مصر: الكشف عن تمثالين لحورس... وأقدم دليل أثري للأسرة الخامسة

العثور على 220 ختماً للملك جد كارع أسيسي

قطعة أثرية في المجمع الإداري بمنطقة تل إدفو
قطعة أثرية في المجمع الإداري بمنطقة تل إدفو
TT

مصر: الكشف عن تمثالين لحورس... وأقدم دليل أثري للأسرة الخامسة

قطعة أثرية في المجمع الإداري بمنطقة تل إدفو
قطعة أثرية في المجمع الإداري بمنطقة تل إدفو

كشفان أثريان جديدان أعلنت عنهما مصر في محافظة أسوان جنوب البلاد أمس، بالتعاون مع البعثة الأثرية المصرية الأميركية المشتركة التابعة للمعهد الشرقي بجامعة شيكاغو، العاملة بمنطقة تل إدفو... الأول عبارة عن مجمع إداري جديد يعود لنهاية الأسرة الخامسة ويعد أقدم دليل أثري، والثاني الكشف عن أربع قطع أثرية بالجزء الغربي من معبد كوم أمبو.
وعن الكشف الأول، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المجمع الإداري يعد أقدم دليل أثري عُثر عليه حتى الآن بمنطقة تل إدفو، حيث إن أقدم الشواهد الأثرية التي تم الكشف عنها يعود تاريخها للنصف الثاني من الأسرة السادسة، وهو ما يؤكد أن المنطقة لا تزال تحوي في جنباتها كثيرا من الأسرار.
بينما قالت الدكتورة نادين مولر، رئيس البعثة الأثرية الأميركية، إن البعثة تقوم بأعمال الحفائر بالموقع منذ عام 2014؛ إلا أن كشفها هذا الموسم له أهمية خاصة حيث يلقي الضوء على البعثات الملكية خلال عصر الأسرة الخامسة عهد الملك جد كارع أسيسي، واستخدمت مبانيه الداخلية مخزنا لتشوين نتاج البعثات الملكية التي أرسلها الملك لاستخراج المواد الخام مثل المعادن والأحجار الكريمة من الصحراء الشرقية.
والملك جد كارع أسيسي، هو أحد ملوك الأسرة الخامسة، ويعني اسمه «روح رع مثبتة»، وحكم مصر ما بين عام 2414 إلى 2375 قبل الميلاد.
وأضافت الدكتورة جريجوري ماروارد، مدير البعثة الأميركية، أنه عُثر داخل المجمع الإداري على مجموعة من القطع الأثرية عبارة عن 220 ختماً من الطين تخص الملك جد كارع أسيسي، بالإضافة إلى الألقاب الرسمية لمجموعة من العمال المتخصصين والمشاركين في أنشطة التنقيب والتعدين مثل القائد سيمنتيو، وعدد من بقايا الأنشطة المعدنية، ومحارة «صدف» البحر الأحمر، وكمية كبيرة من الخزف النوبي. مضيفة أن حكم جد كارع أسيسي تميز بزيادة البعثات الملكية لاستخراج المواد الخام، وخاصة النحاس في منطقة جنوب سيناء «وادي مغارة»، بالإضافة إلى الرحلة الشهيرة إلى بونت للحصول على السلع غير الموجودة في مصر.
وجد كارع أسيسي لم يعرف والديه؛ لكن البعض ينسبه إلى الملك منكاو حور الذي يسبقه في الحكم، أو أنه ابن الملك ني وسر رع؛ لكن حتى الآن لا يعرف من هي أمه، وليست هناك معلومات مؤكدة عن زوجاته.
وأشار عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إلى أن البعثة كُشفت أيضاً عن تمثالين للإله حورس في هيئة طائر الصقر مصنوعين من الحجر الرملي وخاليين من الكتابات، مضيفاً: نجحت البعثة المشتركة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الكشف عن عنصر معماري أثري من الحجر الرملي نقشت عليه مجموعة من الكتابات الهيروغليفية بالنحت الغائر، توضح اسم التتويج واسم العرش للإمبراطور فيليب أرهاديوس وأدعية له، وللإله سوبك سيد مدينة كوم أمبو.
وحورس، هو إله الشمس عند قدماء المصريين، وبدأ تشييد معبده الضخم في مدينة إدفو في عهد بطليموس الثالث، واستغرق بناءه نحو مائتي سنة، حيث تم الانتهاء من إنشائه في عهد بطليموس الثالث عشر في القرن الأول قبل الميلاد... واسمه باللغة المصرية القديمة حر أو حور، وباليونانية حورس، وهو أحد أهم وأقدم المعبودات المصرية على الإطلاق، وارتبط منذ ظهوره بالملكية والحكم، وذلك باعتباره الوريث الشرعي لأبيه أوزير، ويعد حورس هو أول المعبودات المصرية في هيئة الصقر، حيث صور في هذه الهيئة على صلاية الملك نعرمر، وهو يقيد الأسرى.
في غضون ذلك، قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إن الكشف الثاني عبارة عن لوحة جنائزية من الحجر الجيري في الجزء الغربي من معبد كوم أمبو، لشخص وزوجته يقدمان القرابين لمعبود جالس فاقد الساقين، يبلغ ارتفاع اللوحة نحو 40 سم وعرضها 27 سم والجزء العلوي من الناحية اليسرى مفقود. هذا بالإضافة إلى الكشف عن تمثال من الحجر الرملي يصور شخصا جالسا بوضع القرفصاء خال من الكتابات، ويبلغ ارتفاع التمثال نحو 25 سم وعرضه نحو 12 ســم.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.