مخالفات المرور تطال الراجلين للمرة الأولى في المغرب

أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيدين ومعارضين

مخالفات المرور تطال الراجلين للمرة الأولى في المغرب
TT

مخالفات المرور تطال الراجلين للمرة الأولى في المغرب

مخالفات المرور تطال الراجلين للمرة الأولى في المغرب

أثار قرار فرض غرامة مالية على الراجلين الذين لا يعبرون الطريق عبر الممرات المخصصة لهم جدلاً واسعاً في المغرب منذ الشروع في تنفيذه قبل أسبوعين، في بادرة غير مسبوقة.
وبينما رحبت فئة واسعة من المغاربة بالقانون باعتباره رادعاً ويحد من مظاهر الفوضى العارمة التي تعرفها الشوارع في مختلف المدن المغربية، لقي القرار استغراباً وصل إلى حد السخرية منه في مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنّ الهدف منه هو حماية الراجلين من حوادث المرور والقطع مع أحد أبرز مظاهر «التخلف» التي لا تخطئها العين.
وشرعت شرطة المرور بشكل تدريجي في استخلاص الغرامات من الراجلين المخالفين في عدد من المدن وقيمتها 25 درهما (نحو 2.5 دولار)، نصت عليها إحدى مواد مدونة السير (قانون المرور) الذي جرت المصادقة عليه منذ عام 2010 إلّا أنّها لم تطبق قط، وهو ما دفع الناس إلى الاعتقاد أنّ الأمر يتعلق بقانون جديد ما تسبب في حالة من الغموض التي عبّر عنها كثيرون بسبب جهلهم بوجود مواد تنص على معاقبة الراجلين أسوة بالسائقين.
وذهبت معظم المؤاخذات على أنّه كان يتعين على المسؤولين إطلاق حملة واسعة تخبر المغاربة عبر وسائل الإعلام بقرب تنفيذ القرار حتى لا يفاجأ بهم الناس في الشوارع.
في المقابل، طالب كثيرون بضرورة إصلاح الطرق، ووضع ممرات الراجلين بوضوح عليها قبل بدء تنفيذ القانون، لا سيما أنك قد تفاجأ بغياب تلك الممرات في كثير من الشوارع، إما أنّها تلاشت وإما أنّها لم توضع من الأصل، وفي أحيان أخرى تكون متباعدة جداً وعليك قطع مسافة طويلة لتصل إليها.
كل هذه المؤاخذات تحوّلت إلى مادة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فجرى تداول صور شبان ألصقت على ظهورهم أرقام سيارات، كما تنافس المدونون في نشر تدوينات مضحكة عن القرار ومنها أنّه إذا أردت أن تسلم من دفع قيمة المخالفة عليك أن تركب سيارة أجرة لتوصلك إلى أقرب ممر للراجلين. فيما نصح آخرون تلاميذ المدارس بأن لا يغادروا منازلهم قبل أن يطلبوا من أمهاتهم منحهم 50 درهماً لأداء ثمن المخالفة ذهابا وإيابا.
وكتب أحد المدونين أن «الممرات الخاصة بالراجلين في شوارع الدار البيضاء تركن بها السيارات الفارهة وأمام أعين شرطة المرور ولا أحد يجرؤ على تطبيق القانون ضدهم، ابدءوا بتحرير الممرات أولا ثم طبقوا القانون على الكل من دون استثناء وسنتقبل بعد ذلك أي مخالفة على الراجلين».
وبعيدا عن ما نقلته مواقع التواصل الاجتماعي، قالت شرطية مرور بولاية أمن الرباط، إن تطبيق شرطة المرور للقانون المتعلق بعبور الراجلين لقارعة الطريق يهدف إلى حماية هذه الفئة من مستعملي الطريق من مخاطر حوادث السير، مؤكدة على أن القانون يتوخى تغليب الحماية لهذه الفئة من مستعملي الطريق على الزجر.
وأوضحت المسؤولة الأمنية، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أنّ هذه الحماية تأتي عبر ثلاث نقط، تتمثل في زجر سائقي المركبات الذين لا يحترمون الممرات المخصصة للراجلين أو الذين يوقفون عرباتهم فوقها، موضحة أنّ هؤلاء تُطبق في حقهم مخالفة من الدرجة الثانية قيمتها 300 درهم (30 دولارا) عند الأداء الفوري أو إيداع المركبة في المستودع المخصص لذلك.
وأضافت أنّ هذه الحماية تهم أيضا، توعية الراجلين من خلال الوجود معهم في الشارع العام طوال السنة، عن طريق تنظيم حملات بهدف المساهمة في ترسيخ مبدأ حماية الراجلين ومساعدتهم على استعمال الممر الخاص بهم.
وتهم النقطة الثالثة، حسب المسؤولة ذاتها، الجانب الزجري بالنسبة للراجلين الذين لا يحترمون المسلك الخاص بهم، بحيث تطبق في حقهم مقتضيات المادة 187 من مدونة السير، وهي عبارة عن أداء غرامة مالية تتراوح بين 20 و50 درهماً، غير أن هذه الغرامات قد تكون موضوع مصالحة، وتتم بأداء غرامة تصالحية وجزافية يحدد مبلغها في 25 درهما.
يذكر أنّه من بين الالتزامات التي تقع على الراجلين المنصوص عليها أيضا في المادة، 94 من مدونة السير، التي تلزم الراجل التقيد بقواعد السير الخاصة المحددة بهذا القانون، عندما يجتاز قارعة الطريق من غير الممر الخاص به، على الرغم من وجوده على مسافة تقل عن 50 مترا، أو عندما يجتازه بطريقة تعرضه أو تعرض الغير لحوادث مرورية، كما تنص هذه المادة على أنّه «يجب على كل راجل عند استعماله الطريق العمومية، أن يتّخذ الاحتياطيات اللازمة لتجنب كل خطر سواء على نفسه أو على الغير، والتقيد بقواعد السير الخاصة المتعلقة به، والمحددة بهذا القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه، والامتناع عن كل عمل يمكن أن يلحق ضررا ببيئة الطريق».
أمّا المخالفات التي يرتكبها الراجل، وتستوجب الغرامة، فقد نصت عليها المواد من 116 إلى 129 من المرسوم القاضي بتطبيق مدونة السير، التي تلزم الراجل «باستعمال الممرات الخاصة به عند وجودها على أقل من 50 مترا، وفي التقاطعات التي لا توجد فيها ممرات مخصصة له، يجب عليه أن يسلك الطريق من وسط القارعة المحاذي لطول الطوار».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».