كان عمرها عامين فقط عندما ظهرت في كثير من المجلات وهي تخطو خطواتها الأولى في الحياة ومجال عرض الأزياء على حد سواء. الآن بلغت تلك الطفلة 22 عاما من العمر وأصبحت واحدة من أهم وأشهر العارضات في الساحة العالمية. إنها جيجي حديد التي لا تتوقف عن الحركة وتطوير نفسها باقتحام مجالات جديدة، مستفيدة من جمالها وشُهرتها وتأثيرها القوي على بنات جيلها، وهو ما يؤكده حسابها الخاص على «إنستغرام»، الذي يضم أكثر من 35.7 مليون متابع.
ما أكده عام 2017 أنها لم تعد تكتف بدورها كعارضة أزياء، بل دخلت مجال التصميم أيضا من باب التعاونات. فقد صممت لحد الآن ثلاث تشكيلات لدار «تومي هيلفيغر» وأخيرا وليس آخرا مجموعة مع فاليري ميسيكا، لتضيف لسيرتها الذاتية «مصممة جواهر». فالماركة الفرنسية الشابة التي تعشقها نجمات من مثيلات إيفا لونغوريا وبيونسي وكريستنس ستيوارت وهلم جرا من الأسماء الكبيرة، تحتفل بالعام العاشر لمجموعتها الشهيرة «ذي موف» المعروفة بحركتها ومرونتها. ونظرا لأهمية هذه المناسبة، رأت فاليري أن مجرد تصدر جيجي حملتها الترويجية أو حضورها حفلا كبيرا لم يكونا كافيين. فهما من النوع التقليدي الذي سبقها إليه كثير من صناع الأزياء والجواهر. كانت تريد ضربة «معلم»، وهو ما انبثقت عنه فكرة أن تُشركها في تصميم مجموعة تخاطب بنات جيلها بكل تفاصيلها، فهي بهذا تضمن شد انتباه العالم، وفي الوقت ذاته تركب الموجة التي تبناها معظم صناع الموضة في السنوات الأخيرة، ألا وهي التودد لجيل الشابات. فقد تتمتع المرأة الناضجة بقدرات شرائية كبيرة ومهمة، لكن هذا لا يعني أن الصغيرات لا يشترين أو يحلمن باقتناء قطع ناعمة تُدخلهن نادي الترف بالتدريج. وهذا ما لخصته هذه المجموعة من خلال سلاسل وأقراط أذن وخواتم وغيرها.
مجموعة «ذي موف» التي عشقتها المرأة منذ أن طرحها «ميسيكا» منذ عشر سنوات تتميز بحركة ونعومة في الوقت ذاته. استلهمتها فاليري في عام 2007 من ذكريات طفولتها، عندما كان والدها أندريه، وهو أحد كبار تجار الماس في فرنسا، يعود من رحلاته البعيدة محملا بأكياس صغيرة تضم أحجارا وحُبيبات من الماس، يلاعب بها طفلته ويشرح لها في الوقت ذاته كيف تفرق بين نوعياتها من حيث البريق والحجم والوزن والصفاء. عندما شبت الطفلة كانت تعرف ما تريد، فقد سكن الشغف بالبريق والترف وجدانها. في البداية لم تلاق رغبتها في تأسيس ماركة جواهر ترحيبا كبيرا من والدها لكنه انصاع للأمر تحت إصرارها. شعر بأن بداخلها بركاناً تريد أن تعبر عنه لتحقق ذاتها وتفرض نفسها. من جهتها كانت تريد أن تُثبث لوالدها بأن رهانه عليها كان في محله. من هذا المنظور لم ترد أن تكون مجرد مصممة جواهر عادية تنضم للائحة طويلة. كانت تريد أن تتميز وتختلف عن باقي صناع الجواهر الذين كان والدها يتعامل معهم ويستعملون أحجارا ضخمة في تصاميمهم. كانت تعرف أنها قادرة على ذلك في حال ركزت على طموحات امرأة شابة في الحصول على قطع مميزة وفريدة من نوعها بأسعار مقدور عليها. والأهم من هذا قطع تلبسها في كل المناسبات من دون أن تبدو نشازا في النهار مثلا. ففكرة الأطقم التي كانت تحتفظ بها المرأة في خزانتها لتلبسها في المناسبات فقط لم تعد موضة تثير بنات جيلها. لهذا استهدفت نسف هذه الفكرة وتجاهلها تماما. فالجواهر في نظرها عشق خاص لا يجب أن يكون حكرا على مناسبة بعينها، بل يمكن الاستمتاع بها في كل المناسبات. ثمرة هذه الرغبة المحمومة في الابتكار كانت مجموعة «ذي موف». كانت بادرة خير - وضربة معلم - إن صح القول لأنها حققت الكثير من النجاح ولمست وترا حساسا بداخل المرأة الشابة التي كانت تستهدفها وفي الوقت ذاته المرأة الناضجة التي لم تكن تتوقع أن تصل إليها بهذه السهولة.
بعد عشر سنوات، انضمت إلى المجموعة تصاميم جديدة تتراقص هي الأخرى على الماس سواء فيما يتعلق بالخواتم أو الأساور أو القلادات. النعومة كانت عنوانها دائما لتُمكن فتاة صغيرة من شراء واحدة منها ثم تضيف إليها أخرى كلما توفرت لديها الإمكانيات. فالسوار الرفيع يمكن أن يتحول إلى عشرة أساور تُلبس مع بعض لمظهر مثير. نفس الشيء بالنسبة للسلاسل أو الخواتم، وهو ما يفسر تسميتها «موف أديكشن». فهي تصيب بحالة إدمان. ما إن نُجربها حتى نريد المزيد منها ولا نقوى على التوقف. ارتباط اسم جيجي حديد بهذه المجموعة له دلالاته. فهي تمثل هذه المجموعة، بجمالها وشبابها ونجاحها وثقتها بنفسها. وبحسب وصف فاليري لها «فهي عفوية، مشرقة وذكية». صفات لا شك أنها ذكرتها بنفسها، إضافة إلى قواسم أخرى مشتركة بينهما مثل أنهما قريبتان جدا بعائلتيهما. ف «ميسيكا» ملكا عائليا يعمل فيه معظم أفراد أسرتها تقريبا، كذلك الأمر بالنسبة لجيجي. فوالدتها كانت عارضة أزياء كذلك أختها بيلا وأخوها أنور.
تقول فاليري إن كيمياء نشأت بينهما أيضا في العمل: «استمتعت بالعمل مع جيجي على هذه المجموعة بشكل لا أقوى على وصفه.. شدني اهتمامها بالتفاصيل ونظرتها الثاقبة لكل ما له علاقة بالموضة والأناقة». ما أعجبت به فاليري أيضا أن العارضة الشهيرة لم تستسهل الأمر وتتعامل معه على أنه مجرد مشروع آخر يحمل اسمها، بل شاركت في عملية التصميم وتطوير المجموعة بشكل جدي. فهي لا تريد أن تخسر الثقة التي يوليها لها أكثر من 35.7 مليون متابع على «إنستغرام». كلهم ينتظرون بشوق كل ما تنشره لكي يُسارعوا لشرائه.
من جهتها قالت جيجي yنها استمتعت بالتجربة: «فأنا أعشق أن أتعلم أشياء جديدة وخلق تحديات لنفسي. أعتقد أنني وفاليري لنا نفس الأسلوب، على الأقل نريد أن نستعمل أحجار الماس بشكل يومي. يمكنني مثلا أن أستعمل أي قطعة في هذه المجموعة مع بنطلون الجينز و(تي - شيرت)». وعلى ما يبدو فإن الكيمياء بينهما كانت جد موفقة إلى حد أنهما يفكران في كتابة فصل جديد في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.
8:17 دقيقة
فاليري ميسيكا وجيجي حديد... قصة كيمياء وجواهر مفعمة بالنعومة والمرونة
https://aawsat.com/home/article/1064061/%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D9%85%D9%81%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A9
فاليري ميسيكا وجيجي حديد... قصة كيمياء وجواهر مفعمة بالنعومة والمرونة
احتفالاً بمرور عشر سنوات على أول مجموعة «ذي موف»... «ميسيكا» تجند العارضة العالمية لاستقطاب بنات جيلها
- باريس: جميلة حلفيشي
- باريس: جميلة حلفيشي
فاليري ميسيكا وجيجي حديد... قصة كيمياء وجواهر مفعمة بالنعومة والمرونة
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة