الأجبان تغزو الأطباق في لندن

مطاعم متخصصة وإقبال متزايد على مذاقات جديدة

الأجبان تغزو الأطباق في لندن
TT

الأجبان تغزو الأطباق في لندن

الأجبان تغزو الأطباق في لندن

لم يكن الجبن من الأطعمة المحبوبة أو المرغوبة في لندن حتى سنوات قريبة، وكان المعروف منها هو ما يُباع في محلات «السوبر ماركت» أو شريحة الجبن التي كانت تدخل على البرغر لكي تحوِّلَه إلى «تشيز برغر». هذا الوضع تغير في العامين الأخيرين مع انتشار استهلاك الجبن والإقبال المتزايد عليه إلى درجة افتتاح مطاعم ومنافذ «تيك أواي» تتخصص في ساندويتشات الجبن المشوي، وانتشار استهلاك الجبن في صور كثيرة، منها النمط السويسري السائل الذي يسمى «فوندو».
وحتى في مجال «البرغر» تخصصت مطاعم في زيادة كميات وأنواع الجبن التي يمكن إضافتها إلى شرائح «البرغر» حتى تتحول من وجبات سريعة إلى وجبات فاخرة تباع بأضعاف الثمن. وتباع هذه الأنواع تحت أسماء متعددة بعضها طريف مثل «تشيس بومب برغر» و«ديرتي بونز» و«ماك آند تشيز». وتقدم بعض المطاعم مثل «جو ساثرن تايبل» أنواعاً من المعكرونة المغطاة بالجبن في أوان حديدية من الفرن إلى مائدة الزبائن مباشرة.
وافتتح أخيراً أحدث مطعم في لندن يقدم وجبات الجبن فقط في منطقة كامدن اسمه «ذا تشيز بار»، وكان صاحبه ماثيو هارفي يقدم الوجبات نفسها من على عربة في سوق المنطقة. وهو يتخصص في أنواع الجبن البريطاني ويتعامل مع المزارع القريبة من لندن.
من ناحية أخرى يقدم مطعم «كاندل ميكر» مناخاً سويسرياً في حي كلابهام جنوب لندن بساعات حائط مزركشة ووجبات «فوندو»، وهو نوع من الجبن السائل الساخن الذي يوضع على موقد على المائدة، ويتم تناوله بقطع من الخبز.
وتضيف المطاعم أنواع الجبن إلى كثير من الوجبات خصوصاً أطباق الباستا التي تغطى بالجبن وتطبخ في الأفران. من ناحية أخرى لجأت المطاعم العامة إلى إدخال وجبة إضافية تتعدد فيها أطباق الجبن التي يتم تناولها مع شرائح الخبز المقدد. وتقدم هذه الأطباق بدلاً من الحلويات بعد الوجبة الرئيسية.
ولم يكن جمهور لندن يستسيغ تذوُّق أنواع من الجبن على طبق خشبي خصوصاً بعد تناول وجبة كاملة، ولكن هذا التقليد أصبح معتاداً في مطاعم لندن الآن بعد تجنب كثير من الزبائن اختيار الحلويات لاختتام الوجبات بها. ولا تكتفي المطاعم بتقديم الجبن الإنجليزي الصلب مثل تشيدر وستيلتون وغلوستر، وإنما تقدم الكثير من الأنواع العالمية، خصوصاً الجبن الفرنسي. وتتخصص بعض المطاعم مثل «كواغلينو» في تقديم الأجبان الفرنسية بأربعة أنواع، بينما تختار المطاعم الصغيرة من بين أنواع الجبن البريطاني.
وبخلاف المطاعم، تُقام مهرجانات الجبن في كثير من الأحياء والقرى، وعقد لأحدها هذا العام في القرية الأولمبية في لندن، في شهر أبريل (نيسان) الماضي. وكان الإقبال على المهرجان كثيفاً، خصوصاً أنه أتاح للزوار فرصة تذوّق أصناف الجبن المختلفة مجاناً. وشارك في المهرجان بعض تجار الجبن من أوروبا، خصوصاً من فرنسا وهولندا.
وهناك كثير من تصنيفات أفضل مواقع تناول الجبن في لندن، منها ما تقدمه «تايم أوت»، ومنها ما تقدمه جهات أخرى مثل «فور سكوير» و«نادج». وهذه النخبة هي مزيج من الترشيحات من جهات مختلفة تتفق في أنها جميعاً تقع في قلب لندن:
> أرتشي: وهو موقع صغير في سوق ديتفورد يقدم المشروبات ومعها ساندويتشات الجبن المشوي. وهو يفتح أبوابه بين الأربعاء والسبت أسبوعياً من الحادية عشرة صباحاً حتى المساء. ويقبل زوار السوق على المحل الصغير من أجل الاستراحة القصيرة، وتناول بعض الجبن قبل مواصلة رحلة التسوق. من الأطباق المفضلة التي يقدمها «أرتشي» طبق اسمه «كيسو فونديدو» الذي يعني «الجبن السائل».
> »غريل ماي تشيس» وهو يقع في ليزر لين بالقرب من هولبورن ويقدم كل أنواع الجبن الذي يضيف له بعض الألوان من عربة يزدحم عليها الجمهور طوال أيام الأسبوع. وتشتهر ساندويتشات الجبن المشوي بين موظفي المنطقة في ساعة الغذاء، وينتهي اليوم بعد فترة الظهيرة كل يوم حيث تنتهي ساعات العمل في السوق.
> «لا فروماجيري»: وهو مطعم متخصص في الجبن يعمل من حي ماريلبورن، وترشحه «تايم أوت» لكي يكون أفضل مطعم من نوعه في لندن. وهو يقدم أطباقاً من الجبن مصنفة حسب بلد الإنتاج وأفضلها الفرنسي والإيطالي والبريطاني. وبدأ هذا المطعم نشاطه في عام 2002 بعد عشر سنوات من افتتاح أول فرع له في منطقة هايبري. وهو يخدم الزبائن بلا حجز مسبق، ولذلك فإن توقيت الذهاب إلى المطعم مهم للحصول على طاولة شاغرة. وهو يفتح أبوابه للوجبات الثلاث يومياً، ويبيع أيضاً الجبن من رفوف تنتشر في المطعم ويشتري منها الزبائن بعد تناول وجباتهم. وهو يقع في شارع موكسون في غرب لندن.
> «ماك فاكتوري»: وهو منفذ تجاري صغير في سوق كامدن، ويتخصص في خلط الجبن بكثير من المأكولات من الباستا إلى الفطر والخضراوات. ويتم تحضير المأكولات أمام المشتري. وأعلن «ماك فاكتوري» أخيراً أنه افتتح فرعاً جديداً في ميدان يوستن شمال لندن يمكن منه توصيل الطلبات إلى المنازل والمكاتب. ولكنه ما زال يعمل من سوق كامدن ستة أيام في الأسبوع؛ من الاثنين إلى السبت.
> «أندرويت»: وهو مطعم ومتجر يتخصص في تقديم كل أنواع الجبن، ومنها النوع السائل المعروف باسم «فوندو»، ويقع «أندرويت» في سوق سبيتافيلد وهو فرع بريطاني لمتجر جبن فرنسي مشهور يعمل في فرنسا منذ عام 1909. ويضيف المطعم أفخر أنواع الجبن الفرنسي إلى كثير من الوجبات التي يقدمها، ومنها البرغر بالجبن ونوعان من «الفوندو». وتشمل المقبلات كثيراً من أنواع السلاطة والشوربة. ويقول زبائن المطعم إنه يحتاج إلى مساحة أكبر نظراً للإقبال الشديد عليه.
> «سان موريتز»: وهو مطعم سويسري يقع في حي سوهو، ويتخصص في الوجبات السويسرية وأهمها «فوندو». وهو يوفر مناخاً مماثلاً للشتاء السويسري الذي يشتهر بأمسيات التزلج على الجليد. ويقع أسفل المطعم ناد ليلي صاخب بالموسيقى ويعمل منذ الستينات في المنطقة ويتخصص في موسيقى الجاز والروك، وتَعزِف فيه أحياناً الفرق الموسيقية الناشئة.
> «أنتيدوت»: وهو مطعم فرنسي يقع أيضاً في حي سوهو ويتميز بطاقم ضيافة ودي وأنواع جيدة من الجبن. ويمكن للزبائن أن يتذوقوا كثيراً من أنواع الجبن على طبق خشبي مع مشروبهم المفضل. ويتميز المطعم بجوّ مرح، وإن كانت شكوى بعض الزبائن تتركز على أسعاره الباهظة حيث قطعة الجبن الواحدة يبلغ ثمنها سبعة جنيهات.
> «مونتي آند بوبس»: وهو مطعم يتخصص في الجبن يقع في الطابق الثاني في مبنى شهير في شرق لندن اسمه «نيتل هاوس». وبدأ المطعم نشاطه في عام 2015 بعد سنوات طويلة من العمل من عربة في سوق قريب في المنطقة. وهو يتميز بطراز غريب من المقاعد المنخفضة وسط كثير من النباتات، ويقدم وجبات تعتمد على الجبن وساندويتشات الجبن المشوي مع السلاطة.
> «ذا تشيز بار»: وهو مطعم جبن في سوق كامدن نشأ من عربة في السوق كانت تبيع ساندويتشات الجبن. وهو ما زال يتخصص في أنواع الجبن ويتفوق في تقديم ساندويتشات الجبن المشوي. ويتميز المطعم بديكور حديث. وبالإضافة إلى تقديم وجبات الجبن يقدم المطعم لزبائنه فرصة الشراء من بين 30 نوعاً من الجبن يعرضها في براد خاص. يقدم المطعم أيضاً حلويات لها علاقة بالجبن مثل فطائر «تشيس كيك» بالإضافة إلى آيس كريم مصنوع من نوع من الجبن السكري من إنتاج مقاطعة ديفون.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)
TT

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق لعدة أسباب؛ على رأسها الشغف والحب والسخاء.

شوربة الفطر (الشرق الأوسط)

ألذ الأطباق المصرية تجدها في «ألذ» المطعم المصري الجديد الذي فتح أبوابه أمام الذواقة العرب والأجانب في منطقة «تشيزيك» غرب لندن.

نمط المطعم يمزج ما بين المطعم والمقهى، عندما تدخله سيكون التمثال الفرعوني والكراسي الملكية بالنقوش والتصاميم الفرعونية بانتظارك، والأهم ابتسامة عبير عبد الغني، الطاهية والشريكة في المشروع، وهي تستقبلك بحفاوة ودفء الشعب المصري.

شوربة العدس مع الخضراوات (الشرق الأوسط)

على طاولة ليست بعيدة من الركن الذي جلسنا فيه كانت تجلس عائلة عبير، وهذا المشهد يشوقك لتذوق الطعام من يد أمهم التي قدمت لنا لائحة الطعام، وبدت علامات الفخر واضحة على وجهها في كل مرة سألناها عن طبق تقليدي ما.

لحم الضأن مع الأرز المصري (الشرق الأوسط)

المميز في المطعم بساطته وتركيزه على الأكل التقليدي وكل ما فيه يذكرك بمصر، شاشة عملاقة تشاهد عليها فيديوهات لعالم الآثار والمؤرخ المصري زاهي حواس الذي يعدُّ من بين أحد أبرز الشخصيات في مجال علم المصريات والآثار على مستوى العالم، وهناك واجهة مخصصة لعرض الحلوى المصرية وجلسات مريحة وصوت «كوب الشرق» أم كلثوم يصدح في أرجاء المطعم فتنسى للحظة أنك بمنطقة «تشيزيك» بلندن، وتظن لوهلة أنك في مقهى مصري شهير في قلب «أم الدنيا».

كبدة إسكندراني (الشرق الأوسط)

مهرجان الطعام بدأ بشوربة العدس وشوربة «لسان العصفور» وشوربة «الفطر»، وهنا لا يمكن أن نتخطى شوربة العدس دون شرح مذاقها الرائع، وقالت عبير: «هذا الطبق من بين أشهر الأطباق في المطعم، وأضيف على الوصفة لمساتي الخاصة وأضع كثيراً من الخضراوات الأخرى إلى جانب العدس لتعطيها قواماً متجانساً ونكهة إضافية». تقدم الشوربة مع الخبز المقرمش والليمون، المذاق هو فعلاً «تحفة» كما يقول إخواننا المصريون.

الممبار مع الكبة وكفتة الأرز والبطاطس (الشرق الأوسط)

وبعدها جاء دور الممبار (نقانق على الطريقة المصرية) والكبة والـ«سمبوسة» و«كفتة الأرز» كلها لذيذة، ولكن الألذ هو طبق المحاشي على الطريقة المصرية، وهو عبارة عن تشكيلة من محشي الباذنجان، والكرنب والكوسة والفليفلة وورق العنب أو الـ«دولما»، ميزتها نكهة البهارات التي استخدمت بمعيار معتدل جداً.

محشي الباذنجان والكرنب وورق العنب (الشرق الأوسط)

أما الملوخية، فحدث ولا حرج، فهي فعلاً لذيذة وتقدم مع الأرز الأبيض. ولا يمكن أن تزور مطعماً مصرياً دون أن تتذوق طبق الكشري، وبعدها جربنا لحم الضأن بالصلصة والأرز، ومسقعة الباذنجان التي تقدم في طبق من الفخار تطبخ فيه.

الملوخية على الطريقة المصرية (الشرق الأوسط)

وبعد كل هذه الأطباق اللذيذة كان لا بد من ترك مساحة لـ«أم علي»، فهي فعلاً تستحق السعرات الحرارية التي فيها، إنها لذيذة جداً وأنصح بتذوقها.

لائحة الحلويات طويلة، ولكننا اكتفينا بالطبق المذكور والأرز بالحليب.

أم علي وأرز بالحليب (الشرق الأوسط)

يقدم «ألذ» أيضاً العصير الطبيعي وجربنا عصير المانجو والليمونادة مع النعناع. ويفتح المطعم أبوابه صباحاً ليقدم الفطور المصري، وهو تشكيلة من الأطباق التقليدية التي يتناولها المصريون في الصباح مثل البيض والجبن والفول، مع كأس من الشاي على الطريقة المصرية.

المعروف عن المطبخ المصري أنه غني بالأطباق التي تعكس التراث الثقافي والحضاري لمصر، وهذا ما استطاع مطعم «ألذ» تحقيقه، فهو مزج بين البساطة والمكونات الطبيعية واستخدم المكونات المحلية مثل البقوليات والأرز المصري.

كشري «ألذ» (الشرق الأوسط)

وعن زبائن المطعم تقول عبير إن الغالبية منهم أجانب بحكم جغرافية المنطقة، ولكنهم يواظبون على الزيارة وتذوق الأطباق المصرية التقليدية، وتضيف أن الملوخية والكشري وشوربة العدس من بين الأطباق المحببة لديهم.

وتضيف عبير أن المطعم يقدّم خدمة التوصيل إلى المكاتب والبيوت، كما يقوم بتنظيم حفلات الطعام على طريقة الـCatering للشركات والحفلات العائلية والمناسبات كافة.