بيروت تستضيف مؤتمر «الجامعات تتجاوب مع أزمات اللاجئين»

تنظمه الجامعة الأميركية بالتعاون مع جامعات لبنانية وأخرى أجنبية

جامعة بيروت العربية واحدة من الجامعات اللبنانية التي فتحت أبوابها أمام  الطلاب اللاجئين
جامعة بيروت العربية واحدة من الجامعات اللبنانية التي فتحت أبوابها أمام الطلاب اللاجئين
TT

بيروت تستضيف مؤتمر «الجامعات تتجاوب مع أزمات اللاجئين»

جامعة بيروت العربية واحدة من الجامعات اللبنانية التي فتحت أبوابها أمام  الطلاب اللاجئين
جامعة بيروت العربية واحدة من الجامعات اللبنانية التي فتحت أبوابها أمام الطلاب اللاجئين

ينطلق اليوم مؤتمر «الجامعات تتجاوب مع أزمات اللاجئين» الذي تنظمه الجامعة الأميركية في لبنان بمبادرة من معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية. هذا المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين كاملين في 6 و7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بكلية عليّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية، هدفه حثّ الجامعات اللبنانية وتحفيزها على لعب دور أكبر في موضوع الطلاب اللاجئين ذوي الدراسات الجامعية. ويشارك في هذا الحدث، الذي يجري لأول مرة على صعيد عالمي بالتعاون مع كلية الاقتصاد في لندن و«يال» من أميركا و«مانهاين» من ألمانيا و«دايفيس» في كاليفورنيا، اختصاصيون وخبراء وأساتذة تمتّ دعوتهم خصيصاً لتقديم مقترحاتهم في هذا الشأن، لا سيما أن موضوع تعليم اللاجئين واستيعابهم لا يقتصر على المجتمعين اللبناني والعربي فقط، بل يطال دولاً أوروبية كثيرة أخرى.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» قال ناصر ياسين مدير الأبحاث في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية: «لدينا عدد من الجامعات والمؤسسات في لبنان التي أخذت على عاتقها مساعدة النازحين في هذا الشأن، بعد أن فتحت لها أبوابها لمتابعة دراستهم الجامعية مثل الجامعتين العربية واللبنانية»، مضيفاً: «كما أن مؤسسة (سبارك) الهولندية تُسهِم مباشرة في مساندة جامعات صغيرة تقع في البقاع والشمال وغيرها من المناطق اللبنانية، من خلال تقديم منح دراسية لهم تخول لهم إكمال دراساتهم وهم في هذا الوضع».
ويتخلل المؤتمر حلقات نقاش وطاولات مستديرة تتناول دور منظمات دولية في استطاعتها المساهمة بتحسين برامج تلك المؤسسات والجمعيات وتقييمها من أجل الأفضل.
ولن تقتصر هذه المناقشات على أوضاع النازحين التعليمية فقط، بل تتطرق أيضاً إلى مسألة استيعابهم وقبولهم من قبل المجتمعات الموجودين فيها (البلدان المستضيفة)، التي تعتبرهم بمثابة عبء عليها. ويرى ناصر ياسين أنّ التركيز على دور تلك المؤسسات ينبع من قدرتها على التحكم بأوضاعها الذاتية أكثر من غيرها من الجامعات الكبيرة، لا سيما أنّ كلفة التدريس فيها تبلغ أقل من غيرها.
ويجمع هذا المؤتمر تحت سقفه 21 جامعة عالمية ومحلية وعربية، وأكثر من 60 متحدثاً بينهم رئيس وزراء بولندا السابق مارك بيلكا الذي يعمل حالياً أستاذاً في جامعة لندن للاقتصاد. وكذلك الدكتور فرانسيسكو مارموليجو المسؤول الأساس في موضوع التعليم العالي في البنك الدولي في واشنطن.
وتدور تلك الحلقات النقاشية حول ثلاث نقاط أساسية: أداء الجامعات تجاه النازحين، والمنهج التعليمي وكيفية تطبيقه على الأرض، وتقييم دور الجامعات لتلك المجتمعات التي تطال اللاجئ ومضيفه معاً.
ويوضح ناصر ياسين في سياق حديثه: «هناك نقطة جزئية أخيرة ستتناولها تلك النقاشات وتدور حول التأثير على السردية التي ترافق وجود هؤلاء على بلد غريب بحيث يعتبرها خطراً يحدق به وعبئاً لا يستطيع تحمله على المدى الطويل»، وتابع: «يرتكز دور المؤتمر في هذا الصدد على توجيه فئات المجتمع ولفت نظره إلى الناحيتين العملية والأخلاقية اللتين يجب أن يعنونا تعاملها مع النازح بعيداً عن الخطاب المحرج والقاسي الممارسين ضده أحياناً كثيرة».
وسيتطرق هذا المؤتمر أيضاً إلى موضوع عودة النازحين إلى بلادهم بحيث تكون طوعية وآمنة وتحترم حقوقه الإنسانية بشكل عام. «هناك نازحون في أوروبا أو في أي بلد آخر يوجَدون فيه يزورون أهاليهم في بلدهم الأم ومن ثم يعودون إلى البلد الذي يستضيفهم كونهم لاجئين على أرضه. وهذا الأمر لم تعد تقبله حكومات الغرب لأنه برأيها لا يفي مواصفات ووضع اللاجئ الحقيقي الذي نزح هرباً من الحرب في بلاده. وهذا الموضوع يشمل أيضاً قضية «لمّ الشمل» التي كانت تعتمدها بلدان أوروبية نحو اللاجئ، كألمانيا مثلاً، والتي أوقفتها حالياً للأسباب نفسها.
هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان «إعلان بيروت حول دور الجامعات وتجاوبها مع أزمات اللاجئين» سيخرج في ختامه بتوصيات تتبناها مختلف الجامعات المشاركة فيه، وبينها «الأردنية الألمانية» و«الأميركية المصرية» و«كوش التركية» و«الأميركية الكردية» في العراق وغيرها من لبنانية وغربية.
«سنتناول كل هذه المواضيع من الناحية الأكاديمية، على أن نلتزم بتحسين أوضاع النازحين تعليمياً وأخلاقياً»، يشير ناصر ياسين، الذي يعمل أيضاً أستاذاً في كلية العلوم الصحية بالجامعة الأميركية.
وسيتضمن مؤتمر «الجامعات تتجاوب مع أزمات اللاجئين» 5 ندوات وطاولتَيْ حوار ، مركّزاً على مواضيع تؤثر على السياسات والمناصرة وقضايا الهجرة، وكذلك على دور القطاع الخاص وإدارة الأعمال وغيرها من المواضيع التي تشغل الرأي العام اللبناني والدولي معاً في ظل الفترة الطويلة (7 سنوات) التي استغرقها وجود النازحين على أراضٍ عربية وغربية.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».