رحلات «الكشتة»... وجه الشتاء الجميل في السعودية

إجازة المدارس تنعش الطلب على «المخيمات»... وتغري هواة التخييم

ينشط طلب السعوديين على المخيمات البرية هذه الفترة تزامناً مع إجازة المدارس وبرودة الأجواء
ينشط طلب السعوديين على المخيمات البرية هذه الفترة تزامناً مع إجازة المدارس وبرودة الأجواء
TT

رحلات «الكشتة»... وجه الشتاء الجميل في السعودية

ينشط طلب السعوديين على المخيمات البرية هذه الفترة تزامناً مع إجازة المدارس وبرودة الأجواء
ينشط طلب السعوديين على المخيمات البرية هذه الفترة تزامناً مع إجازة المدارس وبرودة الأجواء

يتمتع كثير من السعوديين ببرودة أجواء الشتاء في رحلات «الكشتة» التي يقضونها في الصحراء، ويمارسون فيها عادات التخييم والانتقال من أجواء المدن إلى الحياة الطبيعية وجلسات السمر برفقة لهيب النار في الحطب المتقد والتي تعيد للنفوس سكينتها وصفاءها. وتنتعش رحلات الكشتة هذه الأيام تزامناً مع إجازة منتصف العام الدراسي، لتشهد تضاعف الطلب على المخيمات والمساحات الخضراء في الصحاري المجاورة للمدن.
ويصطحب السعوديون معهم أدوات الطبخ لتحضير طبق «الكبسة» بالطريقة التقليدية، والمطهوة على الحطب، يتبعها شرب شاي الجمر، وهو شاي ذو نكهة بريّة خاصة لكونه يُعد بلا غاز ولا فرن كهربائي، بما يضفي طابع البساطة لهذه الرحلات، بعيدا عن صخب مكائن إعداد القهوة والشاي ومستلزمات الحياة العصرية، وهو ما يمكن وصفه بحالة من الصوم عن ملامح المدنية ومكوناتها، في الالتفاف حول (شبة النار) التي يتطاير منها الدفء مع احتساء شاي الجمر والكرك أو التلذذ بالقهوة العربية ورائحة الهيل الفواحة.
وتكمن متعة رحلات الكشتة في كونها توفر مساحة للهدوء والراحة بعيدا عن ضوضاء المدن وضجيج السيارات وازدحام الطرق، وهي رحلات تساعد على صفاء الذهن وتأمل الطبيعة. وعادةً ما يبدأ موسم التخييم في السعودية مع دخول الشتاء، ثم يتضاعف عليه الطلب في شهر يناير (كانون الثاني) بشكل لافت، ويستمر الموسم حتى شهر مارس (آذار).
وعلاقة الحب التي تجمع السعوديين بالكشتات تفتح باب رزق لقطاعات أخرى، إذ تزدهر مبيعات معاطف الفرو والأكوات (المعاطف)، بشقيها النسائي والرجالي، والتي يعد اقتناؤها ضرورياً في الكشتة. وتنتعش كذلك مبيعات متاجر أدوات الرحلات والخيام، التي تتنافس هذه الأيام على استغلال الأجواء الباردة لترويج بضائعها بين هواة رحلات البر.
ولا يغيب سوق الألعاب عن اقتسام حصة من كعكة رحلات الكشتة، إذ تمثل الألعاب وسيلة الترفية الأولى للأسر أو الأصدقاء في مساءات البر، يسهرون فيها على تبادل الألغاز والتنافس في أجواء مرحة تكسر روتين ورتابة الحياة، مثل لعبة الدومنة والبلوت، والألعاب الورقية الجديدة، إلى جانب ركوب الدراجات النارية (الدبابات).
وتكثر هذه الأيام إعلانات المخيمات في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، بحثا عن هواة التخييم والكشتات، إذ يتراوح متوسط أسعار تأجير المخيمات من 500 إلى ألفين ريال لليلة الواحدة، وتشتمل معظمها على خيمة وبيت شعر ودورة مياه إلى جانب جلسات خارجية مظللة ومكان للطبخ وساحات للألعاب والأرجوحات، وكلما ابتعدت المخيمات عن المدينة قلت خدماتها وزاد اتكاؤها على جودة الكثبان الرملية وشهرة الموقع من حيث جاذبيته للتخييم.
من ناحيتها، أعلنت هيئة الترفيه السعودية إطلاق فعالية «كشتة» في المنطقة الشرقية، وهي فعالية ترفيهية عائلية تبدأ هذا الأسبوع، وتضم ألعابا للكبار والصغار، وشبة نار، وكارتينغ (سباق سيارات)، إلى جانب تقديم جلسات خارجية، وعروض للفرق الموسيقية، مع أركان للمطاعم، وحضور للفنون، مما يعني أنها كشتة بشكل عصري، تحمل شعار «طلعة ولمة»، وتستمر حتى الـ20 من شهر يناير الحالي.
في حين أطلقت وزارة الصحة السعودية قبل يومين نصائحها لرحلات الكشتة، والتي نشرتها عبر حساباتها الإلكترونية، وتضمنت التالي: عند قيادة الدراجة النارية بكل أنواعها تأكد من أخذ احتياطات الأمان الخاصة (خوذة الرأس)، اصطحب أغطية ووشاحات وجوارب للتدفئة، جهز حقيبة الإسعافات الأولية قبل الخروج في رحلة برية، احذر النوم عند الفحم أو الحطب والمكان مغلق.
يضاف لذلك تنبيهات وزارة الصحة الأخيرة لهواة التخييم بشأن تجنب استخدام البنزين لإشعال النار، وتجنب المأكولات الدسمة مع الحرص على الغذاء الغني بالخضراوات والفواكه. وتنصح وزارة الصحة كذلك بممارسة الأنشطة الحركية أثناء رحلات الكشتة، والحرص على نظافة اليدين عند تحضير الطعام.


مقالات ذات صلة

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة أسواق العيد في فرانكفورت (غيتي)

أسواق العيد الخمسة الأكثر روعة في أوروبا

مع اقتراب عيد الميلاد، قد يكون من السهل الوقوع في أحلام اليقظة حول عطلة شتوية مستوحاة مباشرة من السينما: عطلة تتميز بالطقس الثلجي المثالي، والشوكولاته الساخنة

مادلين فيتزجيرالد (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.