البحرين تقترب من «المربع الذهبي الخليجي»

فازت بصعوبة على اليمن... والعراق يُسقط قطر بثنائية

لاعبو البحرين يحتفلون بتقدمهم على المنتخب اليمني أمس (المركز الإعلامي لبطولة {خليجي 23})
لاعبو البحرين يحتفلون بتقدمهم على المنتخب اليمني أمس (المركز الإعلامي لبطولة {خليجي 23})
TT

البحرين تقترب من «المربع الذهبي الخليجي»

لاعبو البحرين يحتفلون بتقدمهم على المنتخب اليمني أمس (المركز الإعلامي لبطولة {خليجي 23})
لاعبو البحرين يحتفلون بتقدمهم على المنتخب اليمني أمس (المركز الإعلامي لبطولة {خليجي 23})

حقق المنتخب البحريني لكرة القدم، أمس، فوزا صعبا على نظيره اليمني (1 - 0) في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في «خليجي23» المقامة في الكويت، فيما نجح المنتخب العراقي في قلب خسارته إلى فوز على نظيره القطري بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جرى في ملعب نادي الكويت.
ورفع المنتخب العراقي رصيده إلى 4 نقاط مقابل 3 نقاط لنظيره القطري، ليتصدر أسود الرافدين لائحة ترتيب المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن المنتخب البحريني، لينتظر المنتخبان للجولة الثالثة والحاسمة المقررة نهاية الأسبوع لتحديد المتأهل من المجموعة إلى نصف النهائي، حيث سيتواجه منتخبا البحرين وقطر، بينما سيلعب العراق أمام اليمن في مباراة سهلة جدا للأول.
وسجل جمال راشد الهدف (39 من ركلة جزاء)، وهو الثاني له بعد الأول في مرمى العراق (1 - 1) في الجولة الأولى. وودع اليمن البطولة بعدما مني بالهزيمة الثانية، إثر خسارته في المباراة الأولى أمام قطر حاملة اللقب (صفر - 4)، وتلتقي قطر العراق في وقت لاحق الثلاثاء (أمس).
وبات المنتخب اليمني ثاني منتخب يودع البطولة التي تشارك فيها ثمانية منتخبات، بعد خروج الكويت المضيفة من المجموعة الأولى، بتلقيها أول من أمس (الاثنين) خسارة أمام سلطنة عمان (صفر - 1)، هي الثانية لها بعد الخسارة الافتتاحية أمام السعودية (1 - 2).
على ملعب الصداقة والسلام التابع لنادي الكويت، أخفق اليمن في محاولته الجديدة في تحقيق فوز أول منذ بدء مشاركته في المسابقة عام 2003، وسقط بصعوبة أمام البحرين الساعية بدورها إلى لقب أول في مشاركتها الثانية والعشرين.
كان المنتخب البحريني الطرف الأفضل منذ البداية وحتى نهاية الشوط الأول، فاستطاع تسجيل هدف التقدم من ركلة جزاء مثيرة للجدل على غرار الركلتين السابقتين اللتين احتسبتا في المجموعة الأولى (للإمارات ضد عمان 1 - صفر، ولعمان ضد الكويت 1 - صفر).
وخلافا لمباراته الأولى أمام العراق، افتقد المنتخب البحريني الذي سيطر بشكل مطلق على المجريات، وسنحت له عدة فرص مناسبة للتسجيل، للشخصية والتركيز واللمسة الأخيرة.
في المقابل، استفاد المنتخب اليمني الضعيف فنيا بشكل واضح الذي لا يجيد الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم في المرتدات، من درس الخسارة القاسية وسد الطرق الجانبية أمام منافسه.
وأرغم رجال المدرب الإثيوبي إبراهام ميبراتو اللاعبين البحرينيين على اللجوء إلى التسديد من بعيد، ولم يهددوا الحارس محمد عياش إلا مرات نادرة كان أبرزها لجمال راشد (34).
وافتقر هذا الشوط بشكل عام إلى اللمحات الفنية، وكان مرشحا لأن يبقى سلبيا لولا الهدف الذي جاء من ركلة جزاء مشكوك فيها احتسبها الحكم السعودي سلطان الحربي ونفذها جمال بيسراه أرضية على يمين عياش (39). وفي الشوط الثاني، قل عطاء المنتخب البحريني من البداية، وتمثل ذلك بوضوح في انخفاض وتيرة أداء وتحركات لاعبيه وبطء انتشارهم في الملعب.
وأعطى هذا الفارق في الأداء البحريني لاعبي اليمن جرعة من الثقة بالنفس وسمح لهم بالاندفاع أكثر إلى الهجوم، وكاد يدرك التعادل من أفضل فرصة للطرفين في هذا الشوط، إثر تسديدة لعبد الواسع المطري من الجهة اليمنى، برع الحارس البحريني سيد شبر علوي في التصدي لها وأخرجها مدافع إلى ركنية (65).
وبعد 10 دقائق، تصدى محمد عياش للتسديدة البحرينية الوحيدة المباشرة على مرماه (75)، ثم سجل اليمن هدفا ألغي، لأن صاحب التمريرة كان في موقف تسلل (87)، وكاد عياش يدفع ثمن خروج خاطئ إلى منتصف الملعب في الثواني الأخيرة (90+4).
وأشاد ميبراتو بأداء لاعبيه، معتبرا أن المنتخب اليمني كان أفضل من البحرين، وقدم مستوى مغايرا عن المباراة السابقة أمام قطر بعد أن استفاد من الأخطاء وعدلها.
وأضاف: «اللاعبون في حاجة إلى الوقت لاكتساب الخبرة في المباريات المقبلة، ورغم الخروج سيقدمون مباراة قوية أمام العراق في الجولة المقبلة على اعتبار أنها فرصة للإعداد لملاقاة نيبال في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا».
وعن ركلة الجزاء، قال ميبراتو إنه «حزين لمستوى التحكيم ولا أريد الحديث عن الحكم، لكن اترك الأمر إلى لجنة الحكام لإعادة تقييم أدائه».
واعتبر التشيكي ميروسلاف سكوب، مدرب البحرين، أن المباراة كانت «صعبة، وظهر اللاعبون بمستوى أفضل في الشوط الأول، لكن لم نترجم الأفضلية إلى أهداف».
وقال: «المنتخب البحريني دفع ضريبة قلة الخبرة أمام اليمن، ودائما نظهر بمستوى أقل أمام المنتخبات الضعيفة، وعلينا أن نحقق الفوز على قطر، لكي نتأهل إلى نصف النهائي».


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.