«اللوفر أبوظبي» يفتح أبوابه بحضور ملوك ورؤساء دول عربية وغربية

أول متحف من نوعه في العالم العربي

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» (أ.ف.ب)
ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» (أ.ف.ب)
TT

«اللوفر أبوظبي» يفتح أبوابه بحضور ملوك ورؤساء دول عربية وغربية

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» (أ.ف.ب)
ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» (أ.ف.ب)

بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، افتتح متحف «اللوفر أبوظبي» أمس، في العاصمة الإماراتية أبوابه، حاملاً راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الأولى خارج بلده الأم فرنسا.
وفي حفل كبير حضره رؤساء وملوك وممثلون لدول عربية وغربية، افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المتحف الجديد المقام على جزيرة السعديات في الخليج، بحضور الملك محمد السادس ملك المغرب، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والرئيس محمد أشرف غني رئيس أفغانستان.
ويضم المتحف، الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، أعمالاً وتحفاً فنية معارة من متاحف محلية وإقليمية، إضافة إلى مجموعة متحف «اللوفر أبوظبي» الدائمة و300 عمل معار من 12 متحفاً ومؤسسات فرنسية «ليروي قصة عالمية تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى الوقت المعاصر».
ويقدم المتحف أعمالاّ معارة تضم أداة حجرية تعود إلى عام 350 ألف قبل الميلاد، ولوحاً حجرياً يحمل نقوشاً كوفية يبين المسافة من مكة، و«شاهد قبر» من مكة المكرمة يعود تاريخه إلى الفترة الواقعة بين عامي 700 - 900 (100 - 300 هجري)، من مقتنيات التراث الوطني في السعودية.
وقال مانويل راباتيه، مدير المتحف في تصريح سابق «يعد (اللوفر أبوظبي) أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية، يسلّط الضوء على أوجه التشابه عبر مختلف الحضارات والثقافات، ويحرص على تجسيد ثراء التراث الثقافي وعراقة تاريخ المنطقة».
يتوقع المتحف استقبال نحو خمسة آلاف زائر في الأيام الأولى بعيد افتتاحه أمام الجمهور السبت المقبل، حسب ما أفاد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد كتب على حسابه في «تويتر»: «موعدنا اليوم بإذن الله مع افتتاح صرح حضاري عالمي، إضافة معرفية جديدة يمثلها لوفر أبوظبي بما يجمع تحت سقفه من تراث إنساني متعدد الثقافات». في حين نشرت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية أمس، مقابلة مع الرئيس الفرنسي قال فيها: إن افتتاح المتحف يمثّل «نقطة تحول حاسمة» في الدور الذي تلعبه دولة الإمارات «باعتبارها ملتقى حقيقياً للثقافات في المنطقة». يتألف المتحف الذي استوحى نوفيل الفن المعماري العربي لتصميمه، من 55 مبنى أبيض اللون. تعلو هذا المتحف المدينة، قبة ضخمة قطرها 180 متراً مرصعة بالنجوم تدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الأوراق المسننة لسعف أشجار النخيل. ويبدو أشبه بحي مصغّر من مدينة البندقية الإيطالية، حيث تتجاور المياه مع عماراته الموزعة في منطقة رملية تقع قرب البحر.
ويقول جان لوك مارتينيز، رئيس متحف اللوفر في باريس الذي يزور أبوظبي بالمناسبة: إن المتحف مصمم «من أجل الانفتاح على الآخرين... وتفهم التنوع... في عالم متعدد الأقطاب». ويضيف إنه «متحف عالمي، هو الأول من نوعه في العالم العربي».
وهو يعرض بتقنية عالية الموضوعات العالمية، ويركز على التفاعلات المشتركة بين الحضارات، بدلاً من التصنيف المتبع عادة بتسلسل الحضارات.
في أول أجنحته، غرفة هادئة عرضت فيها نسخة من القرآن تعود إلى القرن التاسع عشر، كتبت بالذهب على مخطوطات زرقاء، وإلى جانبها كتاب توراة يمني، وإنجيل من القرن الثالث عشر. لكن نجمة الأعمال الفنية في المتحف، بنظر المنظمين، هي لوحة «الحدّادة الجميلة» لليوناردو دا فينشي وهي لوحة معارة من متحف اللوفر في باريس. وسيعرض المتحف 300 قطعة معارة من هذه المتاحف، بينها «بونابرت عابراً الألب» لجان لوي ديفيد (فرساي) و«رسم ذاتي» لفنسنت فان غوخ (متحف أورساي).
والمتحف ثمرة اتفاق وُقّع في 2007 بين أبوظبي وباريس. ويمتد إلى 30 سنة، وتشمل العلامة التجارية «لو لوفر» وتنظيم معارض مؤقتة بكلفة إجمالية هي مليار يورو لا تشمل الكلفة الفعلية لتشييد المتحف في أبوظبي، وتوفر في إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالاً فنية وتنظم معارض مؤقتة في مقابل نحو مليار دولار نصفها لاسم اللوفر وحده. وتشرف وكالة متاحف فرنسا على التزامات باريس، ولا سيما تقييم الخبراء والإعارات من المتاحف الفرنسية.
من المجموعة الدائمة في الإمارات، سيكون عند الافتتاح 235 قطعة، من بينها لوحة «البوهيمي» لإدوار مانيه. من بين القطع الـ28 المعارة من مؤسسات في الشرق الأوسط، تمثال نصفي ضخم برأسين يعود إلى ما قبل 8 آلاف سنة من هيئة الآثار في الأردن.
واتخذت السلطات، إجراءات استثنائية لضمان الأمن وحماية القطع المعروضة؛ إذ تتجاوز الحرارة الـ40 درجة مئوية خلال أشهر الصيف.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».