أول متحف للأديان في قصر «ابنة الخديوي»

يعود تاريخه إلى عام 1895

القصر من الخارج («الشرق الأوسط»)
القصر من الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

أول متحف للأديان في قصر «ابنة الخديوي»

القصر من الخارج («الشرق الأوسط»)
القصر من الخارج («الشرق الأوسط»)

في شوارع وأزقة مصر تنتشر آثار ودور عبادة يهودية ومسيحية وإسلامية، لكن لم تحتضن مصر متحفاً للأديان الثلاثة، يعكس ثقافة المجتمع المصري الذي شهد فجر الضمير الإنساني، لذا وقعت محافظة القاهرة أول من أمس بديوانها بروتوكول تعاون مع مكتبة الإسكندرية، لتحويل قصر «الأميرة خديجة» بحلوان إلى متحف للأديان.
يعود تاريخ القصر إلى عام 1895 وكان يسمى سراي أمينة هانم الشهيرة بـ«أم المحسنين» زوجة الخديو توفيق، سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، اشترته بمبلغ 6 آلاف من الجنيهات الذهبية، ويقع على مساحة 9838 متراًً مربعاً، ثم أهدته أمينة هانم لابنتها الأميرة خديجة لينظّم فيه حفل زفافها على الأمير عباس سليل محمد علي باشا.
تقع مباني القصر وملحقاته على مساحة 1448 متراً مربعاً وتتوزع الحدائق في المساحات الباقية. وقد أهدته الأميرة خديجة عام 1902 إلى نظارة الصحة، ليكون مشفى للأمراض الصدرية، ثم نالته براثن الإهمال وتحول إلى مدرسة ثانوية في ثلاثينات القرن الماضي حتى أصبح مهجورًا ووكرًا لتجار المخدرات، إلى أن رمّمت محافظة القاهرة القصر بتكلفة بلغت 21 مليون جنيه، ليكون منبراً ثقافياً وحضارياً بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.
توجد في مصر متاحف فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية ومتاحف أخرى متنوعة، لكن مصر اليوم تطل على العالم، الذي تنهشه الكراهية، بمتحف للأديان، في هذا المتحف الفريد، موجهة رسالة تسامح ترتكز على التاريخ الاجتماعي والثقافي للشعب المصري.
«أشعر بأنّ هذه لحظة مهمة في تاريخ الثقافة المصرية»، هكذا أكد مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «سيركز المتحف على البعد الإنساني لدى الأديان منذ عهد قدماء المصريين، بل سيكون متحفاً تفاعلياً وتعليمياً، يولد لدى الأجيال الجديدة معرفة أفضل بالقواسم المشتركة بين الديانات، كما سيروي للزائرين سيرة أديان عاشت في سلام داخل المجتمع المصري». وأضاف: «سنقاوم القبح والتطرف... نريد أن نحقق أعظم قيمة حضارية من هذا المتحف، وفيه تبعث مصر رسالة إيجابية بأنّها أرض التسامح وأرض الديانات والثقافات، ومن خلاله تطل على العالم لتثبت أنّ الشخصية المصرية والهوية والحضارة المصرية تستحق الاعتزاز».
«فكرة إنشاء متحف للديانات التي مرت على مصر، فكرة ملحة، خصوصًا أنّه سيتناول تاريخًا ممتداً بدءاً من الديانات الفرعونية ومفهوم التوحيد عند أخناتون، ومروراً باليهودية والمسيحية وحتى الإسلام» يؤكد الفقي، مشيرًا إلى أن «مصر احتضنت معابد يهودية لا تزال 9 منها شاهدة على ثقافة الإنسان المصري، الذي لم يفكر في المساس بهذه المعابد على الرغم من الحروب الطويلة مع إسرائيل أو حتى قذفها بالحجارة».
وتمتلك مكتبة الإسكندرية خبرة واسعة في إدارة القصور والمعالم التاريخية والأثرية وتحويلها إلى مراكز ثقافية؛ أبرزها قصر أنطونيادس بالإسكندرية وبيت السناري بالقاهرة.
من جانبه، أكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، أنّ «قصر خديجة هانم، ذو طراز معماري متميز، ومن العظيم أن يضاف للمتاحف المصرية متحفاً للأديان. وجدنا أنّ قيمته أكبر من أن يكون مجرد مقر إداري، وأنّه لا بد أن يكون مركزاً للثقافة والحضارة، ونتوقع أن يكون له صدى عالمي».
يمتاز قصر الأميرة خديجة بموقع مميز ليكون مركزاً ثقافياً، وقد تم ترميم الحوائط والأعمدة والزخارف، التي تزين القصر المشيد على الطراز «النيو إسلامي» الذي يمزج بين الطراز القوطي والنيو مانيولين والمملوكي الإسلامي، ويتميز القصر بوجود حديقة تصلح لإقامة الفعاليات الثقافية والفنية وحجرات وأجنحة فسيحة تحولت إلى قاعات مجهزة للندوات تستوعب بعضها أكثر من 200 فرد.
سوف يضاف المتحف الجديد إلى ما تزخر به ضاحية حلوان التاريخية من معالم أثرية، إذ يمتد تاريخها ومعالمها إلى عهد المصريين القدماء. وتشتهر حلوان بأنّها كانت ضاحية القصور الملكية ولا يزال بها بعض بيوت الأعيان والأمراء والباشوات، وأبرز معالمها الآن قصر «ركن فاروق» الذي كان الاستراحة المفضلة للملك فاروق، وتحولت إلى متحف يطل على النيل، وبها متحف للشمع والعيون الكبريتية، وكازينو وفندق الكبريتاج الذي زاره مشاهير العالم، فضلاً عن الحديقة اليابانية. وكان الخديو توفيق قد اهتم بحلوان وأولاها عناية خاصة، وحولها لمركز عالمي للاستشفاء مستغلاً وجود العيون الكبريتية التي اكتشفت في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، وبنى بها فندقاً مجاورًا لقصر زوجته أو «قصر الأميرة خديجة» لكنّ الفندق اختفى تماماً.



«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

تطلب «سلمى» التي تجسد دورها هنا الزاهد من زوجها الذي يلعب دوره الفنان أحمد حاتم الطلاق، لكنه يصطحبها لقضاء الليلة الأخيرة لهما بأحد الفنادق لعلها تعيد النظر في قراراها، يُلح عليها ويعترف لها بخطئه في غيرته المجنونة عليها، تُصر على قرارها ما يدفعه للقفز أمامها من ارتفاع شاهق، تنتهي التحقيقات إلى أنه «حادث انتحار».

وتشعر سلمى بمسؤوليتها عن انتحاره وتعيش حالة صدمة وحزن، تستعيد مشاهد من قصة حبهما وزواجهما على وقع إصرار صديقتها دينا «ثراء جبيل» لإخراجها من حالة الحزن بعد 3 أشهر من الحادث.

وتلجأ لطبيبة نفسية «الدكتورة عايدة» التي تجسد دورها الفنانة صابرين، تروي لها حكاية مغايرة عن قصتها مع زوجها وأنها هي من دفعته بيديها من أعلى المبنى، يتكرر نفس الحوار الذي جاء في مشهد يجمعها وزوجها قبل انتحاره، لكن هذه المرة يرفض هو استمرار حياته معها، ويكتنف الغموض تصرفات «سلمى»، فيما تقرر الطبيبة تسجيل اعترافها بدفع زوجها للانتحار وتكتشف «سلمى» الأمر.

فيما تعيش «الدكتورة عايدة» أزمة مع ابنها موسى بطل السباحة «محمد الشرنوبي» الذي تخفي عنه أن والده على قيد الحياة. تتصارع الأحداث وتنبئ بأن «سلمى» ستصبح مصدر خطر يهدد الطبيبة.

الزاهد تقدم دوراً جديداً عليها (الشركة المنتجة)

المسلسل الذي يعرض عبر منصة «Watch It» من تأليف أحمد عادل وإخراج أحمد سمير فرج ويشارك في بطولته محمد الدسوقي، جالا هشام، أحمد والي، مع ظهور خاص لعايدة رياض، وأحمد حاتم كضيفي شرف، وخضع العمل لمراجعة طبية من د. مينا إيميل، وتدور أحداثه في 10 حلقات تُعرض كل أربعاء بواقع حلقتين أسبوعياً.

مؤلف المسلسل أحمد عادل له باع طويل في كتابة دراما الإثارة والغموض عبر مسلسلات عدة من بينها «خيانة عهد»، «حرب أهلية»، «أزمة منتصف العمر»، والمسلسل السعودي اللبناني «كسرة قلب» الذي عرضته منصة «نتفليكس»، كما يشارك المؤلف أيضاً في إنتاج المسلسل مع كل من عامر الصباح وشريف زلط.

وحول تفضيله لدراما الجريمة والإثارة يقول أحمد عادل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه يكتب الدراما التي تستهويه مشاهدتها والتي تجعله كمشاهد لا يستطيع أن يرفع عينيه من على الشاشة طوال مشاهدة الحلقة، وأنه يضع المشاهد في هذه الحالة عبر أعماله الدرامية.

صابرين تجسد دور طبيبة نفسية بالمسلسل (الشركة المنتجة)

ويفسر عادل أسباب تزايد إنتاج هذه النوعية من المسلسلات في السنوات الأخيرة إلى ظهور المنصات التي أتاحت تقديم القصة في 10 حلقات مكثفة، معتمدة على الإيقاع السريع.

ويؤكد المؤلف أنه لا يحاول إثارة الغموض بدليل أنه كشف في الحلقة الثانية عن أن «سلمي» هي من قتلت زوجها، مؤكداً أن هناك كثيرات مثل «سلمى» في الحياة، مشيداً بتعاونه الأول مع المخرج أحمد سمير فرج الذي يصفه بأنه من أكثر الناس المريحة نفسياً وقد أضاف كثيراً للسيناريو.

ويؤكد أحمد عادل الذي عمل 15 عاماً بمجال الإنتاج مع شركة «العدل غروب» أنه يكتب أعماله أولاً ثم يقرر إذا كان يمكنه إنتاجها بعد ذلك أم لا، لأن كلاً من الكتابة والإنتاج يتطلب تفرغاً.

وأفاد بأن عنوان المسلسل «إقامة جبرية» سيتكشف مع توالي حلقات العمل.

وبحسب الناقد أحمد سعد الدين فإن المسلسل صدم مشاهديه من أول مشهد بحادث الانتحار ما يجذبهم لمشاهدته لافتاً إلى ما ذكره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة من أن «الحلقة الأولى إما تنجح في جذب المشاهد لاستكمال حلقاته أو التوقف عن مشاهدته»، مؤكداً أن «المسلسل نجح في الاستحواذ على المشاهد من اللقطات الأولى».

لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

ويلفت سعد الدين إلى أن مسلسلات الجريمة والغموض تحقق تشويقاً كبيراً للمشاهد خاصة مع ظهور المنصات التي دفعت لإنتاجها وعرضها فترة «الأوف سيزون» بعيداً عن موسم رمضان، ودفعت لموسم موازٍ بأعمال مختلفة ومثيرة.

ويشير الناقد المصري إلى أن أحداث الحلقات الأولى كشفت أيضاً عن أزمة تعيشها الطبيبة النفسية لأن الطبيب النفسي إنسان أيضاً ولديه همومه ومشكلاته.

فيما ذكرت هنا الزاهد في تصريحات صحافية إلى حماسها الكبير لهذا المسلسل الذي تقدم من خلاله دوراً جديداً تماماً عليها، وأنها تراهن على هذا الاختلاف.