ترمب يختار باول لـ«الفيدرالي»... والكونغرس يكشف عن مشروع الضرائب

طلبات إعانة البطالة تتراجع بأكثر من المتوقع

الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يختار باول لـ«الفيدرالي»... والكونغرس يكشف عن مشروع الضرائب

الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، ما ذهبت إليه التكهنات خلال الأيام الأخيرة، باختياره جيروم باول رئيسا لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، (المركزي الأميركي)، خلفا لرئيسة المجلس الحالية جانيت يلين، التي تنتهي ولايتها في شهر فبراير (شباط) المقبل، وذلك في وقت كشف فيه الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس أمس عن مشروع إصلاح نظام الضرائب الأميركي، الذي يضغط ترمب من أجل تمريره، بوصفه عنصرا أساسيا لجعل الولايات المتحدة أقدر على المنافسة على الصعيد العالمي.
وبالتزامن مع ذلك، قدم رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان، أمس، مشروع إصلاح نظام الضرائب الأميركي، وإلى جواره النواب عن الحزب الجمهوري ومجموعة من الأسر الأميركية التي ستستفيد من تخفيضات الضرائب وفقا للقانون، الذي وصفه ريان بأنه «يجعل أميركا قادرة على المنافسة مع باقي العالم، وبالتالي، فإن دخل الأسر الأميركية مثل تلك الموجودة، سيزيد».
وكان ترمب أعرب يوم الثلاثاء الماضي، عن أمله في التوقيع على مشروع القانون الخاص بخفض الضرائب، ليصبح قانونا بحلول أعياد الميلاد (الكريسماس) المقبلة. وقال ترمب إن «إدارتي ستعمل بلا كلل ولا ممل للوفاء بوعودنا للطبقة العاملة التي تبني بلادنا، وتقديم تخفيضات وإصلاحات ضريبية تاريخية، من شأنها أن تضخ الطاقة التي يحتاجها الاقتصاد للوصول إلى مستويات لم يصل إليها من قبل».
وكان الرئيس الأميركي قد قال في الشهر الماضي إن الإصلاح الضريبي «سيجعل الضرائب بسيطة وسهلة وعادلة»، وسيسفر عن عدة مزايا، بما فيها خفض ضريبة الدخل وتخفيض الضرائب على الشركات الصغيرة، وكذلك خفض معدل الضريبة على الشركات إلى 20 في المائة، بدلا من 35 في المائة حاليا.
كما يتضمن الاقتراح كثيرا من التخفيضات الأخرى، بما في ذلك خفض الضرائب التي يدفعها أصحاب الأعمال الصغيرة، وإلغاء ضريبة العقارات، وإغلاق الثغرات التي يستخدمها الأثرياء. كما تتضمن الإصلاحات تبسيط قانون الضرائب للأفراد لكي يصبح في مقدورهم تقديم إقرارهم الضريبي في استمارة بحجم بطاقة المعايدة، وليس في ملف ورقي معقد، كما هي الحال الآن، بحسب أعضاء الكونغرس.
من جهة أخرى تتعلق بالاقتصاد الأميركي، تراجع عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة في الولايات المتحدة لأول مرة، خلال الأسبوع المنتهي في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على خلاف التوقعات، وذلك قبل يوم واحد من صدور تقرير البطالة اليوم الجمعة.
وأشار تقرير وزارة العمل الأميركية، أمس، إلى أن عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة لأول مرة، تراجع خلال الأسبوع الماضي إلى 229 ألف طلب، بتراجع قدره 5 آلاف طلب عن إجمالي العدد المسجل في الأسبوع السابق عليه، وكان 234 ألف طلب، وفقا للبيانات المعدلة.
في الوقت نفسه، ذكرت وزارة العمل الأميركية أن متوسط عدد الطلبات الأسبوعي، خلال الأسابيع الأربعة الماضية الأقل تقلبا، تراجع إلى 232500 طلب، بتراجع قدره 7250 طلب عن الفترة السابقة، التي كان متوسطها 239750 طلب، وفقا للبيانات المعدلة.
ومع تراجع متوسط عدد الطلبات الأسبوعي خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى 232250 طلبا، انخفض الرقم إلى أقل مستوى له منذ أبريل (نيسان) عام 1973.
في الوقت نفسه، تراجع عدد طلبات إعانة البطالة المستمرة بمقدار 15 ألف طلب ليصل إلى مليون و884 ألف طلب، في الأسبوع المنتهي في 21 أكتوبر الماضي، ليصل إلى أقل مستوى له منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) 1973 عندما سجل مليونا و805 آلاف طلب.
وتراجع متوسط عدد طلبات الحصول على إعانة البطالة المستمرة خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى مليون و895750 طلبا، بانخفاض قدره 9250 طلبا عن الأسبوع السابق، الذي سجل مليونا و905 آلاف طلب، ليصل إلى أقل مستوى له منذ أكثر من 40 عاما.
وأشارت وزارة العمل الأميركية إلى أن إجراءات الحصول على الإعانة ما زالت مضطربة بدرجة كبيرة في جزر بورتوريكو وفيرجن، بسبب نقص إمدادات الطاقة وتضرر البنية التحتية فيها بسبب الإعصارين «إيرما» و«ماريا».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

عائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل أعلى مستوى منذ أبريل

سجلت عائدات سندات الخزانة قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث سجلت عائدات السندات القياسية لمدة عشر سنوات أعلى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) الماضي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)

كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

قال أحد كبار صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه لا يزال يدعم خفض أسعار الفائدة هذا العام على الرغم من ارتفاع التضخم واحتمال فرض تعريفات جمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي مما يشير إلى استقرار سوق العمل بداية العام

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.