لبنان يكتسي بالبرتقالي ويوزع الشرائط البيضاء ويغني

بمناسبة حملة «16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة»

القصر الجمهوري في بعبدا باللون البرتقالي
القصر الجمهوري في بعبدا باللون البرتقالي
TT

لبنان يكتسي بالبرتقالي ويوزع الشرائط البيضاء ويغني

القصر الجمهوري في بعبدا باللون البرتقالي
القصر الجمهوري في بعبدا باللون البرتقالي

يشهد لبنان بمؤسساته الرسمية والخاصة برامج ونشاطات توعوية مختلفة تضامناً مع حملة «الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة»، التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة في العالم أجمع. وقد اتخذت من عبارة «لونوا العالم بالبرتقالي: اقضوا على العنف ضد النساء والفتيات» شعاراً لها. وتهدف هذه الحملة إلى القضاء على هذه المشكلة مع حلول عام 2030.
وخص مكتب الأمم المتحدة في بيروت اللبنانيين وعبر صفحته الإلكترونية الرسمية (فيسبوك) من خلال نشره فيلماً متحركاً قصيراً من النوع التوعوي، يصور امرأة تتجول في حقل تعصف به الرياح مرفقاً بمعلومات عن نسبة النساء التي تتعرض للعنف في لبنان. وأظهر هذا الفيلم أنّ أكثر أنواع العنف شيوعاً ضد المرأة هو الجسدي، بحيث تبلغ نسبته 40 في المائة، مشيراً إلى أن 76 في المائة من حالات العنف المبنية على النوع الاجتماعي تحصل في المنزل. كما أورد أن 47 في المائة من اللاجئات السوريات في بعض مناطق البقاع تزوجن قبل بلوغهن 18 عاماً.
وشمل هذا التقرير المصور بطريقة بسيطة ولافتة موضوع البطالة لدى النساء اللبنانيات، فبين أن نسبتها تصل بينهن إلى نحو 11 في المائة، لافتاً إلى أن نسبة الأراضي التي تشغلها النساء هي 4 في المائة. كما أشار إلى أن هذا النوع من العنف (الاجتماعي) هو بمثابة مشكلة أساسية تؤثر على كل جوانب حياتنا.
ويخلص الفيلم الذي تتغير مشاهده من معلومة إلى أخرى مستعيناً بصور ترمز إلى المواضيع التي يتناولها إلى تقديم الحلول لإنهاء هذه المشكلة، من خلال تحسين النظام الصحي وإشراك الرجال والفتيان في مسألة تعزيز المساواة بين الجنسين، وكذلك دعم سبل العيش وزيادة الأمن الغذائي وتحسين رفاهية وتعليم الأطفال وخلق فرص لمشاركة النساء في الدورة الاقتصادية والحياة العامة. ولتنهي هذا الفيلم ومدته دقيقة واحدة بعبارة تقول: «دعونا نضع حداً للعنف القائم على النوع الاجتماعي في لبنان». ومن النشاطات التي سيشهدها لبنان في هذه المناسبة تنفيذ جلسات توعية حول العنف الأسري وقانون حماية النّساء من العنف في مختلف المناطق اللبنانية تنظمها جمعية «كفى» (تعنى بملف العنف الممارس ضد المرأة)، وتختتمها في 7 و8 و9 ديسمبر (كانون الأول)، بحملة لتوزيع «شريط أبيض» في 5 جامعات في لبنان (اللبنانية الأميركية والأميركية والبلمند وهايغازيان واللبنانية في زحلة)، حيث ينظّم عدد من الطلاب أنشطة تؤكد رسالة «العنف مش بالقوة». كما ستوزّع الآلاف من المطويات الإعلانية الخاصة بالحملة في مختلف المناطق اللبنانية وفي المخيمات الفلسطينية ودائماً بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الشريكة في التحالف الوطني والمؤسسات الكشفية. وستطلق الجمعية بالمناسبة أغنيتين بصوت الفنان نقولا نخلة سعادة تتناول موضوع الحد من العنف ضد المرأة.
وكان القصر الجمهوري في بعبدا قد أضيء في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالبرتقالي تضامناً مع برنامج «16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة». وتجدر الإشارة إلى أن تقرير التنمية البشرية في عام 2015، صنّف لبنان في المرتبة 78 من أصل 188 في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين. كما أن غالبية القوى السياسية تعارض تخصيص حصة للنساء في الانتخابات، وبالتالي فإنّ تمثيل المرأة في البرلمان منخفضٌ جداً. وتشير هذه الحقائق والأرقام في مختلف القطاعات إلى أن الطريق لا تزال طويلة أمام لبنان من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023 معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العنف يشمل الضرب من قبل أفراد الأسرة والتعرض للترهيب في المدرسة (أ.ف.ب)

يومياً... 3 من بين كل 5 أطفال يتعرضون للعنف الأسري

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الخميس)، أن هناك مئات الملايين من الأطفال، وفي سنِّ المراهقة بأنحاء العالم يواجهون العنف يومياً في منازلهم ومدارسهم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية نساء يرفعن لافتات تطالب ابلعودة إلى اتفاقية إسطنبول لمنع العنف ضد المرأة في مظاهرة في إسطنبول (إعلام تركي)

تركيا تحجب منصة «ديسكورد» بعد الإشادة بجريمة قتل بشعة لشابتين

حجبت السلطات التركية الوصول إلى منصة الدردشة الأميركية «ديسكورد»، بعد انتقادات شديدة بسبب تعبير مستخدمين لها عن فرحتهم بجريمة قتل مزدوجة ارتكبها شاب في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».