامات الساعات بينما جاءت العقارب كبيرة الحجم مُلِئَت بمادة سوبرلومينوفا لتوفير رؤية جيدة في الظلام. وفي موديلين آخرين تم تطبيق سوبرلومينوفا بلونٍ مختلف بلمسة التعتيق العريقة وهو لون الفانيليا في إشارة وتحيةٍ إلى ساعة ميموفوكس بولاريس الأصل التي احتوت على مادة التريتيوم على عقاربها في ذلك الوقت.
بالنسبة لهياكل أو أقفاص الساعة فهي جديدة بالكامل وتتميّز بأبعاد ونِسَبٍ مصممة بأسلوب رياضي محض، بفضل الجمع بين الصقل الخطي الناعم اليدوي على سطوحها والعروات الرفيعة التي تتمركز أسفل قفص الساعة، بالإضافة إلى الأطواق الدائرية.
- «أ.لانغة أند صونة»
بدورها أبدعت دار «أ.لانغة أند صونة» الساعة الأولى في العالم لقياس أجزاء الثواني التي تسمح بقياسات وقت نسبية متعددة الساعات. فالعقارب الإضافية لإيقاف الوقت على منظمات الدقائق والساعات تجعل من الممكن إيقاف وقت دورات السباق والزمن المرجعي للأحداث التي تدوم حتى 12 ساعة. تعود بداية القصة إلى 17 يوليو (تموز) 2016، حين حقق لاعب الترايثلون الألماني يان فرودينو رقما قياسيا عالميا جديدا لسباق الترايثلون للمسافات الطويلة. اجتاز خلال فترة مذهلة بلغت 7 ساعات، 35 دقيقة، و39 ثانية، مسابقات السباحة لمسافة 3.8 كيلومترا، ركوب الدراجة لمسافة 180كيلومترا، والجري لمسافة 42.2 كيلومترا. واحتاج متسابق المركز الثاني، جو سكيبر البريطاني، إلى 20 دقيقة و44 ثانية إضافية للوصول إلى خط النهاية. غني عن القول إن ساعة كرونوغراف ميكانيكية واحدة هي التي تمكّنت أن تسجّل الساعات والدقائق والثواني الزمنين اللذين حققهما الفائز والمنافس الثاني بدقة. هذه الساعة هي «تريبل سبليت» TRIPLE SPLIT من إيه. لانغيه أند صونه.
يُعد كرونوغراف أجزاء الثانية الوحيد في العالم الذي يمكنه قياس الأوقات المضافة والنسبية لفترة تصل إلى 12 ساعة، وفي الوقت نفسه، حطم الرقم القياسي للدار الذي سجلته ساعة «دابل سبليت» DOUBLE SPLIT، في عام 2004. مع عداد إيقاف الوقت للدقائق القافزة، وعداد إيقاف الوقت المستمر للساعات، تضرب ساعة «تريبل سبليت» الجديدة نطاق قياس وظيفة إيقاف الوقت بمقدار 24. وهذا يشمل الكثير من التطبيقات الأكثر تنوعا وإثارة للاهتمام: على سبيل المثال مقارنة الزمن الذي يحتاجه متنافسان في سباق الفورمولا 1 أو سباق ماراثون. ويمكنها أيضا تسجيل أوقات الأحداث التي تبدأ بالتعاقب، مثل مرحلتي الانطلاق والعودة لرحلة جوية طويلة المدى. تأتي الساعة بإصدار محدود بـ100 قطعة - وتتمتع بوظيفة الارتداد إلى الخلف(فلايباك) التي تنطوي على ثلاثة أزواج من العقارب أيضا. وهكذا، يمكن إعادة تعيين الكرونوغراف توقيت وإعادة تشغيله على الفور بضغط دافع الكرونوغراف السفلي حتى خلال إجراء القياس.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.