مليونا شخص قد يحضرون احتفال رأس السنة في «تايمز سكوير»

موجة صقيع تجتاح أميركا والحرارة تصل إلى 10 تحت الصفر

سياح أمام نافورة المياه المجمدة في حديقة براينت في نيويورك ({الشرق الأوسط})
سياح أمام نافورة المياه المجمدة في حديقة براينت في نيويورك ({الشرق الأوسط})
TT

مليونا شخص قد يحضرون احتفال رأس السنة في «تايمز سكوير»

سياح أمام نافورة المياه المجمدة في حديقة براينت في نيويورك ({الشرق الأوسط})
سياح أمام نافورة المياه المجمدة في حديقة براينت في نيويورك ({الشرق الأوسط})

تتوقع سلطات مدينة نيويورك مشاركة نحو مليوني شخص في احتفال ليلة رأس السنة في ميدان تايمز سكوير ليلة الأحد على الرغم من الصقيع غير الاعتيادي؛ إذ يتوقع أن تتدنى الحرارة إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر، مشيرة إلى أن الإجراءات الأمنية ستكون مشددة للغاية لضمان سلامة المحتفلين بالعام الجديد.
وقال رئيس بلدية المدينة، بيل دي بلازيو، خلال مؤتمر صحافي: إن «هذا الحدث السنوي هو واحد من أكثر الأشياء التي يربطها الناس في الولايات المتحدة كما في العالم أجمع، بنيويورك»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
والاحتفال ببداية العام الجديد في ميدان تايمز سكوير تقليد سنوي متواصل منذ 110 سنوات، تشارك فيه حشود من داخل الولايات المتحدة وسياح من العالم أجمع. وهذه السنة سيكون الطقس بارداً جداً بالمقارنة مع العام الماضي حين بلغت درجة الحرارة صفر مئوية.
وأضاف دي بلازيو: «إنها لحظة فخر كبير لمدينة نيويورك»، مضيفاً أن «مدينة نيويورك هي واحدة من المدن القليلة في العالم التي يمكنها أن تستضيف حدثاً من هذا القبيل وتوفير هذا المستوى من الأمن».
من جهته، طمأن قائد شرطة نيويورك، جيمس أونيل، إلى الإجراءات الأمنية المتخذة لضمان سلامة المحتفلين بالعام الجديد، على الرغم من أن نيويورك عموماً و«تايمز سكوير»، خصوصاً ليست عرضة «لأي تهديد مباشر وموثوق به» معلوم.
وأضاف: «مع هذا سيكون هناك انتشار أمني أقوى مما رأيناه في السنوات الأخيرة».
ورفض أونيل الإفصاح عن عدد عناصر الشرطة الذين سيتم نشرهم هذا العام، مكتفياً بالقول: إن عددهم سيكون أكبر مما كان العام الماضي.
وأوضح قائد الشرطة أن الإجراءات الأمنية المتخذة تتضمن نصب عوائق خراسانية وشاحنات محملة بالرمال بهدف الحؤول دون حصول أي اعتداء لدهش الحشود بواسطة سيارة أو شاحنة كما حصل في 31 أكتوبر (تشرين الأول) في جنوب مانهاتن حين قتل ثمانية أشخاص دهساً. ولفتت السلطات الراغبين بحضور احتفال «تايمز سكوير» إلى أنه سيتعين عليهم الخضوع لعمليتي تفتيش متتاليتين.
إلى ذلك، اجتاحت موجة صقيع شديدة معظم مناطق الشمال الشرقي والغرب الأوسط الأميركي قادمة من القطب الشمالي، وانخفضت درجات الحرارة لتسجل أرقاماً قياسية في بقاع كثيرة، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من استمرار موجة البرد القارس خلال الاحتفالات بالعام الجديد.
وتوقعت هيئة الأرصاد أن تؤدي موجة باردة تجتاح المنطقة الشمالية الغربية المطلة على المحيط الهادي إلى تراكم الثلوج بارتفاع يصل إلى متر أمس (الجمعة) في أجزاء من ولاية واشنطن وجبال روكي الشمالية.
ويرجّح خبراء الأرصاد أن تنخفض درجات الحرارة إلى 12 درجة مئوية تحت الصفر؛ وهو ما ينخفض عن المتوسط المعتاد خلال اليوم، حسب «رويترز».
وتصدر الوسم «#إيت_سو كولد» الموضوعات الأكثر وروداً على موقع «تويتر» في الولايات المتحدة أول من أمس (الخميس).
وكانت مدينة تيوجا في ولاية نورث داكوتا واحدة من أكثر البقاع برودة في الولايات المتحدة أول من أمس؛ إذ انخفضت درجة الحرارة بها إلى 26 درجة مئوية تحت الصفر.
وفي غالبية المناطق في نيو إنجلاند وشمال بنسلفانيا ونيويورك، أصدرت هيئة الأرصاد نصائح وتحذيرات مع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 12 درجة مئوية.
وفي شمال نيويورك وشرق بحيرة أونتاريو حذرت هيئة الأرصاد من عواصف ثلجية «خطيرة» تتراوح درجة حرارتها بين 5 و30 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت أمس.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».