افتتاح أكبر محطة للطاقة الشمسية بمخيم الزعتري في الأردن

شارك في بنائها أكثر من 75 ألف سوري

المحطة استغرق إنشاؤها 6 أشهر وتضم 40 ألف لوح شمسي في جنوب المخيم (أ.ف.ب)  -  المحطة ستزود لاجئي مخيم الزعتري بما يقرب من 14 ساعة من الكهرباء يومياً (أ.ف.ب)
المحطة استغرق إنشاؤها 6 أشهر وتضم 40 ألف لوح شمسي في جنوب المخيم (أ.ف.ب) - المحطة ستزود لاجئي مخيم الزعتري بما يقرب من 14 ساعة من الكهرباء يومياً (أ.ف.ب)
TT

افتتاح أكبر محطة للطاقة الشمسية بمخيم الزعتري في الأردن

المحطة استغرق إنشاؤها 6 أشهر وتضم 40 ألف لوح شمسي في جنوب المخيم (أ.ف.ب)  -  المحطة ستزود لاجئي مخيم الزعتري بما يقرب من 14 ساعة من الكهرباء يومياً (أ.ف.ب)
المحطة استغرق إنشاؤها 6 أشهر وتضم 40 ألف لوح شمسي في جنوب المخيم (أ.ف.ب) - المحطة ستزود لاجئي مخيم الزعتري بما يقرب من 14 ساعة من الكهرباء يومياً (أ.ف.ب)

على أمل تحسين حياة الآلاف من اللاجئين السوريين، افتتحت أمس في مخيم الزعتري بالأردن أكبر محطة للطاقة الشمسية تبنى في مخيم.
ونصبت المحطة التي استغرق إنشاؤها 6 أشهر، وتضم 40 ألف لوح شمسي، في جنوب المخيم، على مساحة شاسعة، وشارك أكثر من 75 ألف لاجئ في عملية البناء التي مولتها الحكومة الألمانية.
ووصف بيان للأمم المتحدة المحطة بأنها «أكبر محطة لتوليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية على مستوى العالم داخل مخيمات اللاجئين»، مشيراً إلى أنها كلفت «15 مليون يورو».
وأقيم حفل الافتتاح داخل خيمة كبيرة بيضاء على مقربة من المحطة، في حضور وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، والسفيرة الألمانية في عمان بيرجيتا سيفكر-ابريل، ومسؤولين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وممثلي المنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيم.
وقال ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ستيفانو سيفير، في كلمة ألقاها خلال الحفل، إن «محطة الزعتري للطاقة الشمسية، التي تبلغ طاقتها 12.9 ميغاواط، ستزود لاجئي مخيم الزعتري بما يقرب من 14 ساعة من الكهرباء يومياً، بدلاً من 8 ساعات»، وأوضح أن «هذه الساعات الثماني كانت تكلف المفوضية نصف مليون دولار شهرياً تقريباً، كفاتورة كهرباء»، وفق ما نقلته عنه وكالة «رويترز» للأنباء، أمس.
وقال إن المحطة التي بدأ العمل بها فور تدشينها ستساعد «على تحسين حياة اللاجئين، من خلال إعطاء المزيد من الفرص للأطفال للدراسة في الليل، وللناس لتخزين المواد الغذائية في ثلاجاتهم، وخلال الصيف لتشغيل المراوح لتبريد منازلهم».
وستوفر المحطة الطاقة المتجددة والنظيفة لـ80 ألف لاجئ سوري داخل المخيم، ولمناطق في محيط المخيم.
وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة إن المحطة ستساعد المفوضية العليا للاجئين «على توفير ما يقرب من 5 ملايين يورو سنوياً من خلال توفير الكهرباء»، وإن «هذا المبلغ يمكن إعادة توجيهه لتوسيع الخدمات الحيوية الأخرى لسكان مخيم الزعتري».
وتم تدشين المحطة وسط عاصفة رملية، وكان الغبار يتطاير في كل مكان.
ومن جانبه، قال محمد الحاج علي (44 عاماً)، من درعا (جنوب سوريا)، وهو أب لـ5 أطفال، وهو يقف قرب مسكنه في المخيم ينظر إلى أطفاله يلعبون بالخارج وسط الغبار الكثيف: «لو كان لدينا كهرباء الآن، لكنت أجبرتهم على الدخول إلى الكرفان، والجلوس أمام التلفاز، لأن هذا الغبار مضر بصحتهم. ولكن الكهرباء لا تأتي قبل أن يحل المساء».
وقالت عبير عزيمة (33 عاماً) التي كانت تجلس في مسكنها الجاهز المظلم وقد أحاط بها أطفالها الستة: «نحن بأمس الحاجة للكهرباء لأننا نعيش داخل كرافانات مظلمة، وفي وسط الصحراء، في أجواء ترابية مغبرة».
وتؤوي الأردن نحو 680 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ مارس (آذار) 2011، وهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، يضاف إليهم - بحسب الحكومة - نحو 700 ألف سوري دخلوا الأردن قبل اندلاع النزاع.


مقالات ذات صلة

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في برلين يحتفلون بسقوط الأسد (رويترز)

ألمانيا تبدأ مراجعة سياساتها الخارجية والداخلية حول سوريا واللاجئين

بدأت ألمانيا تراجع سياساتها الخارجية والداخلية فيما يتعلق بسوريا والسوريين الذين وصلوا لاجئين إليها فور سقوط نظام الأسد، والحكومة تنتظر «أفعال هيئة التحرير».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد... برلين 8 ديسمبر 2024 (رويترز)

لجوء السوريين في أوروبا تحت المجهر مع سقوط نظام الأسد

عادت مسألة اللاجئين السوريين في أوروبا إلى الواجهة مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وباتت وضعية لجوئهم مهددة في الدول الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.