توقعات «أوبك» طويلة المدى... تفاؤل كبير رغم ضبابية نمو الطلب

تقريرها السنوي أظهر أن قطاع النقل سيظل المحرك الأول للنفط حتى 2040

TT

توقعات «أوبك» طويلة المدى... تفاؤل كبير رغم ضبابية نمو الطلب

يبدو أن ما يحدث في عالم النفط اليوم، والضبابية التي تشوب توقعات الطلب والعرض، وتحديات السياسات المناخية، لا يوجد لها أي انعكاسات على توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طويلة الأمد.
وأصدرت أوبك بالأمس تقريرها السنوي للتوقعات العالمية للنفط (WOO)، والذي أظهر تفاؤلاً كبيراً وتوقعات بنمو كل شيء تقريباً؛ من الطلب على النفط، إلى إنتاج النفط الصخري، إلى الطلب على نفط المنظمة، انتهاء بالطلب على النفط في قطاع المواصلات.
والذي يقرأ التقرير لعام 2017 يستطيع أن يستشف بوضوح أن القائمين عليه مؤمنين بعصر النفط إلى أبعد حد، إذ لا توجد أي عوائق وتحديات كبيرة قد تحد من مستوى الطلب أو حتى مستوى العرض.
ورغم كل الإعلانات التي أعلنتها الدول في هذا العام من أجل إيقاف بيع السيارات العادية ذات محركات الاحتراق التقليدي بحلول عام 2040 فإن أوبك تتوقع نمو في أعداد هذه السيارات على المدى البعيد.
ولا ترى أوبك أي ذروة في الطلب على النفط حتى 2040، وهو رأي له مؤيدون وله معارضون، ومن بين المؤيدين لهذا الطرح بعض البيوت الاستشارية مثل «بيرنستين»، التي قال محللوها في تقرير الشهر الماضي إن ذروة الطلب على النفط قد لا نراها في عام 2030 إلى 2035، وهي نظرة تتوافق مع ما صرح به ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي.
وتوقعت أن يبلغ الطلب 111.1 مليون برميل يوميا في 2040، ارتفاعا من 109.4 مليون برميل يوميا في تقديرات العام الماضي، مع توقع أن ترتفع حصة أوبك في سوق النفط العالمي إلى 46 في المائة، من 40 في المائة في تقرير 2016. ومع هذا فإن أوبك قالت إن استخدام المركبات الكهربائية على نطاق أكثر اتساعا من المستوى المفترض في السيناريو الأساسي للتقرير قد يقلص هذا الرقم.
وقال التقرير إن قطاع النقل سيظل هو المحرك الأول للطلب على النفط في الأعوام حتى 2040، وسيستهلك قطاع المواصلات اثنين من بين كل 3 براميل يتم استهلاكها في العالم.
ويتكون قطاع النقل من أربعة قطاعات ثانوية، هي النقل البري والجوي والسكك الحديدية والقطاع البحري. وسيستهلك قطاع النقل بشكل عام نحو 64.9 مليون برميل يومياً من النفط في عام 2040، ارتفاعاً من 54.6 مليون برميل يومياً في 2016.
وسيشكل الطلب على النفط في قطاع النقل البري (قطاع السيارات) غالبية الطلب في قطاع النقل، وسيرتفع من 43 مليون برميل يومياً في عام 2016 إلى 48.4 مليون برميل يومياً في 2040.
وسيزيد الطلب على النفط في كل القطاعات الاقتصادية تقريباً، بما فيها قطاع الصناعة، ما عدا قطاع الإنتاج الكهربائي بحسب ما أوضحه تقرير أوبك.
وقالت أوبك في توقعاتها لعام 2017 إن التبني السريع للسيارات الكهربائية قد يقود لاستقرار الطلب على النفط في النصف الثاني من العقد المقبل، ليقلص توقعات أوبك على المدى الأطول. وأضافت المنظمة: «في عدد قليل من السنين، أصبحت المركبات الكهربائية... خيارا مقبولا لفئة كبيرة من الزبائن».
ولا تتوقع المنظمة أن يكون للطلب على السيارات الكهربائية أثر كبير جداً على الطلب على النفط، حيث قالت: إن توقعات الطلب على النفط لعام 2040 قد تنخفض إلى 108.60 مليون برميل يوميا إذا جرى تبني السيارات الكهربائية بشكل أكثر اتساعا مما هو مفترض في السيناريو الأساسي للتقرير.
وهذا يعني أن الطلب على النفط سيقل بنحو مليوني برميل يومياً فقط بحلول 2040؛ في حال إذا ما وصل عدد مبيعات السيارات الكهربائية سنوياً إلى 80 مليون سيارة، أي 3 من بين كل 5 سيارات تباع في العالم بحلول 2040... ولكن هذا سيناريو متفائل جداً.
وتتوقع أوبك أن الطلب على إنتاجها من الخام سيصل إلى 33.10 مليون برميل يوميا في 2019 وفقا لتقريرها. ويزيد ذلك المستوى على 32.70 مليون برميل في 2016 لكنه يقل عن 33.70 مليون برميل يوميا في التوقعات الواردة في تقرير العام الماضي.
ولم يشر تقرير العام الحالي إلى سعر النفط الذي يفترضه. وافترض تقرير العام الماضي أن سعر سلة خامات أوبك سيصل إلى 65 دولارا للبرميل في 2021.
ورفعت أوبك التوقعات لإمدادات النفط المحكم والذي يشمل الخام الصخري الأميركي. وقالت المنظمة إن ارتفاع الأسعار في 2017 إضافة إلى نمو مستدام للطلب، قادها لرفع توقعاتها للإمدادات من المنتجين خارج أوبك. وسجلت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت يوم الاثنين أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) عام 2015.
وقال التقرير إن الإنتاج العالمي من النفط الصخري سيصل إلى سبعة ملايين برميل يوميا بحلول 2020، وإلى 9.22 مليون برميل يوميا بحلول 2030 مع انضمام الأرجنتين وروسيا إلى أميركا الشمالية كمنتجين.
وبلغت التقديرات في تقرير العام الماضي 4.55 مليون برميل يوميا بحلول 2020، ترتفع إلى 6.73 مليون برميل يوميا بحلول 2030.
وزادت أوبك أيضا تقديراتها للطلب العالمي على النفط في الأجل المتوسط، متوقعة أن يصل إلى 102.3 مليون برميل يوميا بحلول 2022، وهو مستوى أعلى بمقدار 2.24 مليون برميل يوميا عن توقعاتها في تقرير العام الماضي.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«أوبن إيه آي» ترد على ماسك... «لا مكان للمحاكم في المنافسة»

شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» ترد على ماسك... «لا مكان للمحاكم في المنافسة»

شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)

طلبت شركة «أوبن إيه آي» من قاضٍ فيدرالي في كاليفورنيا يوم الجمعة رفض طلب الملياردير إيلون ماسك لوقف تحويل صانع «تشات جي بي تي» إلى شركة ربحية.

كما نشرت «أوبن إيه آي» مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية مع ماسك على موقعها الإلكتروني، لتدعي أنه كان قد دعم في البداية تحويل الشركة إلى ربحية قبل أن يبتعد عنها بعد فشله في الحصول على حصة أغلبية والسيطرة الكاملة على الشركة، وفق «رويترز».

مؤسس «أوبن إيه آي» ماسك، الذي أطلق لاحقاً شركة ذكاء اصطناعي منافسة تُسمى «إكس إيه آي»، قام برفع دعوى قضائية ضد «أوبن إيه آي» ورئيسها التنفيذي سام ألتمان وآخرين في أغسطس (آب) الماضي، زاعماً أنهم انتهكوا بنود العقد من خلال وضع الأرباح قبل المصلحة العامة في مساعيهم لتعزيز الذكاء الاصطناعي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، طلب من القاضية إيفون جونزاليس روجرز في محكمة أوكلاند الفيدرالية إصدار أمر قضائي أولي يمنع «أوبن إيه آي» من التحول إلى هيكل ربحي.

وقالت «أوبن إيه آي» في منشورها على مدونتها إن ماسك «يجب أن يتنافس في السوق بدلاً من المحكمة».

منذ ذلك الحين، أضاف ماسك كلاً من «مايكروسوفت» وغيرها من الشركات كمدعى عليهم في دعواه، مدعياً أن «أوبن إيه آي» كانت تتآمر لإقصاء المنافسين واحتكار سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ونفت دعوى «أوبن إيه آي» في المحكمة وجود أي مؤامرة لتقييد المنافسة في السوق، وأكدت أن طلب ماسك للحصول على أمر قضائي أولي كان قائماً على «ادعاءات غير مدعومة».

وفي دعوى قضائية منفصلة، قالت «مايكروسوفت» يوم الجمعة إنها و«أوبن إيه آي» شركتان مستقلتان تسعيان لتحقيق استراتيجيات منفصلة، وتتنافسان بقوة مع بعضهما البعض ومع العديد من الشركات الأخرى. وأوضحت «مايكروسوفت» أن شراكتها مع «أوبن إيه آي» قد حفزت الابتكار بينهما وبين الآخرين.

وتأسست «أوبن إيه آي» كمنظمة غير ربحية في عام 2014، وأصبحت الوجه الأبرز للذكاء الاصطناعي التوليدي بفضل استثمارات ضخمة من «مايكروسوفت». وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أغلقت الشركة جولة تمويل بقيمة 6.6 مليار دولار من المستثمرين، مما قد يرفع قيمة الشركة إلى 157 مليار دولار.

وقالت شركة «إكس إيه آي» التابعة لماسك في وقت سابق من هذا الشهر إنها جمعت نحو 6 مليارات دولار في تمويل الأسهم. وتعمل «أوبن إيه آي» حالياً على خطة لإعادة هيكلة أعمالها الأساسية لتصبح شركة ربحية، على أن تمتلك «أوبن إيه آي» غير الربحية حصة أقلية في الشركة الربحية.

ومن المقرر أن تستمع القاضية روجرز إلى حجج ماسك بشأن طلبه للأمر القضائي الأولي في 14 يناير (كانون الثاني).