السيسي يسعى إلى مزيد من «التنسيق» مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب

ضبط أحد قادة «الجماعة الإسلامية» محكوم عليه بالمؤبد

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ب)
TT

السيسي يسعى إلى مزيد من «التنسيق» مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ب)

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، على ضرورة زيادة التنسيق والتشاور بين بلاده والاتحاد الأوروبي بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة الناتجة عن الأزمات القائمة بالمنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب وتداعياته على أمن الشرق الأوسط وأوروبا.
واستقبل السيسي أمس يوهانس هان، المفوض الأوروبي لسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد الأوروبي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة. وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة، إن السيسي أكد الأهمية الخاصة التي توليها مصر لعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي في ضوء ما يربطهما من تعاون وثيق في إطار اتفاقية المشاركة المصرية - الأوروبية، فضلاً عن كون الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر.
من جانبه، أكد المفوض الأوروبي اعتزاز الاتحاد الأوروبي بالشراكة التي تربطه بمصر وحرصه على الارتقاء بأطر التعاون القائمة معها باعتبارها من أهم دول الجوار، مشيدًا بدور مصر المحوري في المنطقة باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، وكذا بالخطوات التي اتخذتها خلال السنوات الماضية على صعيد تحقيق الاستقرار وإجراء إصلاحات اقتصادية جادة، فضلاً عن الجهود الكبيرة والفعالة التي تبذلها لمحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأوضح السفير راضي أن اللقاء تطرق إلى المستجدات على الساحة الإقليمية، بما في ذلك الجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، فضلاً عما تقوم به من مساعٍ من أجل تسوية الأزمة الليبية. وقال إن الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية المختلفة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
من جهته، قال الوزير سامح شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض الأوروبي، إن المباحثات تناولت كل أوجه التعاون القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي وفي الأسس الثلاثة الخاصة بالعلاقة السياسية والاقتصادية والسياسة والهجرة والإرهاب، مشيرًا إلى أنها أتاحت الفرصة الوافية لتناول قضايا حقوق الإنسان بشكل مفصل، وتم طرح وجهة النظر المصرية فيما يتعلق بطموحات المجتمع والحكومة للارتقاء بحقوق الإنسان وتزكية الدور الإيجابي الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني، والاهتمام الذي توليه الحكومة لهذه القضايا من منظور شامل يتناول بعد حقوق الإنسان السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ونوه شكري بأن جهود مصر لمنع أي نوع من النفاذ من خلال الهجرة غير الشرعية من أراضيها تأتي من منطلق مسؤولية الدولة المصرية لضبط سواحلها ومنع الهجرة غير الشرعية والقضاء على الاتجار بالبشر. وأضاف أنه كلما تعزز الحل السياسي في ليبيا واستطاعت المؤسسات الوطنية الليبية أن تضطلع بمسؤولياتها وتوفير الخدمات والسيطرة على العبور من خلال شواطئها، خفضت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من تداعياتها على أوروبا وعلى المنطقة، كما أن هناك مسؤولية إنسانية للحفاظ على أرواح المهاجرين،حيث يفقد بعض منهم أرواحهم غرقًا في البحر أثناء محاولات الهجرة.
وأشار المفوض الأوروبي إلى أن مصر تمثل أهم دول الجوار بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أنه تم بالأمس التوقيع على عدد من الاتفاقيات، وهي نتاج اتفاقية الشراكة حسب الأولويات المحددة التي تسمح بتوفير معونة مالية تقدر بـ500 مليون يورو في 2018، مشيرًا إلى وجود مئات المشروعات في مصر مدعومة من الاتحاد والمؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء تبلغ 11 مليار يورو.
وحول إحجام الدول الأوروبية عن تصنيف جماعة «الإخوان» جماعة إرهابية، قال المفوض الأوروبي إن اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية أمر يرجع لقرار كل دول الاتحاد الأوروبي، كما نفى وجود أي تأثير لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على حجم المساعدات لمصر.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس، ضبط أحد قيادات «الجماعة الإسلامية» الهارب من تنفيذ حكم بالسجن المؤبد في قضية اقتحام وتخريب مركز شرطة عقب فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.
وقالت الوزارة، في بيان، إنه «في إطار الخطة الموضوعة لتتبع وملاحقة العناصر المحكوم عليها الهاربة على ذمة قضايا التطرف، تم ضبط عضو الجماعة الإسلامية المحكوم عليه الهارب عبد القادر عبد الوهاب عبد الجواد المقيم بمحافظة بني سويف كونه محكومًا عليه غيابيًا بالسجن المؤبد في قضية اقتحام وتخريب مركز شرطة ببا عقب فض اعتصام رابعة». وأضافت أن «المذكور سبق ضبطه خلال الفترة من عام 1994 حتى عام 2006 لانخراطه تنظيميًا بصفوف كوادر الجماعة الإسلامية، وتم رصد معاودته نشاطه لصالحها عقب أحداث يناير (كانون الثاني) 2011، وسبق صدور قرار من الرئيس المعزول بتعيينه بمجلس شورى النواب خلال عام 2012».
وأشارت الوزارة إلى أن المتهم المذكور عضو حالي بالهيئة العليا لحزب «البناء والتنمية» (الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية»)، وأمين الحزب بمحافظة بني سويف، موضحة أن الإجراءات القانونية حياله ما زالت لم تكتمل.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.