الخرشوف... نجم الأطباق الشتوية

على قائمة الأطعمة الصحية ومكافح للسمنة

عادة ما يتم طهي الخرشوف بسلقه أولا، ثم طهيه إما بالفرن وإما بحشوه باللحم المفروم
عادة ما يتم طهي الخرشوف بسلقه أولا، ثم طهيه إما بالفرن وإما بحشوه باللحم المفروم
TT

الخرشوف... نجم الأطباق الشتوية

عادة ما يتم طهي الخرشوف بسلقه أولا، ثم طهيه إما بالفرن وإما بحشوه باللحم المفروم
عادة ما يتم طهي الخرشوف بسلقه أولا، ثم طهيه إما بالفرن وإما بحشوه باللحم المفروم

هناك أكلات ترتبط بالمناخ الشتوي، رغم إمكانية تناولها طوال العام بعد تجميدها. من تلك الأكلات أطباق الخرشوف «الأرضي شوكي» المطهو، التي يفضلها المصريون في الشتاء، حيث تتفنن ربات البيوت في إعدادها.
وينتمي الخرشوف للفصيلة النجمية، ويمتاز بأوراقه الخضراء الوارفة ومذاق لذيذ. ويعتبر فصل الشتاء أفضل وقت لتناول الخرشوف، لاحتوائه على كثير من العناصر والمعادن المفيدة للجسم. وينصح خبراء التغذية عادة مرضى فقر الدم (الأنيميا)، بتناول الخرشوف طازجا دون طهيه، بعد نزع الأوراق الخضراء؛ للاستفادة من كمية الحديد التي يحتويها قلب الثمرة.
وعادة ما يتم طهي الخرشوف بسلقه أولا، ثم طهيه إما بالفرن وإما بحشوه باللحم المفروم وغليه مع حساء الطماطم والشبت. ويقدم عادة إلى جانب البطاطس الصغيرة المحشوة باللحم المفروم أيضا. كما يعتبر مكونا لذيذا ضمن أطباق السلطة والمقبلات، ويمكن تناوله باردا أو ساخنا.
ويؤكد خبير التغذية والنباتات الفرنسي تيري فوليار، أن نبات الخرشوف غني بالألياف و11 نوعاً من الفيتامين، منها: «سي»، و«بي 1 و2 و3 و5 و6 و9»، ومعادن النحاس والماغنسيوم والفسفور والبوتاسيوم، مشيراً إلى أنه يحتوي على حامضي كلوروجينيك والبوليفينول اللذين يجعلانه مضاداً قوياً للأكسدة.
ويكشف فوليار أن الخرشوف يطهر الكبد لاحتوائه على حامض الفينول الذي يجعله مدرا للبول، وهو غذاء مثالي لمن يعانون من مشكلات ارتفاع الكولسترول الضار، حيث إن تناوله يساعد الجسم على تنظيم نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية.
وأضاف الخبير الفرنسي أن الخرشوف له تأثير على تنشيط عملية تفريغ الصفراء، وأن أوراقه تسهل عملية الهضم، محذراً المرضعات من تناولها لأنها توقف إدرار اللبن، وتعطي طعماً مراً له، وكذلك بالنسبة للذين لديهم حصى في المرارة.
ويقول الدكتور كريم علاء الدين، اختصاصي التغذية العلاجية وأمراض السمنة والنحافة، لـ«الشرق الأوسط»: «يعتبر الخرشوف من أهم الأغذية التي ننصح بها لعلاج أمراض السمنة ومشكلات الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي؛ لأنه يحتوي على الألياف التي تساعد على تحسين عملية الهضم والعمل على سهولة خروج الفضلات من الجسم، والشوارد الحرة في الخلايا الناتجة عن التلوث، فضلا عن قدرته على الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي والإمساك، وقد أثبتت الدراسات أن تناول الخرشوف يساعد في التخلص من أعراض سوء الهضم، كالانتفاخ والإمساك والإسهال، لذلك ينصح بشرب كوب من عصير الخرشوف للتخلص من مشكلة الإمساك المزمن».
ويضيف: «يساعد الخرشوف على إنقاص الوزن، وذلك لاحتوائه على نسبة كبيرة من الألياف، كما أنه منخفض السعرات الحرارية، وبالتالي فهو يساعد على الشعور بالشبع والامتلاء؛ لذلك يدخل في أنظمة الرجيم للراغبين في التخلص من مشكلة السمنة المفرطة».
ويعتبر الخرشوف من الأصناف التي لا تأخذ وقتا طويلا في الطهي، حيث ينضج في غضون 7 دقائق تقريبا. ويمكنك تقديمه مسلوقا بجوار الوجبات، مع إضافة زيت الزيتون وقليل من عصير الليمون، أو تقطيعه لشرائح صغيرة وتقديمه مع السلطة.
وإليك وصفة مصرية لطهو الخرشوف:

- خرشوف باللحم المفروم:
المقادير:
5 ثمرات خرشوف.
ربع كيلو لحم مفروم معصج بالبصل والشبت.
عصير نصف كيلو طماطم.
الطريقة:
نظفي ثمرات الخرشوف وانزعي أوراقها، ثم اسلقي الخرشوف في قدر به ماء مغلي لمدة 6 دقائق، في قدر آخر اتركي عصير الطماطم حتى مرحلة التسبيك، وضعي الخرشوف في صينية تمهيدا لدخوله الفرن، وضعي في كل ثمرة ملعقتين من اللحم المفروم بالشبت. صبي صلصة الطماطم على حبات الخرشوف ثم أدخليها الفرن لمدة 10 دقائق على درجة 180 درجة.
قدمي الخرشوف بالصلصة، مع فروع الشبت الأخضر للتزيين، مع الأرز أو المعكرونة حسب الرغبة.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.