ورشة في مكتبة الإسكندرية لتشجيع الطلاب على صناعة الأفلام الوثائقية

نظمها مركز «الأنشطة الفرنكوفونية» بالتعاون مع جهات دولية

الطالبات المشاركات في الورشة
الطالبات المشاركات في الورشة
TT

ورشة في مكتبة الإسكندرية لتشجيع الطلاب على صناعة الأفلام الوثائقية

الطالبات المشاركات في الورشة
الطالبات المشاركات في الورشة

نظم مركز «الأنشطة الفرنكوفونية» التابع لمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع «الجائزة الدولية المتوسطية للفيلم الوثائقي والتحقيق المصوَّر(PriMed)»، والمركز المتوسطي للاتصال المرئي (CMCA)، ورشة تعليمية متخصصة في النقد السينمائي وكيفية كتابة النصوص النقدية للأفلام بجانب التعرف على عناصر الفيلم الوثائقي وأهميته، لطلاب مدينة الإسكندرية (شمال القاهرة). وأقام المركز أيضا يوماً لأفلام السينما المتوسطية، الذي عُرضت خلاله ثلاثة أفلام وثائقية ذات بُعد تثقيفي وتربوي، وكان الهدف من عرضها تعليم الطلاب أسس النقد السينمائي.
وشارك في ورشة العمل 33 طالبة من مدارس سانت جان أنتيد، وجيرار، والمدرسة الفرنسية (ميسيون لاييك) بالإسكندرية، وبحضور لجنة تحكيم مكونة من الإعلامية هالة الماوي، والناقدة السينمائية هالة جلال، والدكتورة مروة الصحن، مدير مركز الأنشطة الفرنكوفونية بمكتبة الإسكندرية.
يشار إلى أن الطالبة لارا عبد الباقي، من مدرسة جيرار بالإسكندرية، والطالبة رومينا ميشيل، من مدرسة سانت جان أنتيد بالإسكندرية، قد فازتا بمنحة حضور فعاليات مهرجان الأفلام الوثائقية الذي عُقد في مدينة مرسيليا بفرنسا، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعنوان «مهرجان البحر المتوسط بالصور». ووفقا لمسؤولي المركز فإن فكرة هذا الأنشطة الطلابية الخاصة بالسينما، تسهم في تعزيز الاهتمام بقيمة الأفلام الوثائقية، وحث الأجيال الجديدة على متابعتها، والاهتمام بالرسائل التي تتبناها وتبثها، بهدف الاطلاع على ثقافات الدول الأخرى، واكتساب مهارات للعمل في مجال السينما، والتعامل مع المواد السمعية والبصرية؛ لتمكين الجيل الجديد من العمل بهذا المجال مستقبلاً.
من جانب آخر استضافت ديوانية الشعر العربي بمكتبة الإسكندرية، لأول مرة الشاعرة السعودية، بديعة داود كشغري، التي أصدرت خمسة دواوين شعرية هي «الرمل إذا أزهر» في بيروت سنة 1994. وديوان «مسرى الروح والزمن» بيروت 1997. و«شيء من طقوسي» بيروت 2001. و«على شواطئ من دمانا» القاهرة 2003. و«لست وحيداً يا وطني» 2009. ولها أيضاً أعمال مترجمة ومشاركات ثقافية متعددة داخل السعودية وخارجها. ولدت كشغري في الطائف وحصلت على شهادة البكالوريوس في أدب اللغة الإنجليزية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة سنة 1977، واشتغلت بالتدريس في الطائف وجدة. كما تشارك في الأمسية أيضاً، الشاعرة المصرية هاجر عمر؛ وهي شاعرة تعمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ولها الكثير من المشاركات الشعرية في مصر وخارجها.
ويشهد مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية، احتفالاً بالدورة الثالثة لمهرجان الأفلام العلمية لعام 2017، تحت شعار «مرحباً في عصر البشر، عصر الزراعة والتجارة والنقل والصناعة»، والذي يأتي بالتعاون مع كل من معهد جوته بالإسكندرية، وكاريتاس مصر، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وآيس أليكس وWESC وYouthinkgreen وجمعية رؤية.
وتتناول الاحتفالية عدداً من العروض والأنشطة والألعاب والتجارب العلمية لطلبة المدارس بالإسكندرية، كما تنظم برنامجاً خاصاً لطلاب الجامعات يتناول عرضاً حول الفيلسوف الألماني غوتفريد لايبنتز بعنوان «غوتفريد فيلهيلم لايبنتز - آخر عباقرة العالم»، وسوف يصاحبه مناقشات حول التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
ومهرجان الأفلام العلمية، عبارة عن احتفالية خاصة بتواصل العلوم، حيث يتمتع بمكانة فريدة في جنوب شرقي آسيا، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويتم تنظيمه بالتعاون مع شركاء محليين على تشجيع المعرفة العلمية، ويهيئ وعياً بالقضايا العلمية والتكنولوجية والبيئية المعاصرة من خلال المحتوى السينمائي والتلفزيوني. كما يقدم أفلاماً تتناول موضوعات تكنولوجية وعلمية بطريقة سهلة وممتعة للجمهور العريض من الناس، كذلك تثبت اختيارات المهرجان من الأفلام أن العلم يمكن أن يتم إيصاله للجماهير بطريقة تعليمية ومسلية.


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».