تساؤلات في النمسا عن إرسال أموال مساعدات اللاجئين إلى الخارج

مليونا يورو وصلا إلى سوريا وأفغانستان العام الماضي

TT

تساؤلات في النمسا عن إرسال أموال مساعدات اللاجئين إلى الخارج

صب تقرير للبنك الدولي مزيداً من الزيت على النار فيما يخصّ قضية المساعدات المالية التي تمنحها الحكومة النمساوية للاجئين، التي تعتقد أحزاب يمينية أنّها عبء ثقيل، يقع على كاهل دافع الضريبة.
وحسب تقرير أخير للبنك الدولي، فإنّ مليوني يورو وأكثر، بعثها لاجئون سوريون وأفغان يعيشون في النمسا إلى بلادهم العام الماضي، من حصيلة المساعدات الاجتماعية التي تصرفها لهم الحكومة النمساوية، زاد من حدة النقاش الدائر سيما وأنّ النمسا تنتظر تشكيل حكومة ائتلافية بين حزب الشعب المحافظ وحزب الحرية اليميني المتطرف، وقد شدّد الحزبين طيلة المعركة الانتخابية على ضرورة إغلاق الحدود ومراجعة سياسة اللجوء وخفض المساعدات المالية الشهرية التي تصرف للاجئين ممن منحتهم الحكومة السابقة حق اللجوء.
من جانبه، كشف تقرير للتلفزيون النمساوي الرسمي، (أو.أر.إف)، أنّ التحويلات المرصودة تجري بطرق قانونية عبر «شركة معتمدة» ويسترن يونيون، تتسلم المبلغ المراد تحويله في النمسا وتسلمه بالعملة المحلية في سوريا وأفغانستان.
وبسبب العقوبات المفروضة على سوريا وصعوبة المعاملات البنكية وتلقي الأموال من الخارج، ينتشر نحو 37 فرعاً لويسترن يونيون وحدها.
وكان التلفزيون قد أشار في تقريره إلى أنّ التحويلات في كل مرة، لا تتخطى 300 يورو، لذا فهي تُرسل من دون رسوم، حسب القوانين النمساوية التي تلزم الشركة عدم أخذ عمولة على أي مبلغ يقل عنه، مرسل إلى مناطق الأزمات سواء كوارث أو فيضانات أو حروب أهلية.
وفيما لم يغفل تقرير البنك الدولي عن أنّ المال المرسل قد يكون لمساعدة أقارب بالوطن ويستخدم لدعم ضروريات ومتطلبات الحياة اليومية من غذاء وسكن وعلاج، وقد يكون لتمويل مشروعات استثمارية باسم المرسل، إلا أنّ الإشارة قد وردت لاحتمال أن يصل إلى جماعات إرهابية، منبها إلى ضرورة مراعاة الالتزام بالأنظمة القانونية المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
في سياق آخر أشارت تحقيقات إلى أنّ بعض الأسر اللاجئة الملزمة كغيرها وفق القانون النمساوي بفتح حسابات مالية بنكية، تتعمد إرسال ما توفره ليحفظ في بلادها خشية أن تتتبع الحكومة النمساوية اليمينية الجديدة حساباتهم البنكية وترصد ما يوفرونه فيتّخذون قرارات بتخفيض مساعدات الضمان الاجتماعي، وما يدفع لكل فرد من أفراد الأسر اللاجئة شهريا.
من جانبه، كان سيباستيان كورتز رئيس حزب الشعب الذي فاز بمنصب المستشار النمساوي، قد دعا أثناء حملته الانتخابية إلى تشكيل نظام اجتماعي لا يدفع لأي مقيم في النمسا أي مساعدات مالية، إلا بعد خمس سنوات من وصوله، رابطا المساعدات بالاندماج.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».