قالت السلطات الأمنية في طاجيكستان أمس، إن محكمة في جنوب البلاد أصدرت أحكاماً غيابية بالسجن من 16 إلى 18 عاماً بحق زوجين شاركا في القتال في سوريا ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي. وقال المكتب الإعلامي للمحكمة إن «المواطن، المدعو نازرولوف وزوجته رحماتوفا، أكدا أنهما كانا في سوريا وشاركا في القتال إلى جانب (داعش)، ويتوفر لدى جهات التحقيق دليل قاطع على ذلك، عبارة عن تسجيل فيديو وتسجيلات صوتية، يؤكد فيها الزوجان نيتهما العودة إلى وطنهما، طاجيكستان». وكانت الجهات الأمنية مضطرة إلى تأكيد توفر الأدلة الدامغة، نظراً إلى أن قانون الجنايات الطاجيكي، وبعد تعديلات عليه، يسمح بمحاكمة غيابية في قضايا الإرهاب وغيرها، لكن فقط في حال توفرت أدلة لا يمكن التشكيك بدقتها، تدين المتهم.
وحسب معلومات الجهات الأمنية الطاجيكية، تأكدت جهات التحقيق أن الزوجين نازرولوف ورحماتوفا، دخلا عام 2016 إلى الأراضي السورية، عبر الحدود التركية. وأصدرت المحكمة قرارات غيابية بسجن الزوج نازرولوف 18 عاماً، وزوجته رحماتوفا 16 عاماً. ويحق للمتهمَين فور عودتهما إلى الأراضي الطاجيكية تقديم اعتراض على قرار المحكمة. يذكر أن طاجيكستان أدخلت جملة تعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب، بغية تشجيع مواطنيها على العودة، والإقرار بالذنب. وبموجب التعديلات يحق للدولة منح عفو عن المواطنين الذين يسلمون أنفسهم للسلطات ويعلنون التوقف عن التعاون مع المجموعات الإرهابية.
وأول من أمس، قالت النيابة العامة في طاجيكستان إن محكمة أصدرت أحكاماً بالسجن بحق 3 مواطنين حاولوا الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي. وأوضحت النيابة العامة أن المواطن الطاجيكي سافيوف كان يعمل في روسيا منذ خريف عام 2016، وهناك انضم عبر الإنترنت إلى مجموعة تروج لأفكار «داعش». وفي أبريل (نيسان) 2017 سافر من موسكو إلى إسطنبول، حيث التقى مع شخص وعده بتقديم المساعدة للوصول إلى الأراضي السورية، إلا أن السلطات التركية ألقت القبض عليه وسلمته للسلطات الطاجيكية. وحكمت المحكمة عليه بالسجن 12 عاماً. كما حكمت محكمة دوشنبيه (العاصمة الطاجيكية) بالسجن 13 عاماً على متهمَين آخرين، حاولا الانضمام إلى صفوف «داعش».
وتحاول السلطات الطاجيكية اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والتشريعية التي من شأنها المساعدة في الحد من التهديد الإرهابي. وتتزايد المخاوف في طاجيكستان بعد تردد أنباء حول انتقال مجموعات «داعشية» كبيرة من سوريا والعراق إلى أفغانستان. ويقاتل في «داعش» كثيرون من أبناء جمهوريات آسيا الوسطى، وتخشى السلطات في تلك الجمهوريات من استغلال التنظيم لهم لتنفيذ عمليات إرهابية، وتشكيل خلايا متطرفة في بلدانهم. ومع تزايد تهديد «داعش» من أفغانستان، اتفقت دوشنبيه وموسكو على تعزيز تعاون القوات المسلحة في البلدين في مجال التصدي للتهديد الإرهابي. وفي إطار هذا التعاون قدمت روسيا نهاية العام الماضي، أسلحة ومعدات وتقنيات حربية للجيش الطاجيكي. وقال الجنرال ألكسندر لابين، مدير الدائرة العسكرية الروسية المركزية إن قوات البلدين يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور محتمل، بما في ذلك السيناريو «السيئ» في آسيا الوسطى، بعد القضاء على تنظيم داعش في سوريا.
طاجيكستان تحاكم «داعشييها» وتعزز التعاون مع روسيا
طاجيكستان تحاكم «داعشييها» وتعزز التعاون مع روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة