عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، استقبل أوله موسبي، سفير الدنمارك لدى السعودية، في مكتبه بمقر الأمانة العامة بالرياض، بمناسبة تعيينه سفيراً لمملكة الدنمارك لدى السعودية. وهنّأ الأمين العام السفير بمنصبه الجديد، متمنياً له التوفيق. وتم خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون بين مجلس التعاون ومملكة الدنمارك، والسبل الكفيلة بتطويرها وتنميتها في المجالات كافة، إضافة إلى آخر التطورات السياسية في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
> مشعل بن حمدان الروقي، القائم بأعمال سفارة السعودية لدى أستراليا، أقام حفل عشاء لوكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس سلطان بن جمال شاولي، والوفد المشارك في أعمال مؤتمر التعدين والموارد الدولي، الذي تستضيفه حالياً حكومة ولاية فيكتوريا الأسترالية في مدينة ملبورن بحضور أعضاء السفارة.
> الدكتور محمد بن عبد العزيز العوهلي، مدير جامعة الملك فيصل، استقبل في مقر الجامعة بالأحساء حميد مغازا، سفير جمهورية تنزانيا في السعودية، حيث رحب الدكتور العوهلي بسفير تنزانيا، مقدراً حرصه على الاطلاع على كل ما تحويه الجامعة من منجزات، معرّفاً السفير بأبرز كليات الجامعة وتخصصاتها في جميع مراحلها البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
> الدكتور عدنان بن أحمد بن عبد الله الأنصاري، سفير سلطنة عمان لدى الكويت، سلّم نسخة من أوراق اعتماده إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي. وتمنى الشيخ صباح للسفير الجديد التوفيق في مهام عمله، وللعلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين المزيد من النماء والازدهار.
> حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي، سفير الإمارات لدى جمهورية باكستان الإسلامية، التقى شيخ أمير وحيد، رئيس غرفة التجارة والصناعة إسلام آباد. وقدم السفير عرضاً موجزاً عن تطور سير العمل في «إكسبو دبي 2020»، وشكر الجانب الباكستاني على تأكيد المشاركة في المعرض، متطلعاً لمشاركة فاعلة في هذا الحدث العالمي الكبير، مشيراً إلى أن الإمارات قامت بإطلاق 165 مشروعاً في باكستان لمساعدة باكستان في مجالات الصحة والتعليم وتعزيز البنية التحتية.
> خاريس موريتسيس، سفير دولة قبرص بالقاهرة، بحث خلال لقائه مع الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة في مصر، سبل التعاون الزراعي بين البلدين. وأكد الوزير عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين مصر وقبرص في المجالات كافة، ولا سيما الأنشطة المرتبطة بالمجال الزراعي. واتفق الطرفان على إرسال قبرص 1500 شتلة زيتون للمزرعة النموذجية المشتركة للزيتون بين مصر وقبرص واليونان.
> محمد عبد الله بن مطلق الغفلي، سفير الإمارات لدى جاكرتا، التقى عارف يحيى، وزير السياحة بجمهورية إندونيسيا. وتم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في مجال السياحة. وأكد الوزير الإندونيسي حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون مع دولة الإمارات بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
> حيدر أغانين، السفير الروسي لدى دولة فلسطين، بحث مع رئيس جامعة القدس، الدكتور عماد أبو كشك، إمكانيات التعاون العلمي ما بين الجامعة ومؤسسات التعليم العالي الروسية. ورحب السفير الروسي بمختلف مجالات التعاون العلمي والبحثي مع جامعة القدس، مبدياً سعادته بكل ما شاهده في هذه الجامعة المميزة، وضرورة طرح الكثير من الأفكار والمقترحات والمشروعات التي يمكن العمل والتعاون فيها ما بين جامعة القدس والجامعات الروسية.
> الشيخ عزام الصباح، سفير الكويت لدى مملكة البحرين عميد السلك الدبلوماسي، شارك في منتدى «استثمر في البحرين - 2017» الذي انطلق بمشاركة الكثير من الجهات الاستثمارية داخل منطقة الخليج ومن خارجها. وقال الشيخ عزام: إن المنتدى يحفل بفعاليات متنوعة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على القطاع الاقتصادي في المملكة.
> محمد صالح الذويخ، سفير الكويت لدى مصر، استقبله المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة المصري، لبحث سبل تطوير التعاون الشبابي والرياضي بين البلدين. ورحب وزير الرياضة، خلال اللقاء بالسفير الكويتي، كما أثنى على عمق العلاقات الثنائية الممتدة بين الدولتين الشقيقتين في جميع المجالات. من جانبه، أشاد سفير الكويت بالعلاقات الأخوية التي تربط بلاده بمصر، متمنياً المزيد من التعاون المشترك في مجال الشباب والرياضة.
> الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر، استقبلت لورا كانسيكاس، سفيرة فنلندا لدى القاهرة، وقالت مرسي: إن قضية التمكين الاقتصادي للمرأة تحظى باهتمام كبير من الدولة، موضحة أن استراتيجية تمكين المرأة المصرية التي أعدها المجلس وأطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالات المرأة المصرية تضم 4 محاور رئيسية، أبرزها محور التمكين الاقتصادي.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)