الجزائر: «حركة مجتمع السلم» تأخذ على أويحيى «تشجيع الفوضى في الشارع»

جدل حول تمسك الحكومة بقرار منع المظاهرات في العاصمة

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم السبت (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم السبت (إ.ب.أ)
TT

الجزائر: «حركة مجتمع السلم» تأخذ على أويحيى «تشجيع الفوضى في الشارع»

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم السبت (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم السبت (إ.ب.أ)

حملت «حركة مجتمع السلم» الجزائرية، وهي أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، على رئيس الوزراء أحمد أويحيى، بسبب ما وصفته بـ«موقفه المتصلب حيال منع المسيرات والمظاهرات السلمية». وقال رئيسها عبد الرزاق مقري إن أويحيى «يشجع الخروج إلى الشارع في إطار الفوضى والصدام والعداء بين الجزائريين».
وكتب مقري في صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أمس، أن رئيس الوزراء «لا يزال يصرّ على منع المسيرات بالعاصمة، بينما عبّرت الطبقة السياسية عن رفضها لهذا التصلب، الذي يدل في حقيقة الحال على ضعف وليس قوة، وما لا يدركه أويحيى أن عدم إصلاح الأوضاع سيدفع بالجزائريين إلى الخروج في شوارع العاصمة سواء منعه أم لم يمنعه».
وصرّح أويحيى خلال مؤتمر صحافي، السبت الماضي، بأن الحكومة لن ترفع الحظر عن المظاهرات في العاصمة، المفروض منذ 2001، بحجة تفادي وقوع انزلاقات محتملة. لكن مقري رد قائلاً إن «منع الخروج للشارع في إطار حضاري، معناه تشجيع الخروج للشارع في إطار الفوضى. كما أؤكد مرة أخرى أن من أسباب منع الخروج للشارع، في إطار قانوني، هو الخوف من افتضاح التزوير الانتخابي، إذ إن المسيرات المحتشمة في إطار المنع، قد تتحول إلى مسيرات مليونية في إطار القانون، فيظهر عندئذ أن أحزاب السلطة المنفوخة بانحياز الإدارة، ومختلف مؤسسات الدولة وبالتزوير، لا تملك شيئاً يذكر في أوساط الأغلبية الشعبية الرافضة للواقع، التي لم تصبح الانتخابات تعبّر عن إرادتها».
وكان أويحيى هاجم المعارضة قائلاً إنها «لا تملك برنامجاً ولا خطة لحل مشكلات الجزائر، ما عدا حديثها عن تنحية (الرئيس عبد العزيز) بوتفليقة بذريعة أنه مريض». كما انتقد حزب «مجتمع السلم» بشدة، وقال إنه «متخبط في مواقفه»، في إشارة إلى خروجه إلى المعارضة بعدما كان في الحكومة حتى عام 2012. ويقول منتقدون لـ«حركة مجتمع السلم» إن «طلاقها» مع حكومة الرئيس بوتفليقة يرتبط بأحداث «الربيع العربي» في الجارة تونس، إذ ظن قادة الحزب الإسلامي أن موجة تغيير الأنظمة ستصل إلى الجزائر. لكن ذلك لم يحصل، وتراجعت حصة الإسلاميين في الانتخابات عوض أن تزداد.
ورأى مقري، في تعليقه أمس، أن «العجيب هو أن إصرار رئيس الوزراء على الانغلاق السياسي تقابله دعوة واضحة إلى الانفتاح الديني، وحرية تعاطي الخمر ومختلف وسائل الزهو، فهو يرى أن الجزائريين يسافرون (بكثرة) إلى تونس، بل يرمون بأنفسهم في البحر (الهجرة السرية) بسبب بحثهم عن الزهو. وفي هذا الحديث مغالطات لا تليق برئيس حكومة من عدة وجوه». وأضاف مقري: «ليس صحيحاً أن الجزائريين يلقون بأنفسهم في قوارب الموت (قطع البحر المتوسط للوصول إلى ضفته الشمالية) من أجل الزهو، فهذا كلام لا تقبله العقول السوية. أغلب هؤلاء يفعلون ذلك ظناً منهم أنهم يجدون في البلدان التي يقصدونها لقمة العيش وكرامة الحياة. وبعضهم يريدون إثبات ذاتهم وتطوير أنفسهم، ولو كانت الأوضاع جيدة في بلدهم ما فعلوا ذلك. وعلى رئيس الوزراء أن يتأمل في ظاهرة الهجرة غير الشرعية لعوائل كاملة (الأب والأم والأطفال)، وكذا الهجرة السرية لأشخاص متعلمين وفي سن الكهولة، فكيف يفسر هذا؟».
وتابع مقري، في رده على أويحيى، أن «الذين يذهبون إلى تونس وبلدان أخرى، من أجل السياحة، لا يبحثون عن الزهو المحرّم شرعاً، فأغلب هؤلاء السياح من عائلات محترمة، وما اختاروا تلك الوجهات السياحية إلا لأن الخدمات والأسعار أفضل مما هو متوفر في بلدهم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».