أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي: الأقليات رهان الجماعات المتشددة

المفكر المغربي محمد البشاري («الشرق الأوسط»)
المفكر المغربي محمد البشاري («الشرق الأوسط»)
TT

أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي: الأقليات رهان الجماعات المتشددة

المفكر المغربي محمد البشاري («الشرق الأوسط»)
المفكر المغربي محمد البشاري («الشرق الأوسط»)

قال المفكر المغربي الدكتور محمد البشاري، أمين عام «المؤتمر الإسلامي الأوروبي» رئيس الفيدرالية العامة في فرنسا، إن «الشباب العربي والأوروبي يبحث عن الفتوى في 20 موقعاً» يشرف عليها متشددون، وإن «الجماعات الإرهابية، خصوصاً داعش، تراهن على الأقليات»، موضحاً أن فقدان الثقة في صورة من يُفتي في بعض الدول دفع الشباب للبحث عن المعلومة الدينية في وسائل التواصل الاجتماعي التي تشهد تجييشاً من الجماعات المتطرفة.
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في مؤتمر «دار الإفتاء» بالقاهرة: «للأسف، من يتصدر مؤشر البحث على (غوغل) تيار إرهابي عمد إلى تعطيل أحكام الإسلام، واستطاع أن يرقم أكبر عدد من كتب التراث غير المحققة، أو التي عليها خلاف وليس عليها إجماع، بين مكونات المجتمعات الإسلامية».
وتابع: «في دراسة قمنا بها، وجدنا أن الشباب المسلم عندما يبحث عن الفتوى والرأي الديني، يبحثون في 20 موقعا» تتبع جماعات متشددة، لأن هذه المواقع «استطاعت بفضل امتلاكها الإمكانيات الحديثة المعلوماتية أن تتصدر السوشيال ميديا، وبمهنية كبيرة... فالشباب يتلقون الفتوى والرأي الديني من المقدسي أو أيمن الظواهري، أو أبو بكر البغدادي، أو من كل هذه الجماعات الارهابية بامتياز».
وأوضح أن تنظيم داعش استطاع وحده أن يصنع يومياً 46 ألف معلومة بـ90 ألف حساب على «تويتر» بـ12 لغة، لذلك نحن الآن أمام «حرب إلكترونية»، وهناك كتائب لـ«داعش» مدربة تعمل على مدار الساعة، ومن أي مكان.
وقال الدكتور البشاري إن «الجماعات الإرهابية فهمت لغة الشباب وعقليتهم، بل إنهم استطاعوا أن ينفذوا للأطفال، من خلال ألعاب (بلاي ستيشن)، وكثير من هذه الألعاب مخترقة من الجماعات»، مؤكداً أن صناعة هذه الحسابات والمواقع لا يمكن أن تكون في بلد فيه صراعات أو حروب، خصوصاً مع هذه التقنيات الحديثة، فهي صناعة في بلدان تتمتع بالأمن والرفاهية والحرية، وكان علينا كمجتمع مدني ودول أن نشتغل على تجريم الإرهاب الإلكتروني، وإلزام الأمم المتحدة بهذه الاتفاقات، لكن الآن هناك فراغ تشريعي».
وحول الذي يقدمه العالم لمحاربة الإرهاب، قال أمين عام «المؤتمر الإسلامي الأوروبي»: «على الأمم المتحدة أن تجرم الإرهاب الإلكتروني، وتعمل على تأسيس كتائب وجيش إلكتروني يتحدث باللغات التي تستخدمها حركات الإسلام السياسي وجماعات الإسلام القتالي، فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ على الأفكار الشاذة والفتاوى المتطرفة».
وعن تحقيق اندماج للمسلمين في أوروبا، قال البشاري إن «الأقليات المسلمة هي العقدة، وهي المساحة التي تعمل عليها الجماعات الإرهابية، لأن هذه الأقليات غير مُحصنة، فهم لا يمتلكون اللغة أو المفاهيم الدينية الصحيحة... والدليل على ذلك أن أكثر من نصف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، من عام 2014 حتى 2016، من أبناء الأقليات المسلمة، وعددهم 25 ألف مقاتل من أوروبا وروسيا والهند، خصوصاً أن ثلث الأمة الإسلامية يعيش خارج العالم الإسلامي، لذلك يجب على المجامع والمؤسسات الرسمية أن يعملوا بالفعل على الأقليات، بتحصينهم فكرياً وعقائدياً».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

أفريقيا دورية للشرطة الصومالية بالقرب من موقع هجوم انتحاري في مقهى بمقديشو في الصومال الخميس 17 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

تمكّن الجيش الصومالي من القضاء على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً بينهم قياديان بارزان، ‏وأصيب نحو 40 آخرين في عملية عسكرية مخطَّط لها جرت في جنوب محافظة مدغ.

أوروبا مدخل البرلمان الألماني (د.ب.أ)

البرلمان الألماني يوافق على تشديد القواعد الخاصة بطالبي اللجوء

وافق البرلمان الألماني، الجمعة، على الحدّ من المنافع الممنوحة لطالبي اللجوء، فيما تسير برلين على خطى دول أوروبية أخرى باتت تعتمد خطّاً أكثر تشدّداً إزاء الهجرة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ الشكوى الجنائية التي رفعتها وزارة العدل ضد ناصر أحمد توحيدي «أ.ب»

قاضٍ يأمر باستمرار احتجاز أفغاني متهم بالتخطيط لهجوم يوم الانتخابات الأميركية

صدر قرار، الخميس، باستمرار احتجاز أفغاني متهم بالتخطيط لهجوم يوم الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (أوكلاهوما سيتي )
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر "متداولة"

البرلمان الألماني يصوت على حزمة أمنية جديدة

يصوت البرلمان الألماني (بوندستاغ)، الجمعة، على حزمة أمنية جديدة اقترحها الائتلاف الحاكم.

«الشرق الأوسط» (برلين )
الولايات المتحدة​ مقاتل من «داعش» يحمل سلاحاً مع علم التنظيم في أحد شوارع مدينة الموصل يوم 23 يونيو 2014 (رويترز)

الولايات المتحدة وحلفاؤها يدرسون مستقبل محاربة تنظيم «داعش»

بعد مرور 10 سنوات على الإطلاق الرسمي للعملية، التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، اجتمعت واشنطن وحلفاؤها في «الناتو» في بروكسل لمناقشة مستقبل المهمة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

البرلمان الألماني يوافق على تمديد مهمة الجيش في العراق

جندي من قوات تحالف مكافحة «داعش» خلال دورية في العراق (أرشيفية - سنتاكوم)
جندي من قوات تحالف مكافحة «داعش» خلال دورية في العراق (أرشيفية - سنتاكوم)
TT

البرلمان الألماني يوافق على تمديد مهمة الجيش في العراق

جندي من قوات تحالف مكافحة «داعش» خلال دورية في العراق (أرشيفية - سنتاكوم)
جندي من قوات تحالف مكافحة «داعش» خلال دورية في العراق (أرشيفية - سنتاكوم)

وافق البرلمان الألماني، اليوم (الخميس)، على تمديد التفويض الخاص بمهمة الجيش الألماني للإسهام في تحقيق الاستقرار بالعراق لمدة 15 شهراً إضافية.

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، صوَّت لصالح التمديد غالبية كبيرة تضم 539 نائباً من النواب الحاضرين، فيما صوَّت 93 نائباً ضد التمديد، وامتنع نائبان عن التصويت، وذلك حسبما أعلنت رئاسة البرلمان بعد أخذ التصويت بالاسم.

ويدعم الجيش الألماني العراق في مجالات تشمل تدريب الجنود، ومن ثم الإسهام في مكافحة عودة تنظيم «داعش» من جديد.

وبهذا، يمكن للحكومة الألمانية أن تستمر في إرسال ما يصل إلى 500 جندي من الجيش إلى العراق.

ويستمر التفويض الجديد حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2026، مما يوفر للمهمة فترة إضافية مدتها 4 أشهر بعد الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، المقرر إجراؤها في أواخر سبتمبر (أيلول) 2025.

ويشارك الجنود الألمان في مهمة «إن إم آي» التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) التدريبية في العراق، وكذلك في عملية «العزم الصلب».

وكان تنظيم «داعش» قد سيطر على مدار سنوات على مساحات واسعة في العراق، وسوريا المجاورة، ورغم أن التنظيم فقد سيطرته حالياً، فإنه لا تزال هناك خلايا تابعة للتنظيم نشطة في كلا البلدين.

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً في المنطقة لمحاربة التنظيم. وتخطط الولايات المتحدة لإعادة تنظيم وجودها العسكري في العراق.

وكان مسؤولون رفيعو المستوى في الحكومة الأميركية أعلنوا مؤخراً عن «عملية انتقالية» على مرحلتين، للتحول من التحالف العسكري الدولي الحالي في العراق إلى شراكة أمنية ثنائية.