المشهد من داخل صنعاء

عناصر ميليشيا الحوثي يختبئون من نيران قوات صالح خلال الاشتباكات في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر ميليشيا الحوثي يختبئون من نيران قوات صالح خلال الاشتباكات في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

المشهد من داخل صنعاء

عناصر ميليشيا الحوثي يختبئون من نيران قوات صالح خلال الاشتباكات في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر ميليشيا الحوثي يختبئون من نيران قوات صالح خلال الاشتباكات في صنعاء (أ.ف.ب)

اشتدت اليوم (السبت)، المواجهات بين أتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية في صنعاء.
وقالت مصادر من داخل صنعاء، إن «المواجهات امتدت من الواحدة فجراً بين أتباع صالح والحوثيين إلى دار سلم والحثيلي وشارع خولان»، مشيرة إلى أن «الاشتباكات لا زالت حامية ومستمرة».
وأدت المواجهات إلى سقوط ثلاثة قيادات حوثية وهم حمزة يحيى المختار والقيادي علي خريم والقيادي عبدالله بن سالم الشريف.
وأضافت المصادر أنه «نتج عن الاشتباكات قتل عاقل الفوارس بمديرية أزال أمانة العاصمة الشيخ منصور الناهمي، وأثار قتله عامة المواطنين كونه لم يقف مع أحد من الأطراف».
وأشارت إلى أن «ثلاثة وساطات فاشلة حاولت أن تتدخل بين صالح والحوثيين ولم تستطع السيطرة على الوضع أو الوصول إلى أي تهدئة»
وبحسب المصادر، فإن القبائل بدأت تتحرك لتعزيز موقف صالح، مردفة أنه إلى الآن بعض مشايخ وأفراد من خولان وسنحان فقط مسيطرين على بوابة صنعاء الجنوبية.
‏وبدأ الرأي العام الذي يقف مع المؤتمر وصالح ضد الحوثيين، يردد شعار «لا للحوثي بعد اليوم».
‏‏وذكرت أنباء بأن «أتباع صالح سيطروا قبل أربع ساعات على أحد مقرات الحوثيين بالحي السياسي في عمارة الروحاني، جوار مدرسة ابن ماجد"، كما يسيطروا على دار الرئاسة والنهدين، وكذلك على مواقع عسكرية كانت بيد الحوثي، وتم طردهم من الحرس الجمهوري وقوات طارق صالح».
‏وأفادت المصادر أن الحوثيين قاموا بإنزال 4 دبابات إلى شوارع حده لتخويف العامة في العاصمة، واتجهت للحي الدبلوماسي لكنها لم تستطيع الدخول.
إلى ذلك، تمكنت قوات حزب المؤتمر من السيطرة على مقر وزارة الداخلية ومعسكر النجدة شمال صنعاء، وكانت قد أعلنت صباح اليوم (السبت) سيطرتها على مطار صنعاء ومقر وزارة الدفاع ومبنى التلفزيون.
وحاصرت قوات المؤتمر القيادي الحوثي صالح الصماد في القصر الجمهوري، وطردت الحوثيين من سفارات السعودية والإمارات والسودان، فيما قطعت القوات طرق الإمداد على الحوثيين في إب وذمار وعمران.
وفي كلمة متلفزة، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح جميع الشعب اليمني للتحرك في كل المحافظات ضد العناصر الحوثية التي تعبث بالبلاد منذ ثلاث سنوات.
وأضاف صالح إن الحوثيين واصلوا إرهاب المدنيين في صنعاء، وبادروا بأفعال عدوانية سافرة، وواصلوا ممارساتهم الاستفزازية ضد المواطنين، كما اقتحموا مسجد الصالح مدججين بالأسلحة، وقاموا بعدوان سافر على حزب المؤتمر، وداهموا مساكن ومقار قيادات المؤتمر، وإنهم زجوا بالأطفال في حربهم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.