علاجات ناجحة لمرض الفصام

رغم مضاعفاته المتعددة

علاجات ناجحة لمرض الفصام
TT

علاجات ناجحة لمرض الفصام

علاجات ناجحة لمرض الفصام

أثبتت الدراسات الحديثة بأن نسبة تحسن المرضى النفسيين بعد أخذهم العلاجات اللازمة بفترة معينة تصل إلى 80 في المائة وهي نسبة تتجاوز نسبة علاج بعض الأمراض العضوية مثل السرطان والأمراض الروماتيزمية وغيرها. ولا بد أن يرتقي المجتمع بتفكيره في تقبل المريض النفسي والتقليل من الوصمة المحيطة به وبمجتمعه لكي يمكن المساهمة في علاج هذه الفئة من الناس ونحفز ذويهم بإحضارهم إلى المصحات النفسية في الوقت المناسب، وعدم حرمانهم من التمتع بحقهم الطبيعي في الحياة والعلاج، فهم يشكلون في المجتمع نسبة تتجاوز 12 في المائة حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ولم تعد مقبولة تلك الصور النمطية التي رسخها الإعلام من خلال المسلسلات والأفلام التي تظهر المريض النفسي بصورة مقززة بقيامه بحركات مبالغ فيها، وتصور الحياة داخل المصحات النفسية بشكل مخيف يثير الرعب والنفور بهدف تقديم أعلى درجة من الإثارة والانبهار فتركت آثارا سلبية ساهمت في تدعيم النظرة السلبية نحو هذا المريض ومكان علاجه.
- مؤتمر طبي متخصص
وفي هذا الصدد، اختتمت يوم أمس الخميس أعمال «مؤتمر جدة للصحة النفسية» الذي رعاه وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، وأقيم تحت شعار «التكامل والتطلعات في خدمات الصحة النفسية» على مدى ثلاثة أيام. وشارك في المؤتمر متحدثون متخصصون من داخل المملكة وخارجها بمحاضرات شملت مختلف الجوانب المتعلقة بالمريض النفسي، منها، وفقا لتصريح الدكتور نواف الحارثي رئيس المؤتمر ومدير مستشفى الصحة النفسية في جدة: نظام الرعاية النفسية، المرضى النفسيون المزمنون، الطب النفسي الجنائي، العلاج النفسي غير الدوائي، دور العلاج الديني والإرشاد النفسي في المدارس، مستقبل التمريض النفسي، حالات العنف في القطاع الصحي والطب النفسي المجتمعي.
- مضاعفات الفصام
أوضح الدكتور نواف الحارثي أن الفصام مرض دماغي ناجم عن عدم توازن نواقل عصبية معينة في الدماغ، ويحدث هذا الخلل في المناطق المسؤولة عن المعتقدات والمشاعر. والفصام ليس مرضا نادرا، فهو يصيب نحو 1 في المائة من مجموع سكان العالم، ويتفاوت في شدة وتنوع صوره الإكلينيكية. وغالبا ما يبدأ الفصام (الشيزوفرينيا Schizophrenia) في سن تحت العشرين إلى الثلاثين من العمر، ونادرا ما يحدث تحت سن العاشرة، ولا توجد علاقة بين الفصام وانفصام الشخصية، فالفصام مرض ذهاني مزمن وانفصام الشخصية مرض عصابي يوصف بـ«تعدد الشخصية Multi Personality، Double Personality، الذي يبدأ منذ الطفولة، وله سبب سلوكي، يعترف المريض بمرضه ويرتبط عادة بالضغوط النفسية الشديدة.
الفصام ليس مرضا معديا ولا يصيب المخالطين للمريض سواء باللمس أو بأي وسيلة أخرى، وإنما هو مرض عقلي دماغي ينتج عن وجود اختلال كيميائي أو عصبي في أحد أجزاء الدماغ.
ويجب أن يعلم المريض ويقبل حقيقة مرضه، وأن ما يمر به من حالة ذهانية حادة ليس حلما ولا طيفا بل هو مرض يحتاج إلى علاج. ومن المهم أيضا عدم التصادم مع المريض النفسي وعدم معارضته في معتقداته الخاطئة وضلالاته في المرحلة الشديدة والحادة من الأعراض.
وأضاف الدكتور الحارثي أن لمرض الفصام مضاعفات إذا لم يعالج المريض جيدا، فهذا المرض يؤدي إلى تدهور في المستوى السلوكي والاجتماعي والأسري، كما يفقد المريض شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي. ومن المهم أن ننبه إلى أنه لا يعرف عادة: هل هذه المضاعفات هي جزء من المرض أم أنها ناتجة عنه. ومن أشد مضاعفات المرض الانتحار، فهناك 10 إلى 15 في المائة من المرضى يموتون بالانتحار. وفيما دون الانتحار، هناك ظاهرة إيذاء النفس بحرق الجلد بالسجائر أو الجرح بآلة حادة أو قطع جزء من الجسم.
- توجهات حديثة في العلاج
أفاد الدكتور نواف الحارثي أن الفصام مرض يمكن علاجه والتخفيف من آثاره ومضاعفاته ومن معاناة المريض وأسرته. ويهدف العلاج إلى إزالة الأعراض وإعادة تأهيل المريض وعودته إلى وظيفته في الحياة. وفي أغلب الحالات فإن المريض يحتاج للرعاية الطبية لمدة طويلة من الزمن تختلف من شخص لآخر حسب الظروف النفسية والاجتماعية والأسرية المحيطة به. هناك نسبة قليلة من المرضى يصابون بنوبة واحدة أو اثنتين ويمكن بعدها أن يمارس المريض حياته بشكل شبه طبيعي. أما الأغلبية منهم فيظلون يعانون من درجات متفاوتة من الأعراض ما يستوجب العلاج لمدة طويلة حيث إن الفصام مرض مزمن بطبيعته.
وقد حظي الفصام بالنصيب الأكبر من الاهتمام والبحث العلمي وتقدم وسائل العلاج، وهو يعالج أساسا بالأدوية والجلسات النفسية.
وهناك ما يسمى بالأدوية طويلة المفعول، وهي عبارة عن حقن تعطي لأسباب من أهمها عدم انتظام المريض على العلاج بالفم. وهذه الحقن تتكون من نفس محتويات الأدوية المضادة للذهان في قاعدة زيتية تحقن في الوريد وتتوزع في الجسم وتعطي مفعولا بشكل طويل الأمد قد يستمر لشهرين. وتعطي هذه الحقن على فترات يحددها الطبيب المعالج حسب حالة كل مريض وحسب نوع الدواء. ومنها ما يُعطى كل أسبوعين وأخرى تعطى كل شهر.
ويقع الدور الأهم والأقوى في علاج هذا المرض على الأسرة، وذلك بالملاحظة والمتابعة عبر مواعيد الطبيب وإعطاء الأدوية في أوقاتها والاهتمام بالمريض واستقراره داخل عائلته حتى يصل إلى المستوى المطلوب من التحسن، وعادة لا يلاحظ زملاء المريض في العمل أنه يعاني من المرض من الأساس.
- احتياطات وقائية
أولا: إن مفهوم الوقاية من الأمراض العقلية، هو ما يعرف بالعلاج النفسي الوقائي النسبي أو الثانوي، يقتضي الالتزام بعدة أمور من أهمها:
> أخذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون الوقوع في الاضطرابات النفسية، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من خلل ولادي في الجهاز العصبي.
> أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بالاضطرابات العصبية التي يمكن أن تتسبب في مضاعفات فيزيولوجية جسيمة ولا سيما لدى النساء الحوامل اللاتي قد يصبن باضطرابات نفسية تؤثر مباشرة على الجنين.
> أخذ الحيطة والحذر من الانتكاسات في حالات الأمراض العصبية – النفسية.
ثانيا: إن الإجراءات التي يجب اتباعها لكي يحافظ الإنسان على صحته هي ليست حكرا على الأشخاص الأسوياء الذين يتمتعون بصحة جيدة بل هي ضرورية أيضا لذوي الخلفية المرضية. فالفصام، مثلا، يترك آثارا تبقى ندباتها ظاهرة في الشخصية المريضة تؤثر عليه بمرور الزمن.
ولاستئصال هذه الأوبئة المرضية يجب أخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار:
> التصدي للأمراض الوبائية والقضاء عليها.
> التصدي للمخدرات واستئصال آثارها من العقاقير السامة التي انتشرت بين الناس.
> التصدي للتدخين والابتعاد عن مضاره.
> الابتعاد عن المشروبات الكحولية.
> تجنب تناول العقاقير الطبية إلا عند الضرورة وباستشارة الطبيب.
ثالثا: العلاج النفسي الوقائي، الذي تأتي أهميته في التعريف بطرق وأنواع التسمم وما يحدثه من أضرار بشكليه الفردي والعام، التوعية بمصادر العدوى المرضية من أي نوع كان، التنبيه من وقوع الرضات والصدمات النفسية ذات الأثر بعيد المدى، ومراقبة الصحة العقلية سواء في ظروف العمل أو على مستوى معطيات الحياة اليومية. ويجب التنبيه هنا إلى أن بعض الأمراض النفسية والعقلية كالفصام مثلا يمكن أن تعاود الإنسان بعد أن يُشفى منها وذلك في حال تعرض الشخص المريض لصدمة نفسية عابرة أو بسبب إصابته بعدوى مرضية جسمية أو لأي عامل خارجي آخر. هناك خطأ شائع، حتى بين الأطباء غير المتخصصين، وهو تسمية الفصام بمرض (تعدد الشخصيات). أجاب د. نواف الحارثي بأنه لا توجد علاقة بين الاضطرابين، من الوجهة الطبية، فالفصام مرض ذهاني مزمن ومرض تعدد الشخصيات مرض عصابي مؤقت مرتبط بضغط نفسي شديد، كما أن الفصام يعني وجود انشقاق في الوظائف العقلية ولا يعني وجود شخصيتين في مريض واحد كما هو الحال في انفصام الشخصية، والفصام مرض يصيب واحدا في المائة من السكان أما انفصام الشخصية فهو اضطراب نادر الحدوث. وأخيرا... نؤكد على حقوق مريض الفصام مثله مثل بقية المرضى الآخرين، وحتى في الزواج، فمن حقه أن يتزوج ويكون أسرة. وهنا ينبغي إشراك الطبيب المعالج في حال اتخاذ القرار، لأنه سوف يساعد في كيفية تخطي أي مشكلة قد تواجهه كما يقدم النصح للشريك الآخر ولأسرتيهما، ويساعد أيضا في اختيار الوقت المناسب للزواج وهو أن تكون حالة المريض مستقرة. ويفضل ألا تكون العروس مصابة هي الأخرى بالمرض أو يوجد تاريخ أسري لنفس المرض لتجنب الانتقال الوراثي للجينات. وتنطبق هذه النصائح على الجنسين.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن.

صحتك 7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك «الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

«الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

يُعد الحزَّاز المسطح (Lichen Planus) من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة ذات الطبيعة المناعية الذاتية، التي تؤثر في الجلد والأغشية المخاطية

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

علماء يكتشفون كيف يوقف الأسبرين انتشار السرطان

الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
TT

علماء يكتشفون كيف يوقف الأسبرين انتشار السرطان

الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)

يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا كيف يمكن لمسكن الألم زهيد التكلفة؛ الأسبرين، إيقاف انتشار السرطان، وفق ما نشرت شبكة «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».

وأظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات أن العقار يعزز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة المرض.

وقال فريق جامعة كامبريدج إن «هذا الاكتشاف مثير ومفاجئ، وقد يؤدي في النهاية إلى وصف العقار لمرضى السرطان، ولكن ليس بعد»، وينصح الناس بـ«عدم تناول الأقراص من تلقاء أنفسهم».

يأتي تناول «الأسبرين» العادي مع مخاطر، ولا تزال التجارب تحاول معرفة المرضى الأعلى احتمالاً للاستفادة.

وأظهرت بيانات منذ أكثر من عقد من الزمان أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون الأسبرين يومياً كانت فرصتهم للبقاء على قيد الحياة أعلى إذا ما شُخّصت إصابتهم بالسرطان.

ولكن كيف؟

وفق ما وصف التقرير، يبدو أن الأمر يتعلق بـ«لحظة ضعف» بخصوص السرطان، عندما تنفصل خلية واحدة عن الورم الأصلي وتحاول، مثل البذرة في الريح، الانتشار في مكان آخر من الجسم.

تسمى هذه العملية «النقائل»، وهي سبب غالبية الوفيات بسبب السرطان.

إن جزءاً من دفاعاتنا المناعية، وهي خلية دم بيضاء تسمى «الخلية التائية»، قادرة على مهاجمة السرطان المنتشر وتدميره خلال محاولته ترسيخ جذوره.

ولكن الدراسة أظهرت أن جزءاً آخر من دمنا؛ وهو «الصفائح الدموية» التي تتوقف عن النزف عادة، تعمل على قمع «الخلايا التائية» وتجعل من الصعب عليها أن تتخلص من السرطان.

ويعمل الأسبرين على تعطيل «الصفائح الدموية» وإزالة تأثيرها على «الخلايا التائية» حتى تتمكن من مطاردة السرطان.

وقال البروفسور راوول رويشودوري من جامعة كامبريدج: «لقد اكتشفنا أن الأسبرين قد يعمل، على نحو مدهش، على إطلاق العنان لقوة الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة وقتلها».

وباعتقاد رويشودوري، فإن الدواء يعمل بشكل أفضل في حالات السرطان التي تُكتشف في وقت مبكر، ويمكن استخدامه بعد العلاج، من مثل الجراحة، لمساعدة الجهاز المناعي في العثور على أي سرطان قد يكون قد انتشر بالفعل.

هل يجب أن يتناول مرضى السرطان الأسبرين للعلاج؟

السؤال الأكبر طبيعية الذي قد يطرحه أي شخص مصاب بالسرطان هو: هل ينبغي له تناول الأسبرين؟

في هذا المجال، أوضح البروفسور مانجيش ثورات، وهو جراح وباحث في مجال السرطان بجامعة كوين ماري في لندن، أنه «إذا كنت مريضاً بالسرطان، فلا تتسرع بالتوجه إلى الصيدلية لشراء الأسبرين الآن، بل فكر في المشاركة بالتجارب الجارية أو المقبلة».

وقال إن الدراسة قدمت «الحلقة المفقودة من أحجية الصور المقطوعة» لفهم كيفية عمل الأسبرين، ولكن لا تزال هناك أسئلة تحتاج إلى إجابة.

ويمكن أن يسبب الأسبرين نزفاً داخلياً خطيراً؛ ومن ثم السكتات الدماغية، لذا تجب موازنة المخاطر.

كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان التأثير يعمل على جميع أنواع السرطان أم فقط على أنواع محددة، ولا تزال الأبحاث تُجرى على الحيوانات، لذلك؛ في حين يعتقد العلماء أن العلاج بالأسبرين ينطبق على البشر، فإنه الأمر لا يزال بحاجة إلى تأكيد.

ويُنصح بالفعل بإعطاء الأسبرين لبعض المرضى المصابين بـ«متلازمة لينش»، التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

لكن الأمر ما زال يتطلب تجارب سريرية مناسبة وأكبر لفهم ما إذا كان مزيد من المرضى سيستفيدون أيضاً.

هذه التجارب جارية بالفعل. وتقود البروفسورة روث لانغلي، من «وحدة التجارب السريرية» التابعة لـ«مجلس البحوث الطبية» في جامعة لندن، تجربة «أد - أسبرين» لمعرفة ما إذا كان الأسبرين قادراً على منع عودة السرطان في مراحله المبكرة.

وقالت إن نتائج الدراسة كانت «اكتشافاً مهماً» لأنها ستساعد في تحديد «من هم الأعلى احتمالاً للاستفادة من الأسبرين بعد تشخيص الإصابة بالسرطان».

ومع ذلك، حذرت مرة أخرى من مخاطر تناول الأسبرين، ونصحت بالتحدث دائماً إلى الطبيب قبل البدء.

وفي الأمد البعيد، شكك رويشودوري في أن عقاقير جديدة ستطوَّر سوف تأخذ فوائد الأسبرين لكن مع عدد أقل من الآثار الجانبية الخطيرة.

«لحظة اكتشاف»

لقد حدث الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة «نيتشر»، بالصدفة، فلم يكن العلماء يبحثون في تأثير الأسبرين على السرطان. وكان الفريق في «كامبريدج» يحقق في كيفية استجابة الجهاز المناعي للسرطانات عندما تنتشر.

واستخدموا فئراناً معدلة وراثياً، ووجدوا أن تلك التي تفتقر إلى مجموعة محددة من التعليمات الجينية كانت أقل عرضة للإصابة بـ«السرطان النقيلي» الذي ينتشر في جزء جديد بالجسم غير الجزء الأصلي لبداية السرطان.

وكشفت التحقيقات الإضافية عن كيفية قمع تلك «الخلايا التائية»، وبدأ هذا يتداخل مع الطريقة التي يُعرف بها عمل الأسبرين في الجسم.

وقال الدكتور جيه يانغ، الذي أجرى البحث: «لقد كانت لحظة اكتشاف... لقد كان اكتشافاً غير متوقع تماماً؛ مما دفعنا إلى مسار مختلف تماماً من البحث عما توقعناه».