المركزي المصري يثبت أسعار الفائدة ومجتمع الأعمال يترقب انخفاضها

TT

المركزي المصري يثبت أسعار الفائدة ومجتمع الأعمال يترقب انخفاضها

أبقى البنك المركزي المصري أمس أسعار الفائدة الرئيسية بلا تغيير، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الانخفاضات في التضخم لتبرير تعديل سياسات الفائدة. وقررت لجنة السياسات النقدية في اجتماعها أول من أمس الإبقاء على سعر الفائدة على الإيداع لليلة واحدة بلا تغيير عند 18.75 في المائة وسعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة عند 19.75 في المائة. ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016 بمعدل 700 نقطة أساس، لكبح الآثار التضخمية لحزمة الإجراءات الإصلاحية التي تطبقها الحكومة للسيطرة على العجز المالي والقضاء على السوق الموازية للعملة، لكن ارتفاع تكاليف الإقراض أثر سلبا على نشاط القطاع الخاص.
وساهم التحرير الكامل للعملة المحلية وفقدانها لأكثر من نصف قيمتها خلال الربع الأخير من 2016 في ارتفاع تكاليف الإنتاج في مصر، وزاد من تلك التكاليف أيضا الإجراءات الإصلاحية الهادفة لتقليص نفقات دعم الطاقة، التي طُبقت خلال العامين الماضي والجاري. وأوصلت السياسات الإصلاحية معدلات التضخم في مصر، خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، إلى أعلى مستوياتها منذ الثمانينات. وسعى المركزي لاستهداف هذا التضخم عبر رفع الفائدة، الذي شجع البنوك المحلية على إصدار شهادات استثمار بعائد مرتفع امتصت قدرا من السيولة المتاحة لدى الأفراد والمؤسسات. ومع تراجع التضخم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تترقب الأسواق تحركا من المركزي لخفض الفائدة، لكن معدل التضخم ظل فوق مستوى الـ30 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يدفع المركزي للتريث في التحرك صوب توجيه السوق لطرح أسعار أقل للإيداع والإقراض.
وتوقع تسعة من عشرة خبراء اقتصاديين، استطلعت «رويترز» آراءهم قبل الاجتماع الأخير للجنة السياسات النقدية، أن يبقي المركزي هذا الشهر على أسعار الفائدة، لكنهم رجحوا أن تنخفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
وقال هاني فرحات كبير الخبراء الاقتصاديين لدى «سي.آي كابيتال» لـ«رويترز»: «نتوقع أن يخفضها(أسعار الفائدة) بمقدار واحد في المائة في اجتماع الشهر القادم، وبعد أن تهبط أرقام التضخم للشهر الحالي إلى أقل قليلا من 30 في المائة في أعقاب تعديل التأثير الأساسي». ويرجح وزير المالية المصري أن يتراجع معدل التضخم إلى أقل من 15 في المائة بحلول يونيو (حزيران) 2018، بينما يتوقع البنك المركزي أن يصل إلى 13 في المائة في النصف الثاني من العام القادم.
وقال أنجوس بلير، رئيس أنشطة الأعمال والتوقعات الاقتصادية لدى مركز أبحاث سيجنت لـ«رويترز» إن نشاط القطاع الخاص لحق به ضرر بسبب أسعار الفائدة المرتفعة.
وتظهر أحدث بيانات للبنك المركزي أن إجمالي أرصدة القروض المقدمة من البنوك (بخلاف البنك المركزي) للقطاعات غير الحكومية بالعملة المحلية سجل أول انخفاض له هذا العام في يوليو (تموز) الماضي عند 715.4 مليار جنيه، مقابل 716.8 مليار في يونيو، وهو الشهر الذي شهد زيادة في أسعار الفائدة. ولكن أرصدة الإقراض عادت إلى الارتفاع في أغسطس (آب) إلى 722.1 مليار جنيه. ومنذ أن تولى محافظ البنك المركزي المصري الحالي، طارق عامر، رئاسة البنك، في 27 نوفمبر 2015، أصدر البنك ستة قرارات بزيادة الفائدة، في ظل الضغوط التضخمية المحيطة باقتصاد البلاد مع تخارج الحكومة من سياسات الدعم وتذبذب العملة المحلية أمام الدولار.
وبعد نحو شهر واحد من توليه رئاسة البنك رفعت لجنة السياسات النقدية أسعار الفائدة 50 نقطة أساس على الإيداع إلى 9.25 في المائة وعلى الإقراض لتصل إلى 10.25 في المائة. وكانت آخر زيادة في الفائدة في يوليو الماضي، وهو بداية العام المالي الذي طبقت فيه الحكومة زيادة جديدة في أسعار الطاقة وضريبة القيمة المضافة، لتصعد أسعار الفائدة 200 نقطة أساس إلى 18.75 في المائة على الإيداع و19.75 في المائة على الإقراض.


مقالات ذات صلة

القطاع الخاص المصري يبقى في منطقة النمو خلال فبراير

الاقتصاد بنايات جديدة وتحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

القطاع الخاص المصري يبقى في منطقة النمو خلال فبراير

حافظ القطاع الخاص غير النفطي بمصر على البقاء في منطقة النمو خلال شهر فبراير الماضي وفق مؤشر مديري المشتريات الصادر عن «إس آند بي غلوبال» الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري وسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

قفزة في صافي الأصول الأجنبية لمصر خلال يناير

أظهرت بيانات للبنك المركزي المصري أن صافي الأصول الأجنبية لدى البلاد قفز 2.74 مليار دولار في يناير (كانون الثاني)، بدعم من بيع سندات مقومة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

30 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 2024

أعلن البنك المركزي المصري ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال العام الماضي، بنسبة 51.3 في المائة، إلى نحو 29.6 مليار دولار.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في القاهرة (الشرق الأوسط)

البنك المركزي المصري يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السابعة

أبقى البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة ثابتة للمرة السابعة على التوالي خلال اجتماعه الأول في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منظر جوي لحركة المرور والمباني في القاهرة (رويترز)

تراجع‭ ‬طفيف للتضخم السنوي في المدن المصرية في يناير

تراجع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 24 في المائة في يناير (كانون الثاني) على أساس سنوي من 24.1 في ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

النفط يتراجع وسط قلق من تأثير حرب الرسوم على الاقتصاد العالمي

مصفاة نفط في ماكفيرسون بكانساس (أ.ب)
مصفاة نفط في ماكفيرسون بكانساس (أ.ب)
TT

النفط يتراجع وسط قلق من تأثير حرب الرسوم على الاقتصاد العالمي

مصفاة نفط في ماكفيرسون بكانساس (أ.ب)
مصفاة نفط في ماكفيرسون بكانساس (أ.ب)

تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد ارتفاعها في اليوم السابق؛ حيث طغت المخاوف من تأثير حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة على المعنويات الإيجابية الناجمة عن انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين الأميركية.

وبحلول الساعة 01:07 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات، أو 0.1 في المائة، إلى 70.88 دولار للبرميل، بينما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتاً، أو 0.2 في المائة لتسجل 67.57 دولار للبرميل.

وارتفع الخامان بنحو اثنين في المائة الأربعاء؛ حيث أظهرت بيانات الحكومة الأميركية انخفاضاً أكثر من المتوقع في مخزونات النفط والوقود. فالبيانات الحكومية الأميركية أظهرت أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 1.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما يقل عن الزيادة المتوقعة البالغة مليوني برميل.

في المقابل، تراجعت مخزونات البنزين الأميركية 5.7 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.9 مليون، بينما انخفضت أيضاً مخزونات نواتج التقطير بأكثر من المتوقع. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أيضاً ارتفاع مخزونات النفط الخام في الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2022.

وقال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير الاستراتيجيين في «نيسان» للاستثمار في الأوراق المالية: «أدى انخفاض مخزونات البنزين الأميركية إلى زيادة التوقعات بزيادة الطلب الموسمي في الربيع، لكن المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي العالمي لحروب الرسوم الجمركية أثرت على السوق». وأضاف: «مع تزامن العوامل القوية والضعيفة، أصبح من الصعب على السوق أن تميل بشكل حاسم في اتجاه أو آخر».

وهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، بتصعيد حرب تجارية عالمية بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على سلع الاتحاد الأوروبي، في حين تعهد شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة بالرد على الإجراءات التي فرضها ترمب. وأدى تركيز ترمب المفرط على الرسوم الجمركية إلى زعزعة ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات، وأثار مخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد الأميركي.

وأبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، الأربعاء، على توقعاتها لنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط في 2025، مشيرة إلى أن السفر الجوي والبري سيدعم الاستهلاك. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري: «من المتوقع أن تسهم المخاوف التجارية في التقلبات مع استمرار الكشف عن السياسات التجارية. ومع ذلك، من المتوقع أن يتكيف الاقتصاد العالمي».

ونشرت المنظمة أرقاماً تظهر زيادة 363 ألف برميل يومياً في إنتاج تحالف «أوبك بلس» الأوسع نطاقاً في فبراير (شباط)، مدفوعة بقفزة في إنتاج كازاخستان التي لا تزال متأخرة في التزامها بحصص إنتاج «أوبك بلس».