الشركات الغربية تشارك في معرض الخرطوم الدولي بعد غياب 20 عاماً

أجنحة للسلع الاستهلاكية بأسعار التكلفة لمواجهة جشع التجار

TT

الشركات الغربية تشارك في معرض الخرطوم الدولي بعد غياب 20 عاماً

تشارك 700 شركة محلية وعالمية، اليوم، في معرض الخرطوم الدولي في دورته السنوية الخامسة والثلاثين، منها 50 شركة أميركية وفرنسية تشارك لأول مرة بعد رفع الحصار الاقتصادي الأميركي عن السودان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي استمر 20 عاماً.
وتتميز النسخة الحالية للمعرض الذي يفتتحه الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بأنها الأولى بعد رفع العقوبات، وما صحب ذلك من انفتاح للسودان على الاقتصاد العالمي، واستقطابه لاستثمارات في مجالات النفط والزراعة والتعدين، بجانب استعادة تعاملاته المالية مع مراسلي البنوك في العالم بشأن التحويلات المصرفية.
ومن الدول التي تشارك لأول مرة بعد رفع الحصار، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، كلٌّ من الصين وسلطنة عمان وبيلاروسيا والبرتغال. ويبلغ عدد الدول المشاركة في المعرض نحو 21 دولة، بينما تشارك 700 شركة، منها 500 شركة ومصنع محلي، ستقوم بعرض سلع غذائية عديدة للجمهور في أجنحة خاصة، بعدما شهدت الأسعار زيادات كبيرة بعد إجازة ميزانية البلاد بداية العام الجاري.
ورفعت الميزانية الأخيرة سعر الدولار الجمركي ثلاثة أضعاف، وكذلك خفضت سعر الجنيه بنسبة 300%.
ومعرض الخرطوم الدولي، هو من أكبر المعارض التجارية في أفريقيا، ويقع على مساحة 10 آلاف كيلومتر في ضاحية بري في العاصمة الخرطوم، ويتطلع السودان هذا العام إلى أن يعرض ميدانياً للدول والشركات المشاركة في المعرض (نحو 200 شركة عالمية)، فرصها وخططها ومشاريعها الاستثمارية، بجانب تعريف المشاركين بالإجراءات المتبعة في التراخيص الاستثمارية والقوانين المعمول بها في البلاد، إضافة إلى التعريف العام بالاقتصاد السوداني وخطته للنمو للعام 2018، وخططه الاقتصادية حتى العام 2020.
كما تأمل الحكومة أن ترفع وعي وثقافة المواطنين بالمعارض التجارية، والفرص التي تحققها في الاطلاع والمعرفة وتبادل الخبرات، وهو الأمر المعدوم جزئياً في السودان، ما دفعها إلى أن تخصص في هذه الدورة أجنحة لبيع السلع الأساسية والغذائية للجمهور بأسعار التكلفة، وهو ما سيدفع بكثير من المواطنين إلى زيارة معرض الخرطوم هذا العام لاقتناء السلع التي يواجهون فيها مأزقاً في الأسواق والمحلات التجارية، إذ ترتفع بوتيرة يومية دون أن يكون هناك مبرر، كما تعتقد الحكومة، التي أعلنت، أمس، عن حزمة السياسات ضد المتلاعبين بأسعار السلع الغذائية للمواطنين.
وقال حاتم السر، وزير التجارة، إن هذه الدورة ستكون من أميز الدورات بفضل التحضيرات المبكرة، وتعد فرصة حقيقية للتعرف على إمكانيات السودان الصناعية، وتطوير علاقاته مع الدول الخارجية، خصوصاً للقطاع الخاص، الذي سيوقّع 85% من الصفقات مع الشركات العالمية خلال هذا المعرض. كما أشار إلى أن المعرض وبجانب دوره في زيادة الإنتاج وربطه بالصادر، فهو يشكل نقلة ويساعد في اختراق الموقف الاقتصادي الراهن.
وترأس الوزير، أمس، اجتماعاً لإيجاد آليات عاجلة لكبح الزيادات المستمرة في أسعار السلع الاستهلاكية في السودان، وأصدر قراراً يقضي بإلزام المصانع والمستوردين بالإفصاح عن أسعار بيع السلع في الأسواق السودانية، وذلك في قائمة أسعار يحدد فيها اسم السلعة ومواصفاتها ومنشأها وسعر البيع لعملائها والاحتفاظ بمستندات التكلفة.
وفي إطار السياسات المالية والنقدية التي تقوم بها الحكومة السودانية للانفتاح على الاقتصاد العالمي، خاطب بنك السودان المركزي أمس، البنوك العالمية ومراسليها لتبادل العملات لبدء التحويلات المصرفية الفعلية مع البنوك الخارجية، عقب التسهيلات في التعامل المصرفي، التي طرأت على المعاملات السودانية بالبنوك عقب رفع الحصار الاقتصادي عن البلاد.
من جهة أخرى، حدد البنك السعر التأشيري للدولار أمس، بـ18 جنيهاً، وذلك لأول مرة بعد قرار خفض قيمته أمام الدولار من 6.8 إلى 18 جنيهاً، الوارد في ميزانية 2018، والدولار الجمركي إلى 18 جنيهاً أيضاً. وحدد البنك النطاق الأعلى 20 جنيهاً والأدنى 16 جنيهاً. كما تم تغيير النطاق إلى 11.11%، على أن تكون جميع الأسعار بالدولار، وتطبق الأسعار على كل المعاملات للوحدات الحكومية والبنوك التجارية وخلافه.
وقال حازم عبد القادر، محافظ بنك السودان المركزي، إنه وفي إطار المراجعة المستمرة والمنشورات المصاحبة للسياسات ولتسهيل وتبسيط احتساب سعر الصرف بواسطة المصارف والصرافات، فقد تم استيعاب نسبة الحافز في السعر التأشيري وفق نظام سعر الصرف المرن المدار. وبيّن أن الوضع الجديد سيجعل من البنك المركزي هو الآلية لإدارة سعر الصرف، داعياً المصارف والصرافات إلى أن تعلن أسعار شرائها وبيعها داخل هذه النطاقات التي يحددها «المركزي» للعملات غير الدولار، مبيناً أن البنك المركزي ما زال يعتمد نظام سعر الصرف المرن المدار ولم يتم التحول إلى نظام آخر في إدارة سعر الصرف، كما كان يروّج لتعويم الحكومة للجنيه السوداني.
وأشار محافظ البنك المركزي إلى أنه تم إعطاء موارد أكبر للمصارف لتمويل القطاعات الإنتاجية، حيث تم الإبقاء على نسبة الاحتياطي النقدي القانوني (18%) مع استثناء بعض البنود من احتساب الاحتياطي النقدي القانوني للمصارف، التي تشمل الودائع الاستثمارية.



ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
TT

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي وتوريد الأعمال، وربما تؤدي إلى مغادرة مئات الآلاف من العمال الفيدراليين للحكومة.

ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، ناقش ترمب رغبته في إصلاح الخدمة البريدية خلال اجتماعاته مع هاوارد لوتنيك، مرشحه لمنصب وزير التجارة والرئيس المشارك لفريق انتقاله الرئاسي. كما أشار أحد المصادر إلى أن ترمب جمع، في وقت سابق من هذا الشهر، مجموعة من مسؤولي الانتقال للاستماع إلى آرائهم بشأن خصخصة مكتب البريد، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».

وأكد الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً للطبيعة الحساسة للمحادثات، أن ترمب أشار إلى الخسائر المالية السنوية لمكتب البريد، مشدداً على أن الحكومة لا ينبغي أن تتحمل عبء دعمه. ورغم أن خطط ترمب المحددة لإصلاح الخدمة البريدية لم تكن واضحة في البداية، فإن علاقته المتوترة مع وكالة البريد الوطنية تعود إلى عام 2019، حيث حاول حينها إجبار الوكالة على تسليم كثير من الوظائف الحيوية، بما في ذلك تحديد الأسعار، وقرارات الموظفين، والعلاقات العمالية، وإدارة العلاقات مع أكبر عملائها، إلى وزارة الخزانة.

وقال كيسي موليغان، الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين في إدارة ترمب الأولى: «الحكومة بطيئة جداً في تبنِّي أساليب جديدة، حيث لا تزال الأمور مرتبطة بعقود من الزمن في تنفيذ المهام. هناك كثير من خدمات البريد الأخرى التي نشأت في السبعينات والتي تؤدي وظائفها بشكل أفضل بكثير مع زيادة الأحجام، وخفض التكاليف. لم نتمكن من إتمام المهمة في فترتنا الأولى، ولكن يجب أن نتممها الآن».

وتُعد خدمة البريد الأميركية واحدة من أقدم الوكالات الحكومية، حيث تأسست عام 1775 في عهد بنيامين فرنكلين، وتم تعزيزها من خلال التسليم المجاني للمناطق الريفية في أوائل القرن العشرين، ثم أصبحت وكالة مكتفية ذاتياً مالياً في عام 1970 بهدف «ربط الأمة معاً» عبر البريد. وعلى الرغم من التحديات المالية التي يفرضها صعود الإنترنت، فإن الخدمة البريدية تظل واحدة من أكثر الوكالات الفيدرالية شعبية لدى الأميركيين، وفقاً لدراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث عام 2024.

ومع مطالبات الجمهوريين في الكونغرس وآخرين في فلك ترمب بخفض التكاليف الفيدرالية، أصبحت الخدمة البريدية هدفاً رئيسياً. وأفاد شخصان آخران مطلعان على الأمر بأن أعضاء «وزارة كفاءة الحكومة»، وهي لجنة غير حكومية يقودها رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، أجروا أيضاً محادثات أولية بشأن تغييرات كبيرة في الخدمة البريدية.

وفي العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر (أيلول)، تكبدت الخدمة البريدية خسائر بلغت 9.5 مليار دولار، بسبب انخفاض حجم البريد وتباطؤ أعمال شحن الطرود، على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في المرافق والمعدات الحديثة. وتواجه الوكالة التزامات تقدّر بنحو 80 مليار دولار، وفقاً لتقريرها المالي السنوي.

من شأن تقليص الخدمات البريدية أن يغير بشكل جذري صناعة التجارة الإلكترونية التي تقدر قيمتها بتريليون دولار، ما يؤثر في الشركات الصغيرة والمستهلكين في المناطق الريفية الذين يعتمدون على الوكالة بشكل كبير. وتُعد «أمازون»، أكبر عميل للخدمة البريدية، من بين أكبر المستفيدين، حيث تستخدم الخدمة البريدية لتوصيل «الميل الأخير» بين مراكز التوزيع الضخمة والمنازل والشركات. كما أن «التزام الخدمة الشاملة» للوكالة، الذي يتطلب منها تسليم البريد أو الطرود بغض النظر عن المسافة أو الجوانب المالية، يجعلها غالباً الناقل الوحيد الذي يخدم المناطق النائية في البلاد.

وقد تؤدي محاولة خصخصة هذه الوكالة الفيدرالية البارزة إلى رد فعل سياسي عنيف، خصوصاً من قبل الجمهوريين الذين يمثلون المناطق الريفية التي تخدمها الوكالة بشكل غير متناسب. على سبيل المثال، غالباً ما يستدعي المسؤولون الفيدراليون من ولاية ألاسكا المسؤولين التنفيذيين في البريد للوقوف على أهمية الخدمة البريدية لاقتصاد الولاية.

وفي رده على الاستفسارات حول خصخصة الوكالة، قال متحدث باسم الخدمة البريدية إن خطة التحديث التي وضعتها الوكالة على مدى 10 سنوات أدت إلى خفض 45 مليون ساعة عمل في السنوات الثلاث الماضية، كما قللت من الإنفاق على النقل بمقدار 2 مليار دولار. وأضاف المتحدث في بيان أن الوكالة تسعى أيضاً للحصول على موافقة تنظيمية لتعديل جداول معالجة البريد، وتسليمه لتتوافق بشكل أكبر مع ممارسات القطاع الخاص.

كثيراً ما كانت علاقة ترمب مع وكالة البريد الأميركية متوترة، فقد سخر منها في مناسبات عدة، واصفاً إياها في المكتب البيضاوي بأنها «مزحة»، وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفها بأنها «صبي التوصيل» لشركة «أمازون».

وفي الأيام الأولى لجائحة فيروس «كورونا»، هدد ترمب بحرمان الخدمة البريدية من المساعدات الطارئة ما لم توافق على مضاعفة أسعار الطرود 4 مرات. كما أذن وزير خزانته، ستيفن منوشين، بمنح قرض للوكالة فقط مقابل الحصول على وصول إلى عقودها السرية مع كبار عملائها.

وقبيل انتخابات عام 2020، ادعى ترمب أن الخدمة البريدية غير قادرة على تسهيل التصويت بالبريد، في وقت كانت فيه الوكالة قد مُنعت من الوصول إلى التمويل الطارئ الذي كان يحظره. ومع ذلك، في النهاية، تمكنت الخدمة البريدية من تسليم 97.9 في المائة من بطاقات الاقتراع إلى مسؤولي الانتخابات في غضون 3 أيام فقط.

وعند عودته إلى منصبه، قد يكون لدى ترمب خيارات عدة لممارسة السيطرة على وكالة البريد، رغم أنه قد لا يمتلك السلطة لخصخصتها بشكل أحادي. حالياً، هناك 3 مقاعد شاغرة في مجلس إدارة الوكالة المكون من 9 أعضاء. ومن بين الأعضاء الحاليين، هناك 3 جمهوريين، اثنان منهم تم تعيينهما من قبل ترمب. ولدى بايدن 3 مرشحين معلقين، لكن من غير المرجح أن يتم تأكيدهم من قبل مجلس الشيوخ قبل تنصيب ترمب.

ومن المحتمل أن يتطلب تقليص «التزام الخدمة الشاملة» بشكل كبير - وهو التوجيه الذي أوصى به المسؤولون خلال فترة ولاية ترمب الأولى - قانوناً من الكونغرس. وإذا تم إقرار هذا التشريع، فإن الخدمة البريدية ستكون ملزمة على الفور تقريباً بتقليص خدمات التوصيل إلى المناطق غير المربحة وتقليص عدد موظفيها، الذين يقدَّر عددهم بنحو 650 ألف موظف.

وقد تؤدي محاولات قطع وصول الوكالة إلى القروض من وزارة الخزانة، كما حاولت إدارة ترمب في السابق، إلى خنق الخدمة البريدية بسرعة، ما يعوق قدرتها على دفع رواتب موظفيها بشكل دوري وتمويل صيانة مرافقها ومعداتها. وقال بول ستيدلر، الذي يدرس الخدمة البريدية وسلاسل التوريد في معهد ليكسينغتون اليميني الوسطي: «في النهاية، ستحتاج الخدمة البريدية إلى المال والمساعدة، أو ستضطر إلى اتخاذ تدابير قاسية وجذرية لتحقيق التوازن المالي في الأمد القريب. وهذا يمنح البيت الأبيض والكونغرس قوة هائلة وحرية كبيرة في هذا السياق».

وقد حذر الديمقراطيون بالفعل من التخفيضات المحتملة في خدمة البريد. وقال النائب جيري كونولي (ديمقراطي من فرجينيا)، أحد الداعمين الرئيسيين للوكالة: «مع مزيد من الفرص أمامهم، قد يركزون على خصخصة الوكالة، وأعتقد أن هذا هو الخوف الأكبر. قد يكون لذلك عواقب وخيمة، لأن القطاع الخاص يعتمد على الربحية في المقام الأول».

كما انتقدت النائبة مارغوري تايلور غرين (جمهورية من جورجيا)، رئيسة اللجنة الفرعية للرقابة في مجلس النواب، الخدمة البريدية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت: «هذا ما يحدث عندما تصبح الكيانات الحكومية ضخمة، وسوء الإدارة، وغير خاضعة للمساءلة».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تعرضت الوكالة لانتقادات شديدة، حيث خضع المدير العام للبريد، لويس ديغوي، لاستجواب حاد من الجمهوريين في جلسة استماع يوم الثلاثاء. وحذر رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيمس كومر (جمهوري من كنتاكي)، ديغوي من أن الكونغرس في العام المقبل قد يسعى لإصلاح الخدمة البريدية.

وسأل الجمهوريون مراراً وتكراراً عن استعادة التمويل لأسطول الشاحنات الكهربائية الجديد للوكالة، والخسائر المالية المتزايدة، وعن الإجراءات التنفيذية التي قد يتخذها ترمب لإخضاع الخدمة.

وقال كومر: «انتهت أيام عمليات الإنقاذ والمساعدات. الشعب الأميركي تحدث بصوت عالٍ وواضح. أنا قلق بشأن الأموال التي تم تخصيصها للمركبات الكهربائية، والتي قد يجري استردادها. أعتقد أن هناك كثيراً من المجالات التي ستشهد إصلاحات كبيرة في السنوات الأربع المقبلة... هناك كثير من الأفكار التي قد تشهد تغييرات كبيرة، وإن لم تكن مفيدة بالضرورة لخدمة البريد».