خطوات للاستفادة من اجتماعات العمل

الإعداد الجيد والالتزام بالوقت هما سبيلك لتحويل اجتماعات العمل من مضيعة للوقت إلى نقاشات مثمرة (بيزنيس انسدير)
الإعداد الجيد والالتزام بالوقت هما سبيلك لتحويل اجتماعات العمل من مضيعة للوقت إلى نقاشات مثمرة (بيزنيس انسدير)
TT

خطوات للاستفادة من اجتماعات العمل

الإعداد الجيد والالتزام بالوقت هما سبيلك لتحويل اجتماعات العمل من مضيعة للوقت إلى نقاشات مثمرة (بيزنيس انسدير)
الإعداد الجيد والالتزام بالوقت هما سبيلك لتحويل اجتماعات العمل من مضيعة للوقت إلى نقاشات مثمرة (بيزنيس انسدير)

تعتبر اجتماعات العمل في كثير من الأحيان مضيعة للوقت، لأنه غالباً ما يتم التحدث خلالها لفترات طويلة جداً ولكن دون قول شيء مجدٍ حقاً، كما أنه غالباً لا يعقبها أيضاً اتخاذ أي إجراء.
وأكدت خبيرة التوظيف الألمانية أوته بولكه، أنه يمكن للمديرين وكذلك للموظفين الإسهام في تغيير ذلك، وأوضحت ذلك بأنه لا بد من التفكير جيداً في البداية فيما إذا ما كان عقد اجتماع أمرا ضروريا حقا من الأساس أم لا.
كما أشارت إلى أنه لا بد أن يكون موعد الاجتماع مناسباً، لافتة إلى أنه يجب ألا يتم مثلا عقد اجتماع لمدة ساعتين صباح أول يوم عمل بالأسبوع، مشددة على ضرورة بدء الاجتماع في موعده المحدد، وإلا سوف يشعر كثير من المشاركين بالاستياء قبل بدئه من الأساس.
ومن جانبه، شدد مدرب التنمية البشرية أكسل ريترسهاوس على أهمية أن يكون هناك هدف واضح للاجتماع، وأن تكون هناك أجندة محددة لما ستتم مناقشته خلال الاجتماع، وأن يكون هناك أيضا توزيع في المهام، بحيث يكون واضحا من يتعين عليه إعداد شيء مثلا للاجتماع.
وشدد على أهمية أن يلتزم جميع المشاركين في الاجتماع بالانضباط، وكذلك بالصدق، بحيث يتعين على من لم يستعد لتحضير إحدى النقاط المدرجة بأجندة الاجتماع أن يقر بذلك، ومن ثم يتم تعديل أجندة الاجتماع، ولا يتم تضييع وقت دون جدوى.
ومن جانبه، أكد مدرب التنمية البشرية، ميشائل جرهارتس، أن كل فرد مسؤول عن إنجاح الاجتماع، وأشار إلى أنه يمكن استخدام سبورة مثلا لتسجيل النقاش، وجعل الأفكار مرئية دائما أمام المشاركين في الاجتماع؛ ومن ثم يمكن تجنب تكرار الكلام ذاته أو الأسئلة ذاتها.
وأشارت بولكه في هذا الصدد أيضا إلى أنه يفضل أن يكون هناك شخص مسؤول عن إدارة الاجتماع، بحيث يحدد أوقاتا للحديث عن النقاط المدرجة بأجندة الاجتماع، ويراعى الالتزام بها.
وشدد ريترسهاوس أيضاً على ضرورة أن يلتزم الجميع بتنفيذ ما تمت مناقشته خلال الاجتماع، لافتاً إلى أن ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بالشعور بالمسؤولية لدى كل موظف على حدة، وحذر من أن عدم تنفيذ شيء بعد أي اجتماع يعد محبطا ومثبطا للعزيمة لكل المشاركين.



اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
TT

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر اكتشاف رأس تمثال رخامي لرجل طاعن في السنّ يعود إلى العصر البطلمي بمدينة الإسكندرية (شمال البلاد)، السبت. واكتشفت الرأس البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة؛ وذلك ضمن أطلال أحد المنازل العائد تاريخه إلى القرن الـ7 الميلادي، خلال أعمال حفائر البعثة بمنطقة «تابوزيرس ماجنا» على بُعد 45 كيلومتراً غرب الإسكندرية، وفق تصريح وزير السياحة والآثار شريف فتحي.

ويصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان؛ ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة وليس منزلاً خاصاً، كما ورد في بيان للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد.

ووصف رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، الرأس المكتشف بأنه «منحوت بدقة فنّية عالية بملامح واقعية، وينتمي إلى فنّ التصوير الواقعي الذي ازدهر وانتشر في نهاية الحقبة الهلنستية».

وتشير ملامح الرأس إلى أنه لرجل مسنّ، حليق الرأس، وجهه مليء بالتجاعيد وتظهر عليه الصرامة وعلامات المرض، وفق دراسات مبدئية، أوضحت كذلك أن صاحبه كان من كبار الشخصيات العامة وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع «تابوزيريس ماجنا» منذ عصر بطليموس الرابع، فصاعداً.

ويُجري فريق عمل البعثة الأثرية مزيداً من الدراسات على الرأس للتعرُّف على صاحبه، فضلاً عن البدء بأعمال الصيانة والترميم اللازمة له، إذ ذكر رئيسها جواكيم لوبومين أنّ تاريخه يعود إلى 700 عام قبل بناء المنزل الذي وُجد فيه.

وموقع «تابوزيريس ماجنا» من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر، وكانت له قدسية كبيرة في العصرين اليوناني الروماني والبيزنطي. ويحتوي على معبد ضخم خُصِّص لعبادة الإله «أوزير» الذي اشتقَّ منه اسم المدينة.

أطلال المنزل الذي وجدت فيه البعثة الآثارية الرأس (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، اكتشاف رأس تمثال في الإسكندرية «دليلاً جديداً على ثراء العصر البطلمي الفنّي والتاريخي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدراسة العلمية الدقيقة ستكشف مزيداً عن تفاصيل هذا التمثال ودوره في تشكيل الهوية الثقافية لمصر البطلمية».

ويحتوي الموقع الأثري «تابوزيريس ماجنا» على عدد من الآثار الثابتة، من بينها معبد أبو صير، ومقابر البلانتين، والجبانة الضخمة الواقعة غرب المعبد وشرقه؛ وكذلك فنار أبو صير الشاهد على هيئة فنار الإسكندرية القديم.

ووصف عبد البصير الرأس المكتشف بأنه «إضافة مهمة لدراسة العصر البطلمي وفنونه. فمن خلال التحليل العلمي المتقدّم، يمكن استكشاف مزيد عن طبيعة ذلك الرأس، سواء كان يمثّل شخصية من البيت المالك أو النخبة الحاكمة. كما يمكن أيضاً مقارنته مع تماثيل أخرى محفوظة في المتاحف العالمية، مثل المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية أو المتحف البريطاني».

ويمثّل فنّ النحت البطلمي أحد أبرز إنجازات تلك الحقبة، إذ استطاع الجمع بين الواقعية اليونانية والرمزية المصرية لخلق أسلوب فنّي مبتكر وجديد. وأوضح عالم الآثار المصري أنّ «رأس التمثال المكتشف حديثاً يسهم في إثراء فهم ذلك الفنّ وتقديم صورة أوضح عن دوره في توثيق التفاعل الثقافي بين مصر واليونان».

وكانت إحدى البعثات الآثارية العاملة في موقع «تابوزيريس ماجنا» قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية والقطع الجنائزية والطقسية التي تبوح بمزيد عن أسرار هذه المنطقة خلال العصر البطلمي المتأخر؛ وكان من بين القطع المُكتشفة رأس تمثال من الرخام لسيدة ترتدي التاج الملكي، ظنَّ مسؤولون في البعثة أنه للملكة كليوباترا السابعة، وهو ما نفاه علماء آثار لعدم تطابق الملامح.