الكشف عن كنوز {غير مرئية} لتوت غنخ آمون في مصر

مكان رقوده
مكان رقوده
TT

الكشف عن كنوز {غير مرئية} لتوت غنخ آمون في مصر

مكان رقوده
مكان رقوده

احتفالاً بثلاث مناسبات متزامنة؛ هي مرور 115 عاماً على افتتاح المتحف المصري، والذكرى الـ95 لاكتشاف مقبرة الملك الصغير «توت عنخ آمون»، ومرور 60 عاماً على إعادة افتتاح المعهد الألماني للآثار بالقاهرة عام 1957؛ بدأت بالعاصمة المصرية القاهرة فعاليات المعرض الأثري المؤقت «كنوز توت عنخ آمون غير المرئية... الرقائق الذهبية»، والذي يضم مجموعة من الرقائق الذهبية التي تعرض لأول مرة أمام الجمهور.
ويأتي عرض هذه المقتنيات التي تخص الملك الفرعوني الشهير بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، والتي بدأت منذ عام 2014 عن طريق مشروع مشترك بين المتحف المصري وعدد من الجهات العالمية المتخصصة في العمل الأثري.
يحتل المعرض الدور العلوي من المتحف المصري القابع بميدان التحرير وسط القاهرة، وشهد افتتاحه وزير الآثار المصري الدكتور خالد عناني، وعدد من السفراء الأجانب وأعضاء السلك الدبلوماسي بالقاهرة، ومسؤولي وزارة الآثار وأساتذة الآثار والتاريخ.
وقال الوزير عناني، في مؤتمر صحافي عقب الافتتاح، إن الرقائق الذهبية موجودة بمخازن المتحف المصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، وكانت في حالة سيئة من الحفظ منذ اكتشافها وحتى عام 2014، حين بدأت الدراسات الخاصة لترميم هذه المجموعة الأثرية المهمة من خلال مشروع مشترك بين المتحف المصري والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة وجامعة توبينجن والمتحف الروماني الألماني، حيث يعد المعرض أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر وألمانيا في مجال العمل الأثري والمتحفي.
وأشار إلى أنه عقب انتهاء فعاليات المعرض، التي تستمر 45 يوماً، سيتم نقل هذه الرقائق للمتحف المصري الكبير لعرضها به عند افتتاحه الجزئي في عام 2018 ضمن مجموعة الملك توت عنخ آمون، مشيراً إلى أنه سيتم عرض الكنوز والمقتنيات الفريدة لتوت عنخ آمون بطريقة جديدة وجذابة عند الافتتاح الجزئي للمتحف، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض تلك المقتنيات بصورة كاملة.
من جانبه، قال الوزير المصري لـ«الشرق الأوسط»: «المتحف المصري بالتحرير لن يموت، وهذا المعرض بمثابة رسالة أمان للعالم، وهذا ما نحرص عليه، كما أنه خلال أيام سوف يتم عقد احتفالية بمرور 115 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير، وقبل نهاية العام الحالي سوف نُعلن عن اكتشاف أثري جديد».
ووجه العناني الشكر لفريق العمل المصري الألماني الذي استطاع إظهار المهارة في العمل من خلال الدقة التي شهدتها أعمال ترميم القطع المعروضة.
تتسم مجموعة الرقائق الذهبية المعروضة بأنها مكونات مزخرفة عليها كثير من الرسومات والنقوش، تضم مقتنيات شخصية للملك توت عنخ آمون مثل الخراطيش وجراب خنجر، ورقائق ذهبية خاصة بإحدى العجلات الحربية للملك، وبعض الأسلحة والدروع.
وعن هذه القطع قال كريستيان إيكمان، المرمم بالمتحف الروماني الألماني، إن الرقائق الذهبية تعرض لأول مرة أمام الجمهور، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها التي بدأت منذ عام 2014، حيث كانت قبل هذا التاريخ في حالة سيئة من الحفظ منذ اكتشافها، فتمت عمليات تحليلها علمياً وأثرياً، وهو ما سيتم عرض نتائجه ومناقشته في ورشة عمل على هامش المعرض.
يذكر أن اكتشاف مقبرة الملك الصغير «توت عنخ آمون» اكتشفت في وادي الملوك في عام 1922 على يد عالم الآثار الشهير «هاوارد كارتر»، وتعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية في مصر والعالم. فيما مرت أول من أمس الأربعاء الذكرى الـ115 على افتتاح الخديوي عباس حلمي الثاني للمتحف المصري في نوفمبر (تشرين الثاني) 1902، ليكون من ذلك التاريخ أحد أشهر وأهم المتاحف الأثرية في العالم، وترجع أهميته لكونه أول متحف صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفة المتحف، عكس ما كان شائعاً في أوروبا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والملوك إلى متاحف، بالإضافة إلى ما يضمه من مجموعات أثرية مهمة تعتبر بمثابة ثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل لها في العالم.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.