حمزة بن لادن يعلن وفاة نجله أسامة

في رسالة مسرَّبة نشرتها حسابات «القاعدة»

حمزة بن لادن («الشرق الأوسط»)
حمزة بن لادن («الشرق الأوسط»)
TT

حمزة بن لادن يعلن وفاة نجله أسامة

حمزة بن لادن («الشرق الأوسط»)
حمزة بن لادن («الشرق الأوسط»)

أعلن القيادي في تنظيم «القاعدة» الإرهابي حمزة بن لادن، عن مقتل نجله أسامة، البالغ من العمر 12 عاماً... وتداول عدد من الحسابات عبر موقع التواصل الاجتماعي، مساء أول من أمس، رسالة منسوبة إلى خليفة زعيم تنظيم «القاعدة» حمزة بن لادن، موجّهة إلى والدته خيرية صابر وشقيقاته، لإخبارهم بنبأ وفاة أو مقتل ابنه البكر أسامة.
كان حمزة قد تزوج من ابنة أبو محمد المصري، الذي يعرف كذلك بـ«أبو محمد الزيات»، القيادي البارز في «القاعدة» ومسؤول اللجنة الأمنية، خلال إقامتهما في إيران.
ويعود تاريخ الرسالة التي بثتها مواقع تابعة لتنظيم «القاعدة» إلى يوليو (تموز) أو أغسطس (آب) الماضيين. وقُتل أسامة بن لادن في مخبئه بباكستان على أيدي قوات خاصة أميركية عام 2011، في ضربة كبرى لتنظيم القاعدة الذي شن هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.
كانت وثائق «أبوت آباد» قد كشفت عن أحد المقاطع التي تم تصويرها خلال حفل زفاف حمزة وإلى جانبه أبو محمد المصري، وعدد من أفراد تنظيم «القاعدة». ولم تُظهر الرسالة، التي وصفت وفاة الحفيد أسامة، أسباب وطريقة وفاته؛ إلا أنه من المرجح أن تكون وفاته ناجمة عن مرض ألمّ به وعدم تلقيه العناية الطبية اللازمة، مع طبيعة الحياة التي فُرضت على أطفال تنظيم القاعدة. وأشار حمزة في رسالته إلى وفاة ومقتل إخوته في وقت سابق، كان من بينهم سعد بن لادن، الذي قُتل بطائرة من دون طيار بعد خروجه من إيران في شمال وزيرستان، إلى جانب وفاة شقيقته خديجة (زوجة عبد الله الحلبي) في 2007 بعد تعرضها لنزيف حاد عقب ولادتها ابنتها فاطمة في أحد المستشفيات جنوب وزيرستان.
وظهر حمزة (26 عاماً) في مايو (أيار) عام 2017، في مقطع فيديو جديد بثته مؤسسة السحاب التابعة لتنظيم القاعدة، اعتبر فيه العمليات التي تستهدف الغرب من أعظم القربات وأجلّ العبادات، موجهاً كثيراً من النصائح إلى أعضاء التنظيم في العالم، يطالبهم فيها بالثأر للمسلمين في العالم، حسب تعبيره.
وفي 2008 ظهر شريط فيديو لحمزة (وكان وقتها يبلغ من العمر18 عاماً)، يدعو فيه لإزالة بريطانيا وحلفائها من الوجود، مهاجماً كذلك الولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا.
وحمزة كان يعيش مع أبيه في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، وأمضى معظم الوقت برفقته في باكستان، بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان الكثيرَ من قادة «القاعدة» البارزين إلى الرحيل إلى هناك. وطالب حمزة، الذي يسعى للعمل من خلال عباءة والده، في الفيديو المصور، أعضاءَ التنظيم في العالم إلى أن يحسنوا اختيار الأهداف المراد ضربها والسلاح المناسب لها والوسيلة المناسبة لضربها.
وقال حمزة بن لادن إن «هذه المصائب والبلايا التي تصيبنا في هذا الطريق، لا تزيدنا إلا ثباتاً وتماسكاً واستبسالاً»، حسب قوله. يشار إلى أن معلومات راجت قبل أسابيع عن احتمالية وصول حمزة إلى سوريا، لقيادة تشكيل يتبع لتنظيم القاعدة مكون من المنشقين عن هيئة تحرير الشام وآخرين عن «جند الأقصى» و«داعش».
وسعى حمزة في رسالته إلى توظيف البعد النفسي، في محاولة منه للتأثير والاستقطاب باستغلال تشابه اسمي ابنه ووالده، والإيهام بشدة تعلق ابنه بجده أسامة بن لادن زعيم «القاعدة». وهو ما يأتي مخالفاً للمعطيات التي فرضت على حمزة بن لادن منذ أن كان طفلاً الانفصال عن والده إلى جانب عدد آخر من أفراد أسرته عقب أحداث سبتمبر، ولجوئهم إلى إيران.
ووفقاً لما تكشّف من وثائق بن لادن، فإن أول رسالة استطاع حمزة إيصالها إلى والده كانت عام 2010، بعد خروجه من إيران، والتي تحدث فيها عن اشتياقه ورغبته في الجلوس معه، ومشاهدته بعد أن كبر وأصبح شاباً.
وحسب الجهة المسرِّبة لنص الرسالة، فقد تم حذف بعض ما جاء فيها، والذي من المرجح أن يكون تفاصيل مسببات وفاة ابنه، والأهم من ذلك أين كان مقر إقامته وبجانبه والدته وشقيقته التي سماها حمزة على اسم أمه خيرية.
وظهر حمزة عام 2005 في أول مقطع مرئي له ضمن قوة من مقاتلي «طالبان» استهدفت جنوداً باكستانيين في وزيرستان الجنوبية، وقبل ذلك في 2003 خرجت رسالة صوتية منسوبة إليه، نُشرت عبر أحد المواقع التابعة لتنظيم القاعدة، يحض فيها أتباع التنظيم على «إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا».


مقالات ذات صلة

عاصمة مالي تستعيد الهدوء بعد الوقوع في قبضة «كوماندوز القاعدة»

أفريقيا من الانفلات الذي رافق الهجومين في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)

عاصمة مالي تستعيد الهدوء بعد الوقوع في قبضة «كوماندوز القاعدة»

«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أصدرت بيانا قالت فيه إن الهجوم يأتي انتقاماً لمئات المجازر والمذابح التي ارتكبتها هذه الطغمة الحاكمة وحلفاؤها الروس بحق شعبنا»

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا حمزة بن لادن (أرشيفية)

هل حمزة بن لادن على قيد الحياة؟

عاد حمزة بن لادن، نجل الزعيم الراحل لـ«القاعدة»، المقتول في باكستان، إلى الظهور في أفغانستان، حسب ادعاءات الاستخبارات الغربية.

عمر فاروق (إسلام آباد ) «الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري تخريج دفعة جديدة من مقاتلي «داعش خراسان» من «معسكر حقاني» في أفغانستان (متداولة)

تحليل إخباري لماذا يزداد الاعتقاد بأن هجوماً مثل «11 سبتمبر» قد ينطلق من أفغانستان؟

تعتقد المنظمات الدولية التي تراقب أفغانستان والدول المجاورة لها والحكومة الباكستانية وأجهزة الاستخبارات أن أفغانستان أصبحت مرة أخرى مركزاً للإرهاب الدولي.

عمر فاروق (إسلام آباد )
تحقيقات وقضايا فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب)

11 سبتمبر... ماضٍ أدمى العراق وحاضر يهدد أفغانستان

فقدت ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، أهميتها مع مرور السنين، لكن آثارها لا تزال حية في منطقة الشرق الأوسط وجوارها.

غسان شربل (لندن) كميل الطويل (لندن)
خاص مقاتلون مع حركة «طالبان» في ولاية بادخشان شمال البلاد 1 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

خاص معسكرات أفغانية تثير مخاوف من «عودة القاعدة»

مع حلول ذكرى هجمات 11 سبتمبر، يبدو تنظيم «القاعدة» عازماً على إعادة بناء صفوفه وإنشاء معسكرات ومدارس دينية في أفغانستان، وهو أمر يثير قلقاً أممياً واضحاً.

كميل الطويل (لندن)

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.