المتحف المصري بالقاهرة يحتفي بعامه الـ115

عرض 86 قطعة أثرية استخدمت في تأسيسه

قناع ذهبي للملك «توت عنخ آمون» في المتحف المصري بالقاهرة معروضاً في ذكرى الاحتفال السنوي الـ115 لافتتاحه (أ.ف.ب)
قناع ذهبي للملك «توت عنخ آمون» في المتحف المصري بالقاهرة معروضاً في ذكرى الاحتفال السنوي الـ115 لافتتاحه (أ.ف.ب)
TT

المتحف المصري بالقاهرة يحتفي بعامه الـ115

قناع ذهبي للملك «توت عنخ آمون» في المتحف المصري بالقاهرة معروضاً في ذكرى الاحتفال السنوي الـ115 لافتتاحه (أ.ف.ب)
قناع ذهبي للملك «توت عنخ آمون» في المتحف المصري بالقاهرة معروضاً في ذكرى الاحتفال السنوي الـ115 لافتتاحه (أ.ف.ب)

احتفى المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة القاهرة بالذكرى الـ115 لافتتاحه عام 1902. وفي احتفالية عالمية بحضور وزراء وسفراء دول أجنبية وأعضاء من البرلمان وعدد من الأثريين، تم عرض مجموعة من الميداليات التذكارية الخاصة بتخليد ذكرى تأسيس المتحف، وبعض الخرائط والوثائق والصور التي تحكى مراحل بنائه. كما عرضت بعض القطع الأثرية التي أعادتها إمارة الشارقة إلى مصر أوائل الشهر الحالي؛ ومنها: تماثيل ولوحات جنائزية ومومياء من العصر الروماني عليها قناع مذهّب من الكارتوناج. وافتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، على هامش الاحتفالية ليلة أول من أمس، معرضاً يضم 86 قطعة أثرية لبعض الأدوات التي تم استخدامها في وضع حجر أساس المتحف المصري، منها قطعة من الخشب المطعّم بالفضة، و«مَسْطِرِين» وجاكوش، والدواة والريشة التي تم التوقيع بها على وثيقة بناء المتحف، بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية الخاصة بتخليد ذكرى تأسيس المتحف المصري، وبعض الخرائط والوثائق والصور التي تحكي مراحل بنائه.
ويعد المتحف المصري أول مبنى يصمم بصفته متحفا، ويضم مجموعات أثرية تعد ثروة إنسانية هائلة لا نظير لها في العالم. وكان الخديوي عباس حلمي الثاني قد وضع حجر أساس المتحف المصري القديم عام 1897 قبل 3 سنوات من انتهاء المهندس الفرنسي مارسيل دورونو من وضع تصميمه على الطراز الكلاسيكي. ويحتوي على أكبر مجموعة من آثار مصر القديمة، على رأسها مجموعة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، كما يضم عدداً هائلاً من الآثار منذ عصور ما قبل التاريخ؛ منها تماثيل: زوسر، وخوفو، وخفرع، ومنكاورع، وبعض الآثار اليونانية والرومانية. وقالت مصادر أثرية إن «المتحف المصري القديم، بموقعه الحالي المطل على نهر النيل، يعد أكبر وأول متحف في العالم يضم كنوز الحضارة الفرعونية، وقد أنشئ خصيصا ليكون متحفاً، عكس متاحف أوروباً التي كانت في الأصل قصوراً أو بيوتاً للأمراء». ويضم المتحف مقتنيات الملك «توت عنخ آمون» ومقتنيات من عصر الدول: القديمة والوسطى والحديثة، فضلاً عن مقتنيات تعود للأسرة الـ21 وحتى دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر، بالإضافة إلى التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والجداريات. وأكد العناني في كلمته خلال الاحتفالية، أنه «لا داعي للقلق ممن يتخوف على مستقبل المتحف المصري بعد نقل بعض القطع الأثرية للمتحف الكبير... فالمتحف المصري لن يموت، وهناك كثير من القطع الجديدة التي سيتم عرضها بسيناريو عرض جديد»، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن كشف أثرى جديد غرب الأقصر بجنوب مصر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ هو مقبرتان جديدتان؛ إحداهما تحتوي على جدار مذهّب، إلى جانب افتتاح «قدس الأقداس» بمعبد حتشبسوت بالدير البحري بعد الانتهاء من مشروع تطويره. وخلال الاحتفالية جذبت مومياء من العصر الروماني عليها قناع مذهّب من الكارتوناج، اكتشفت منذ أيام في منطقة دير البنات بالفيوم، أنظار الحضور.
وأكدت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، أنه «آن الأوان لأن يرى العالم مدى قدرة مصر في الحفاظ على التراث والحضارة». ويتميز المتحف ببهوه الكبير ونوافذه الزجاجية التي تنفذ من خلالها أشعة الشمس لتنير داخل المتحف بإضاءة ذاتية، فضلاً عن عمارته الداخلية التي تتميز بالأعمدة ذات الطابع الفرعوني. إلهام صلاح الدين، رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار، قالت إن فعاليات الاحتفال هذا العام تتضمن قيام المسؤولين بالمتحف بمصاحبة الزائرين لتقديم الشرح لأهم المقتنيات الأثرية النادرة، والتوعية الأثرية والثقافية بقيمة المتحف التاريخية، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «احتفال هذا العام وجه رسالة للعالم أجمع بضرورة زيارة معالم مصر الأثرية والتاريخية، والتأكيد على توافر الأمن والأمان في مدن مصر الأثرية والسياحية».
من جانبها، قالت صباح عبد الرازق، المديرة العامة للمتحف المصري، إن «أهمية المتحف ترجع إلى أنه أول مبنى صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفة المتحف، إلى جانب ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية مهمة تعد ثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل لها في العالم». يذكر أن تاريخ المتحف المصري يمتد إلى ما قبل وضع حجر الأساس له قرب نهاية القرن التاسع عشر؛ حيث أمر محمد علي باشا عام 1835 بنقل الآثار القيمة إلى بيت صغير بالقرب من بركة الأزبكية بالقاهرة خصص أيضا لتسجيل الآثار في أعقاب الطموحات الكبرى التي تلت فك رموز حجر رشيد.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.