اكتشف باحثون يتتبعون حالات الخرف لدى البالغين في المملكة المتحدة أن لقاح القوباء المنطقية (الهربس النطاقي) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمرض، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
أظهرت البيانات الصحية لأكثر من 280 ألف بالغ أن الأفراد الذين تلقوا لقاح القوباء المنطقية (Zostavax)، كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة على مدى 7 سنوات مقارنة بمن لم يتلقوه.
في الدراسة التي أجرتها كلية ستانفورد للطب، ونُشرت في مجلة «نيتشر»، استفاد الباحثون من حملة التطعيم التي أُطلقت في ويلز عام 2013.
الهربس النطاقي عدوى فيروسية تُسبب طفحاً جلدياً مؤلماً، يُسببه نفس الفيروس المُسبب لجدري الماء. بعد الإصابة بجدري الماء، يبقى الفيروس كامناً، وفي كبار السن أو ذوي المناعة الضعيفة، يُمكن أن يُعيد الفيروس الكامن نشاطه ويُسبب الهربس النطاقي.
حدد برنامج التطعيم، الذي بدأ في سبتمبر (أيلول) 2013، أن أي شخص يبلغ من العمر 79 عاماً يُمكنه الحصول على اللقاح لمدة عام واحد.
ركّز الباحثون تحليلهم على الأشخاص الأقرب إلى الحدّ - بمقارنة الأشخاص الذين بلغوا الثمانين من العمر في الأسبوع السابق مع أولئك الذين بلغوا الثمانين في الأسبوع التالي.
على مدى السنوات السبع التالية، قورنت المجموعتان، وتبيّن أن اللقاح قلّل من حدوث القوباء المنطقية بنحو 37 في المائة على مدى 7 سنوات.
بحلول عام 2020، شُخّص واحد من كل 8 من كبار السن، الذين كانوا في ذلك الوقت يبلغون 86 و87 عاماً، بالخرف. لكن أولئك الذين تلقوا لقاح القوباء المنطقية كانوا أقلّ عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة مقارنة بغير الملقّحين.
دعمت هذه النتيجة النظرية الناشئة القائلة بأن الفيروسات التي تصيب الجهاز العصبي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف، وتشير إلى أن إجراءً وقائياً لهذا المرض الذي يسلب الذاكرة أصبح قريباً.
قال باسكال جيلدستزر، الأستاذ المساعد في الطب والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة: «لقد كان اكتشافاً مذهلاً حقاً. كانت هذه الإشارة الوقائية الهائلة موجودة، بغض النظر عن طريقة النظر إلى البيانات».
أظهرت الدراسة أيضاً أن الحماية من الخرف كانت أكثر وضوحاً لدى النساء منها لدى الرجال، وهو ما اقترحه جيلدستزر لأن النساء لديهن استجابات أجسام مضادة أعلى للتطعيم، وأن الهربس النطاقي أكثر شيوعاً لدى السيدات أيضاً.