سوق الإسكان الروسية تنتعش على وقع تراجع الفائدة العقارية

تم بناء 60 مليون متر مربع في عام 2017

سوق الإسكان الروسية تنتعش على وقع تراجع الفائدة العقارية
TT

سوق الإسكان الروسية تنتعش على وقع تراجع الفائدة العقارية

سوق الإسكان الروسية تنتعش على وقع تراجع الفائدة العقارية

قال مكسيم أوريشكين، وزير التنمية الاقتصادية الروسي، إن سعر الفائدة على القروض العقارية تراجع إلى مستويات قياسية، متوقعا استمرار انخفاضها خلال الفترة المقبلة.
وقال أوريشكين، خلال لقاء أمس مع وفد رابطة الأعمال الأوروبية، إن «سعر الفائدة على القروض العقارية تراجع بالفعل إلى ما دون 10 في المائة، وهذا ليس حدا نهائيا، وانخفاض سعر الفائدة سيستمر». وأكد على أن أسعار الفائدة المنخفضة لا تقتصر على القروض الجديدة، بل وتشمل الأقدم، حيث قامت البنوك بتعديل أسعار القروض السابقة.
وكان المركزي الروسي أعلن في وقت سابق عن انخفاض سعر الفائدة العقارية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى أدنى مستوى، حتى 9.95%. وساهم هذا التراجع في انتعاش الطلب على القروض العقارية، التي سجلت كذلك في أكتوبر رقما قياسيا لعام 2017. حيث منحت البنوك في ذلك الشهر أكثر من 112 ألف قرض عقاري، بقيمة إجمالية قدرها 213.1 مليار روبل. ومنحت البنوك الروسية منذ بداية عام 2017 أكثر من 800 ألف قرض عقاري، بقيمة إجمالية 1.5 تريليون روبل.
وجاءت هذه المعطيات قريبة من توقعات وزير الإعمار والإسكان الروسي، ميخائيل مين، الذي قال في وقت سابق إن حجم القروض العقارية المتوقع منحها خلال عام 2017 قد تصل حتى تريليوني روبل، وأشار إلى أن العام الحالي قد يتجاوز الرقم القياسي لعام 2014 حين بلغت قيمة القروض العقارية تريليونا و860 مليار روبل روسي، وقال إن عدد القروض المتوقع منحها خلال عام 2017 قد يصل إلى مليون قرض عقاري. وربط الوزير الروسي بين الإقبال المتزايد على القروض العقارية وانخفاض سعر الفائدة، مشيرا إلى أن سعر الفائدة في السوق الثانوية بلغ حاليا 10 في المائة، وبالنسبة للأبنية الحديثة بلغ 9.8 في المائة.
وأكد وزير الإعمار الروسي على أن شركات بناء العقارات السكنية قادرة على تلبية طلب السوق، وبناء مساكن جديدة بمساحة إجمالية تتراوح بين 76 - 78 مليون متر مربع وذلك خلال عام 2017.
ولفت إلى أن مشاريع الإعمار السكني التي بدأ تنفيذها في سنوات أزمة العقارات عام 2015، بدأت تحصل مؤخراً على موافقات استخدام، وهي الموافقات التي تُمنح للأبنية الجاهزة بعد التفتيش عليها للتأكد من أنها جاهزة لاستخدامها كشقق سكنية، وقال إنه «وعلى الرغم من توقعات المشككين، الذين تحدثوا عن هبوط حاد في سوق بناء العقارات السكنية، فإن هذا لم يحدث»، وأكد على أن قطاع الإعمار السكني حقق خلال سنوات الأزمة 2014 - 2016 نتائج قياسية، حيث تم طرح شقق سكنية في السوق بمساحة إجمالية زادت عن 85 مليون متر مربع. وبالنسبة لعام 2017، تشير المعطيات حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) الجاري إلى بناء 60.4 مليون متر مربع سكني جاهزة للاستخدام، ويتوقع أن يتم طرح مساحات إضافية كبيرة حتى نهاية الشهر، أي قبل نهاية العام.
ويعود انتعاش سوق العقارات السكنية إلى جملة أسباب موضوعية، وبصورة خاصة إلى السياسة التي اعتمدها البنك المركزي الروسي، حيث أقر خلال العام الجاري أكثر من تخفيض على سعر الفائدة الأساسي، وترافق ذلك مع تخفيض البنوك لسعر الفائدة على قروضها للمواطنين، وبصورة خاصة القروض العقارية.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.