المهرجان القومي للسينما في مصر يختتم نسخته الـ21

شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور على الأفلام الروائية

الفنانة لبنى عبد العزيز - شعار المهرجان
الفنانة لبنى عبد العزيز - شعار المهرجان
TT

المهرجان القومي للسينما في مصر يختتم نسخته الـ21

الفنانة لبنى عبد العزيز - شعار المهرجان
الفنانة لبنى عبد العزيز - شعار المهرجان

أُسدِل الستار، مساء أمس، على فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية بدورته الحادية والعشرين التي عُقِدت من 18 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 26 أكتوبر من الشهر ذاته، وحمل المهرجان شعار «شعاع للغد»، الذي نظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، ورأسه المخرج الدكتور سمير سيف، تحت رعاية وزير الثقافة المصري الدكتور حلمي النمنم، حيث أُقِيم الختام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
وتضمن حفل الختام تكريم مجموعة من الفنانين، منهم عروس النيل الفنانة لبنى عبد العزيز، رغم مشوارها الفني القصير الذي لم يتعدّ 20 فيلماً، إلا أنها أثرت بهذه الأعمال في تاريخ السينما المصرية بل ستظل علامة من علامات السينما، وأهم هذه الأعمال «أنا حرة»، و«العيب»، وشاركت أيضاً في «الوسادة الخالية» مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقدمت «غرام الأسياد» و«آه من حواء».
كما كرمت الدورة المخرج خيري بشارة، على مشواره منذ سبعينات القرن العشرين وحتى الآن. ولكونه أحد أفراد جيل من المخرجين أعاد تعريف الواقعية في السينما المصرية خلال الثمانينات. وعندما صدر كتاب من مكتبة الإسكندرية حول أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ضمت القائمة ثلاثة من أفلامه هي «الطوق والإسورة» و«يوم مر... يوم حلو» و«آيس كريم في جليم». كما قدم كثيراً من الأعمال منها «كابوريا» و«أمريكا شيكا بيكا». قبل أن يصير أحد أوائل المخرجين المصريين الذين أقدموا على تجربة الديجيتال بتصوير فيلميه «ليلة في القمر» و«مون دوج» بكاميرات رقمية.
وكرم المهرجان أيضاً المصور الفنان محسن أحمد، مدير التصوير والمخرج السينمائي، ومن أهم الأفلام التي قام بتصويرها فيلما «المطارد» و«عصر الذئاب» مع المخرج سمير سيف، وفيلم «البداية»، مع المخرج صلاح أبو سيف، وفيلم «زوجة رجل مهم» مع المخرج محمد خان، فيلم «الأراجوز» مع المخرج هاني لاشين، وفيلم «كابوريا» مع المخرج خيري بشارة، فيلم «الكيت كات» مع المخرج داود عبد السيد، وفيلما «سمع هس»، و«النوم في العسل»، مع المخرج شريف عرفة، وفيلم «الحب في الثلاجة» مع المخرج سعيد حامد، وفيلم «الواد محروس بتاع الوزير» و«هالو أميركا» مع المخرج نادر جلال، وفيلم «دم الغزال».
كما تم تكريم المونتيرة ليلى فهمي، التي قدمت خلال مشوارها الخمسيني مئات الأفلام الروائية الطويلة (تتضمن الفيلموغرافيا أكثر من 270 فيلماً منها)، وقامت بمونتاج كل أفلام طلاب معهد السينما (16 مللي)، وتتضمن الفيلموغرافيا مشاريع أعوام: 1972 - 1973، و1975، بالإضافة إلى بعض الأفلام التسجيلية (16 مللي - 35 مللي)، من بينها 3 أفلام لفنان السينما الكبير المخرج شادي عبد السلام.
كما تم تكريم منسق المناظر عباس صابر، وكبير فنيي الإضاءة عبد الشافي محمد، تقديراً وعرفاناً لصناعة السينما المصرية طوال مسيرتهم المهنية.
وخلال الحفل تم إعلان جوائز المهرجان للأفلام الروائية الطويلة، وقد تنافس هذه الدورة 21 فيلماً على جوائز المهرجان، وقدرها مليون جنيه، كما اشترك 51 فيلماً روائياً قصيراً، منها «ستة وخمسة» للمخرج مصطفى محمود و«أحلام» للمخرج وجدي راشد، و«فتحي لا يعيش هنا بعد الآن» للمخرج ماجد راشد، و«ألوان» للمخرج محمد خيري، و«جميلة» للمخرج يوسف نعمان.
وكذلك تنافس 15 فيلماً تسجيلياً أكثر من 15 دقيقة، و11 فيلماً تسجيلياً حتى 15 دقيقة، و9 أفلام رسوم متحركة تتنافس على جوائز تبلغ قيمتها 184 ألف جنيه.
كما ضم المهرجان عدداً كبيراً من الأفلام التي تم إنتاجها خلال عام في السينما المصرية، ووصل عددها إلى 107 أفلام، ما بين 21 فيلماً روائياً طويلاً منها أفلام «من 30 سنة» لأحمد السقا وميرفت أمين ومنى زكي وشريف منير، و«لف ودوران» لأحمد حلمي، و«يوم للستات» لإلهام شاهين، و«نوارة» لمنة شلبي، و«عصمت أبو شنب» لياسمين عبد العزيز، و«اللي اختشوا ماتوا» لغادة عبد الرازق، و«حسن وبقلظ» لعلي ربيع وكريم فهمي، و«البس علشان خارجين» لحسن الرداد وإيمي سمير غانم، و«والماء والخضرة والوجه الحسن» لليلى علوي ومن إخراج يسري نصر الله، و«اشتباك» لنيللي كريم وإخراج محمد دياب، و«جحيم في الهند» لمحمد إمام وإخراج معتز التوني.
وتضمنت لجنة تحكيم الأفلام الروائية المخرج علي عبد الخالق رئيساً، وعضوية الدكتور محمد شفيق، وعادل المغربي، وخالد حماد، وأشرف محمد، والدكتورة نهاد إبراهيم، وفاطمة ناعوت.
كما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة والتسجيلية والتحريك، مدير التصوير سعيد شيمي رئيساً، وعضوية الدكتورة إيمان عاطف، والدكتور معتز الشحري، والناقد الفني مجدي الطيب، والمخرج شريف البنداري.
وتميزت هذه الدورة من المهرجان بخروج الأفلام من نطاق القاهرة إلى المحافظات، حيث تم عرض الأفلام المشاركة في المهرجان بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، وقصر ثقافة الأقصر، ومكتبة مصر العامة بالأقصر، وجامعة المنيا، وقصر ثقافة المنيا، ومكتبة مصر العامة بالمنيا، ومكتبة مصر العامة بالمنصورة، وقصر ثقافة سوهاج. وقام بإحياء حفل الختام الفنان محمد عباس. وكانت الدورة قد انطلقت يوم الأربعاء الماضي دون إقامة حفل افتتاح، وبرر ذلك رئيس الدورة المخرج سمير سيف بأنه مثل النظام الذي تتبعه جوائز «سيزار» الفرنسية و«الأوسكار العالمية»، حيث يكتفي القائمون على المهرجان بتكريم أهم الشخصيات والفائزين في حفل الختام، مؤكداً أنه يعتبر المهرجان بمثابة مسابقة بين الإنتاج المحلي بكل أنواعه.
وعن هذه الدورة تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس: «هذه الدورة مختلفة عن الدورات السابقة ويوجد فيها عده عوامل مهمة، أولها فتحت نوافذ لجمهور في 7 محافظات أغلبها في الصعيد، وهذا التقدم كنا ننشد أن يتم تنفيذه من سنين طويلة، فمن حق الجمهور الموجود خارج العاصمة أن يشاهد هذه الأعمال سواء كانت روائية قصيرة وطويلة، وهذا دورنا تجاههم، وهذا التطور سيجعل المحافظات تهتم بإنشاء دور عرض سينمائي وأيضاً ستتحرك وزاره الثقافة لترميم قصور الثقافة في المحافظات وإعادة فتح المغلق منها»، مضيفة: «كما يحسب لهذه الدورة أنها تبنت جيلاً جديداً من النقاد في هذه الدورة ذهب عدد منهم إلى المحافظات لعمل ندوات ومناقشه الجمهور في الأعمال التي شاهدوها، وهذا تطور، وكما كان يحدث في جيلنا منذ أكثر من 20 عاماً، كنا ناشطين في المحافظات، وكان معي كمال رمزي وعلي أبو شادي، والثقافة ليست للعاصمة فقط لكن لا بد أن تكون لجميع المحافظات».
وأوضحت الناقدة: «هذه الدورة لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور على الأفلام الروائية القصيرة».


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.