اعتقلت مشتبهاً به ورصدت مكافأة 10 آلاف إسترليني لمن يدلي بمعلومة عنه
الشرطة اعتقلت مشتبهاً به على خلفية الحوادث في نورثهامبتون (غيتي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«سفاح القطط» يؤرق شرطة بريطانيا
الشرطة اعتقلت مشتبهاً به على خلفية الحوادث في نورثهامبتون (غيتي)
تكثّف الشرطة البريطانية جهودها للقبض على سفاح تخصص في قتل القطط وتقطيع أوصالها، بعد العثور على عدد من القطط وحيوانات أخرى مقتولة في الشهور الأخيرة. وألقت الشرطة في مدينة نورثهامبتون، شمال لندن، القبض على شخص عمره 31 عاماً، بعد العثور على خمس قطط قُطّعت حتى الموت، بين أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بحسب صحيفة «الإندبندنت». وأوضحت الشرطة في نورثهامبتون أنه تم إلقاء القبض على المشتبه به على خلفية حوادث قتل القطط والهجمات بمواد حارقة في ديوستن وكينغسلي بارك، قبل أن يتم الإفراج عنه على ذمة التحقيق. وأضافت أنها على اتصال مع شرطة لندن التي تواصل التحقيق في وفاة عدد من الحيوانات، وقالت متحدثة: «سنواصل العمل معهم جنباً إلى جنب في إطار تحقيقاتنا». وتابعت المتحدثة أن الشرطة ليست على يقين إذا كانت حوادث قتل القطط في نورثهامبتون مرتبطة بمقتل حيوانات في مناطق أخرى بالمملكة المتحدة أم لا، لكنها أكدت وجود «الكثير من الحوادث المشابهة». وأوضحت الصحيفة أن القطط الخمس التي عثر عليها في نورثهامبتون كانت مقطوعة الرأس، وتم تركها على أبواب منازل أصحابها، أو وضعها في الطريق العام أو على سقف سيارات، وهو ما يتشابه مع حوادث قتل القطط التي تم تسجيلها في مدينة كرويدون جنوب لندن، حيث تم تقطيع أوصال الحيوانات ووضعها في الطريق العام. ولا تعتقد إحدى مؤسسات جماعة لإنقاذ الحيوانات، التي تساعد الشرطة في تحقيقاتها، أن المشتبه به الذي ألقي القبض عليه أمس على صلة بحوادث قتل القطط، فيما تشير منظمة «ساوث نوروود» لإنقاذ الحيوان والحرية إلى أن نحو 400 قطة وحيوانات صغيرة تم ذبحها في أنحاء بريطانيا، وتعتقد أن المجرم المسؤول عن هذه الحوادث شخص واحد. يأتي ذلك بعد الكثير من الهجمات التي سُجلت خلال فترة الأعياد الأخيرة في شمال وجنوب لندن، وفي مدينتي أيلسبيري وتونبريدج. وتحذر بوديكا ريزينغ إحدى مؤسسي منظمة «ساوث نوروود»، أصحاب الحيوانات الأليفة، من الشعور بالأمان، مؤكدة أنه لم يتم إلقاء القبض على القاتل بعد. وتعتقد أن حوادث القتل الأخيرة قد تقود إلى إلقاء القبض على القاتل، مضيفة: «من الواضح من الترتيب الزمني للحوادث على مدار أعياد الميلاد أنه (القاتل) كان في جنوب لندن ثم بدأ في السفر مجدداً»، معتقدة أنه من سكان جنوب العاصمة البريطانية. وأطلق على القاتل المجهول في البداية اسم «سفاح قطط كرويدون»، نظراً لبداية حوادث القتل في جنوب لندن في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، لكن حيوانات صغيرة بما فيها الأرانب والذئاب تم العثور عليها مقتولة ومقطعة الأطراف في أنحاء متفرقة من البلاد. وبينما تتعاون شرطة العاصمة البريطانية مع منظمات إنقاذ الحيوانات في التحقيقات، أعلنت عن مكافأة بقيمة 10 آلاف إسترليني لمن يقدم معلومات تقود للقبض على السفاح.
صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّينhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5098709-%D8%B5%D9%81%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%86%D9%91%D9%90%D9%8A%D9%86
صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
خلال إحدى حفلاته الأخيرة في بيروت، فوجئ المغنّي السوري «الشامي» بأحد الحاضرين الذي صعد إلى المسرح ووجّه إليه حركة نابية، بعد أن رفض الفنان الشاب ارتداء الكوفيّة نزولاً عند رغبة المعجب. أثارت تلك الحادثة الاستغراب، فبعد أن كان المعجبون يقتحمون خشبات المسارح لاستراق قبلة أو صورة مع مطربيهم المفضّلين، ها هم يحطّمون الحواجز الأخلاقية بينهم وبين الفنان.
لكن إذا كانت تلك التصرّفات العدائية من قبل المعجبين تجاه الفنانين طارئة على العالم العربي، فهي تُعد سلوكاً رائجاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا منذ عام 2021، وتحديداً بعد عودة الحفلات الموسيقية عقب جائحة «كورونا».
هاتف وسِوار على وجهَي ريكسا وأيليش
قبل أسابيع، وخلال حفلٍ لها في أريزونا، التقطت عدسات الكاميرا الفنانة الأميركية الشابة بيلي أيليش وهي تتلقّى سواراً على وجهها. بدت أيليش ممتعضة من هذا التصرّف الذي قام به أحد الحاضرين، فما كان منها إلا أن رمت السوار جانباً. أيليش، محبوبة الجيل الصاعد، معتادة على مواقف كهذا؛ في عام 2019 جرى تطويقها من قبل مجموعة من المعجبين؛ حيث حاول أحدهم خنقها بينما سرق آخر خاتمها.
قبل أيليش، تعرَّض عدد كبير من الفنانين لاعتداءات بأغراضٍ من العيار الثقيل، وأكثر أذى من مجرّد سوار. كان على المغنية بيبي ريكسا التوجّه من حفلها في نيويورك إلى المستشفى مباشرة، بعد أن رماها شخصٌ من بين الحضور بهاتفه على وجهها. وفي وقتٍ ظهرت ريكسا بعد الإصابة مجروحة الحاجب، جرى توقيف المعتدي الذي قال إنه تصرّف على هذا النحو آملاً في أن تلتقط الفنانة صوراً بهاتفه.
دجاج مقلي ومشروبات ورماد موتى
من بين الحوادث الصادمة، الصفعة التي تلقّتها المغنّية آفا ماكس من شخصٍ صعد إلى المسرح، بينما كانت تؤدّي أغنية خلال حفل لها في لوس أنجليس. أما المغنّي هاري ستايلز فكانت حصّته من هذه الظاهرة المستجدة قطعة دجاج مقلي أصابت عينه خلال إحدى حفلاته.
إلى جانب الهواتف التي نال مغنّي الراب دريك نصيبه منها كذلك خلال حفل في شيكاغو عام 2023، غالباً ما يلجأ الحضور إلى رمي الفنانين بالدّمى، وقطع الملابس، والمأكولات، والمشروبات. هذا ما حصل مع المغنية كاردي بي التي وجّه إليها أحد حاضري حفلها في لوس أنجليس كوباً من المشروب، فما كان منها سوى أن رمته بالميكروفون. إلا أن صدمة المغنية بينك كانت الأكبر من بين زملائها، فخلال إحيائها حفلاً في لندن، قام فردٌ من الحضور بنَثر رماد والدته المتوفّاة على المسرح!
إن لم يتطوّر الأمر إلى رمي الفنان بأداة ما، غالباً ما يلجأ الحاضرون مفتعلو المشكلات إلى حِيَل أخرى، كتصويب فلاشات الكاميرا إلى وجه المغنّي بهدف إزعاجه، أو كالصراخ والسعي إلى الانخراط في محادثة معه.
في المقابل، يلوم بعض متابعي هذا المشهد المستجدّ الفنانين أنفسهم، على اعتبار أنّ بعضهم يعمد إلى رمي الجمهور بأغراض خاصة به، مثل القبعات والملابس والنظارات، ما دفع بالحضور إلى اكتساب تلك العادة والقيام بالمثل.
لماذا يعنّف الجمهور الفنانين؟
* كورونا وعزلة الحَجْر
إذا كان الجمهور في الماضي يرمي الفنان بالبيض أو الطماطم في حال لم يعجبه الأداء، فإنّ وسائل التعبير وأسباب الامتعاض تبدّلت كثيراً على أيادي «الجيل زد». يعزو خبراء العروض الموسيقية وعلماء النفس والاجتماع تفاقم تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلى الحجْر الذي فرضته جائحة «كورونا». بسبب العزلة وتوقّف العروض الترفيهية المباشرة، نسي بعض الناس لياقة التصرّف وأدبيّات السلوك خلال الحفلات، ولا سيما منهم الجيل الصاعد.
* أوهام السوشيال ميديا وأرقامُها
السبب الثاني الذي جعل المعجب يرفع الكلفة مع الفنان، ويعد نفسه متساوياً معه محطّماً الحواجز كلها، هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أوهمت الجمهور بأنّ الفنان صديق له، وبأنّ ما بينهما معرفة ومشاعر حقيقية وليست افتراضية. يظنّ المعجبون أنهم بمتابعتهم للفنان، وبمعرفتهم أموراً كثيرة عنه، قد كسروا جدار البروتوكول، ونالوا اهتمام الشخصية المشهورة.
تتحمّل «السوشيال ميديا» كذلك مسؤولية تحويل الحفلات الموسيقية إلى عروضٍ من العنف ضد الفنان، بسبب هوَس الجيل الصاعد بمفهوم «التريند» وتجميع المشاهدات، ولا سيما على «تيك توك». يسعى الحاضرون إلى افتعال تلك المواقف النافرة بهدف أن يصيروا جزءاً من العرض، وأن ينشروا بالتالي فيديوهات لتلك اللحظات الغريبة على أمل أن تنال الرواج على المنصة، فيدخلون بدَورهم نادي المشاهير، ولو لأيام قليلة.
من بين الأسباب التي حوّلت حفلات أشهر الفنانين إلى عروض من العنف، أسعار البطاقات التي قد تكون خيالية في بعض الأحيان. يلجأ الحاضرون إلى التعبير عن امتعاضهم من الغلاء، بأن ينتقموا على طريقتهم من الفنان. وما يزيد الأمر سوءاً ويستفزّ البعض، ظهور الفنانين أمام الناس وهم يرتدون الملابس والحلي ذات الأثمان الباهظة والماركات العالمية.
يترافق ذلك وقناعة لدى أفراد الجمهور الذين يقومون بأعمال نافرة، بأنّ عشقَهم للشخصية المشهورة يبرر العنف ضدّها إن لم تبادلهم الاهتمام؛ خصوصاً إذا أنفقوا الكثير من أموالهم لشراء بطاقات الحفل. فبعض الجمهور يذهب في إعجابه إلى حدّ اعتبار أنّ أي شيء مبرّر من أجل الحصول على لفتة انتباه أو نظرة من الفنان، حتى وإن اضطرّه ذلك إلى افتعال مشكلة أو ضرب المغنّي بأداة حادّة!
أدبيات سلوك الحفلات
من ليدي غاغا، إلى دوا ليبا، مروراً بجاستن بيبر، وكولدبلاي، وليس انتهاءً بمايلي سايرس وتايلور سويفت؛ لم ينجُ أحد من اعتداءات الجمهور الغريبة. فرض ذلك اتّخاذ مواقف من قبل الفنانين تجاه ما يحصل، فخلال إحدى حفلاتها في لوس أنجليس رفعت المغنية البريطانية أديل الصوت قائلة: «هل لاحظتم كم نسي الناس أخلاقيات الحفلات؟ إذا تجرّأ أحد على أن يرميني بغرض ما، فسأقتله».
أما رابطة معجبي تايلور سويفت، فقد ابتكرت دليلاً لأدبيّات السلوك في الحفلات، خوفاً على محبوبتهم من التعدّيات. مع العلم بأنّ المغنية الأميركية الشابة كانت قد نالت نصيبها من تلك التصرفات، وقد عاشت إحدى أكثر اللحظات غرابة، عندما هجم أحد المعجبين باتّجاه المسرح، وحاول التقاط قدمِها بينما كانت تغنّي، قبل أن يلقي عناصر الأمن القبض عليه.