السودان: مخاوف من ارتفاعات في الأسعار بنسبة 300 %

تحريك الدولار الجمركي

TT

السودان: مخاوف من ارتفاعات في الأسعار بنسبة 300 %

ارتفعت التكهنات في مجتمع الأعمال السوداني بزيادات قد تصل إلى 300 في المائة في قيمة الدولار الجمركي، من 6.9 حالياً إلى 18 جنيهاً، وسادت حالة من الخوف من بلوغ مرحلة الركود.
وتأتي هذه المخاوف بعد الموافقة على مشروع موازنة عام 2018 من مجلس الوزراء، وسط توقعات بموافقة البرلمان عليها، بما تتضمنه من مقترح رفع الدولار الجمركي.
ونقلت وسائل إعلام محلية أمس، عن مصادر، أن هناك اتجاهاً لرفع سعر الدولار الجمركي وموافقة القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء على الاقتراح، إلا أنه يجد معارضة كبيرة من بعض المسؤولين الاقتصاديين والقطاع الخاص، لما سيحدثه من حالة ارتباك في عمليات الاستيراد والتصدير، فضلاً عن ارتفاع الأسعار الحاد المتوقع.
وحذرت الغرفة القومية للمستوردين السودانيين في بيان أصدرته أمس، «من تنفيذ مقترح زيادة الدولار الجمركي إلى 18 جنيهاً»، ووصفته «بالخطير على الاقتصاد لجهة أن الزيادة كبيرة جداً وتصل إلى 300 في المائة». وتوقعت الغرفة حدوث ركود في الأسواق، وقطعت بأن هذه السياسة «ستؤدي لارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية والضرورية وسلع الكماليات».
وقال مالك جعفر رئيس غرف المستوردين باتحاد الغرف التجارية في البيان الصحافي، إن «الخطوة خطيرة، لتأثيرها المباشر على الإنتاج والقوى الشرائية»، مبيناً أن زيادة سعر الدولار الجمركي المرتقبة تعتبر زيادة كبيرة، وستنعكس على كل المواد والسلع المستوردة ومدخلات الإنتاج.
ونبه البيان إلى ضرورة إخضاعها للدراسة المستفيضة، داعياً لعدم التسرع في اتخاذ القرار، مستنكراً عدم استشارتهم كمستوردين في اتخاذ مثل هذه القرارات، التي وصفها البيان بـ«الكارثية».
وبين البيان أن سعر 18 جنيهاً للدولار الجمركي يسبب إشكالية في تكلفة الاستيراد، ما سيتسبب في شلل التجارة الخارجية سواء استيراداً أو تصديراً، داعياً إلى محاصرة سعر الصرف للجنيه السوداني مقابل الدولار، بحزمة من السياسات النقدية، بجانب الجدية في تنفيذ الإجراءات الأخيرة لمحاصرة الدولار.
ونبهت غرفة المستوردين في بيانها إلى إمكانية إحجام عدد من المستوردين في حالة التطبيق، على أن يغذي ذلك تشجيع الاستيراد غير المقنن، مؤكدة أهمية ترشيد الاستيراد.
وأوقف السودان بداية الشهر الحالي، وضمن خطواته لإعادة التوازن الاقتصادي وخفض عجزه التجاري، استيراد نحو 19 سلعة.



النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
TT

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في أسابيع وسط جني المستثمرين الأرباح مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في وقت لاحق من الأسبوع، للحصول على دلالات حول الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة.

لكنَّ التراجع ظل محدوداً وسط مخاوف من تعطل الإمدادات في حالة فرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على الموردَين الرئيسيَّين، روسيا وإيران.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتاً أو 0.4 في المائة إلى 74.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عند التسوية يوم الجمعة.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 70.93 دولار للبرميل بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى عند التسوية منذ السابع من نوفمبر.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي جي»، وفق «رويترز»: «بعد الارتفاع الأسبوع الماضي 6 في المائة ومع اتجاه النفط الخام إلى تسجيل أعلى مستوى من نطاق الارتفاعات المسجلة في الآونة الأخيرة من المرجَّح أن نشهد بعض عمليات جني الأرباح».

وأضاف أن أسعار النفط تلقت دعماً من العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي الأسبوع الماضي، وتوقعات بتشديد العقوبات على الإمدادات الإيرانية.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، لـ«رويترز»، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات إضافية على ناقلات نفط «الأسطول المظلم» التي تستخدم أساليب الإخفاء لتفادي العقوبات، ولن تستبعد فرض عقوبات على البنوك الصينية مع سعيها لخفض عائدات روسيا من النفط والإمدادات الأجنبية التي تدعم موسكو في الحرب في أوكرانيا.

وتتسبب العقوبات الأميركية الجديدة على الكيانات المتعاملة في النفط الإيراني بالفعل في ارتفاع أسعار الخام المبيع للصين إلى أعلى مستويات منذ سنوات. ومن المتوقع أن تزيد الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترمب الضغوط على إيران.

وقال سيكامور إن أسعار النفط تلقت دعماً أيضاً من تخفيضات أسعار الفائدة الرئيسية للبنوك المركزية في كندا وأوروبا وسويسرا الأسبوع الماضي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول)، وسيقدم أيضاً نظرة محدَّثة عن مدى الخفض الذي يفكر فيه مسؤولو البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة في عام 2025 وربما حتى عام 2026. ويمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.