«الفطر» ليس مصنفاً كنبتة وفيه أكثر من 1000 نوع

استخدم في لوحات أهم الرسامين في العالم لشكله الجميل

«الفطر» ليس مصنفاً كنبتة وفيه أكثر من 1000 نوع
TT

«الفطر» ليس مصنفاً كنبتة وفيه أكثر من 1000 نوع

«الفطر» ليس مصنفاً كنبتة وفيه أكثر من 1000 نوع

يعدّ الفطر من أشهر المكونات في أطباق الغرب إذ يضفي بطعمه اللذيذ ورائحته الشهية خصوصية مطبخية لا نجدها في نباتات أخرى. والجدير ذكره أن الفطر لا يندرج على قائمة النباتات كونه ينتمي إلى لائحة الكائنات الحية التي تشكل بأعدادها الكثيفة مملكة بحد ذاتها وتفوق أنواعها الـ1000. أما أشهر أنواع الفطر فهو الفرنسي والمعروف بـ«شامبينيون دي باري».
وكما في قصص «أليس في بلاد العجائب» شكل الفطر عنصرا أساسيا في لوحات بعض الرسامين في العالم كـ«حديقة المسرات» للهولندي جيروم بوش (1450 – 1516 (وكذلك في منحوتات الفرنسي المعاصر ميشال بلازي. وفي المطبخين القديم والعصري يضفي استخدام الفطر على الأطباق المحضرة معه مشهدية جمالية من خلال استعماله طازجا كان أو مطبوخا. وللحفاظ على الفطر أطول مدة ممكنة في ثلاجتك عليك أن تضعينه في كيس من ورق. وللإبقاء على بياضه بعد تقطيعه أو إضافته إلى طبق سلطة مثلا، يمكن أن يرش بعصير الحامض أو تغطيسه بكمية من الماء مع ملعقة خل وإخراجه منها بسرعة، ومن الأفضل تقشيره دائما قبل الاستعمال.
وللفطر فوائد صحيّة كثيرة بحيث يعتبر البديل الأوّل للحوم، كما أنّ احتواءه على نسبة عالية من البروتينات يجعل منه عنصراً غذائيّاً مهمّاً خاصّة للأطفال في مرحلة نموّهم. ينصح بتناوله للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية كونه خال من الكولسترول وهو بشكل عام غني بحمض الفوليك، والذي يحمي الجسم من الإصابة بالأنيميا، وغناه بمادة الكولين يحمي الجسم من تضخّم الطحال ومن نزيف الكلى.
أشهر الأطباق التي يمكنك تحضيرها مع الفطر تتألف من أنواع حساء وبيتزا ومعكرونة وكذلك تلك المرتكزة على شرائح اللحم مع صلصات مختلفة. واليكم بعضا منها:
- طبق لازانيا مع الخضراوات
يحضر هذا الطبق مع قطع المعكرونة المعروفة بـ«لازانيا» مع باقة من الخضراوات حسب الرغبة. وهي يمكن أن تتألف من الجزر والكوسا والبصل والفطر المفرومة بأحجام صغيرة، على أن تصب على طبقاتها صلصلة البيشاميل بعد أن تتوجها طبقة من جبنة «الغرويير» أو «موزاريللا».
- طبق الدجاج مع الفطر
يعود تاريخ هذا الطبق إلى حقبة حكم الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر وارتكز تحضيره على قطع الدجاج والفطر مع الثوم. تم تحديثه في القرن العشرين بحيث أضيفت إليه أنواع خضراوات ومنكهات كثيرة من بينها البقدونس والجزر والبصل والزعتر.
- طبق حساء الفطر
تعود أصول هذا الطبق إلى أميركا الشمالية وهو يزين مائدتها منذ القدم حتى اليوم.
يتألف هذا الطبق من الطحين المحمر مع الزبدة والمضاف إليه الحليب وقطع الفطر المهروسة والصغيرة معا.
- طبق لحم «مارينغو» مع الفطر
يقف نابليون بونابارت وراء تسمية هذا الطبق اللذيذ الذي ترتكز وصفته على لحم العجل والفطر. وقد عرف بـ«طبق مارينغو» بسبب الطباخ الخاص بالجنرال الفرنسي ويدعى «دوران».
فإثر عودة نابليون من نصر جديد حققه في بلاد النمسا على حدود بلدة إيطالية صغيرة «مارينغو»، قام الطباخ بإعداد طبق له من بقايا طعام لديه لأن الأسواق كانت تعاني من فقدان البضاعة ومكونات الطعام.
لم يلحظ نابليون بأن طباخه استبدل مكونات طبق يحبه بلحم العجل بدل الدجاج وبالفطر بدل جراد البحر وصار يفضله على غيره من الأطباق. ويضاف إلى هذا الطبق البصل وصلصة البندورة ويقدم مع الخبز المقلي.
- طبق الفطر المحشو بالثوم
يرتكز هذا الطبق المشهور عالميا على قبعات الفطر التي يتم فصلها عن عنقها وحشوها بالثوم المهروس بعد أن يتم قليها بالزبدة ويزين بالبقدونس. عادة ما يجري تقديم هذا الطبق كمقبلات على المائدة.
ويفضل تحضيره مع «فطر باريس» الكبير الحجم والمعروفة منطقة (تورين) الفرنسية بزراعته وبكميات كبيرة.
أما اللمسة الأخيرة التي تضاف إليه إثر طهيه فتكمن برشة من عصير ليمون الحامض الذي يزوده بنكهة لذيذة.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.