سلامة يطرح «صيغاً توافقية» لجمع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار

عائلة القذافي تنوي مقاضاة شخصيات قطرية أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة دعم الإرهاب

السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت في لقاء مع لجنة الحوار الممثلة لمجلس النواب (موقع البرلمان الإلكتروني)
السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت في لقاء مع لجنة الحوار الممثلة لمجلس النواب (موقع البرلمان الإلكتروني)
TT

سلامة يطرح «صيغاً توافقية» لجمع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار

السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت في لقاء مع لجنة الحوار الممثلة لمجلس النواب (موقع البرلمان الإلكتروني)
السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت في لقاء مع لجنة الحوار الممثلة لمجلس النواب (موقع البرلمان الإلكتروني)

سعى غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، أمس، إلى تقريب وجهات النظر بين أعضاء لجنتي الحوار، الممثلتين لمجلسي النواب والأعلى للدولة، وقدم لهم «ورقة تتضمن صيغاً توافقية لدراستها»، بهدف إعادتهم مرة ثانية إلى مفاوضات تعديل «اتفاق الصخيرات»، التي بدأت الأحد الماضي في العاصمة تونس، وتوقفت بعد انسحاب ممثلي البرلمان، وفي غضون ذلك أعلن خالد الزايدي، محامي عائلة القذافي، أنه سيقاضي قطر أمام محكمة الجنايات الدولية بسبب «دعمها للإرهاب في ليبيا وتشريد مواطنيها».
وأطلع عمر بوشاح، عضو لجنة الحوار عن المجلس الأعلى للدولة، «الشرق الأوسط» على تفاصيل الاجتماع الذي حضره المبعوث الأممي إلى ليبيا، وقال إن سلامة قدّم إلى لجنتي الحوار المنعقدة في تونس بعد ظهر أمس «مجموعة من الأفكار تتمحور حول النقاط التي تم التفاهم عليها، وأخرى لا تزال محل خلاف كي تتم دراستها داخل كل لجنة»، مشيراً إلى أنهم اجتمعوا في لجنة المجلس الأعلى للدولة لدراسة الورقة «لإقرارها، أو طلب تعديل بعضها»، وتابع موضحاً: «وعلى ضوء ما سيُقدَّم للبعثة من الطرفين سيتبين مدى إمكانية استكمال الحوار أو توقيفه».
وجاءت موافقة المجلس الأعلى عقب تقدم عبد السلام نصية، رئيس لجنة الصياغة عن مجلس النواب، إلى البعثة الأممية بقائمة تضمنت خمسة مطالب، هي ضم جميع أعضاء المؤتمر العام المنتخَبين في السابع من يوليو (تموز) 2012 إلى مجلس الدولة، وحذف المادة الثامنة من الأحكام الإضافية، والتأكيد على أن يتكون المجلس الرئاسي الجديد من رئيس ونائبين، على أن يرشح مجلس النواب اثنين منهم ليكون ثالثهما مرشح مجلس الدولة، على أن ينال جميعهم ثقة البرلمان.
كما طالبت قائمة مجلس النواب بأن تؤول صلاحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المجلس الرئاسي الجديد مجتمعاً، وأن تكون القرارات الخاصة بالمؤسسة العسكرية والأمنية وقياداتها بالإجماع وبموافقة مجلس النواب، بجانب التأكيد على أن تنال الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب، «كونه صاحب الاختصاص الأصيل في ذلك وفقاً للإعلان الدستوري والاتفاق».
والتقى نصية وعدد من أعضاء اللجنة سفير بريطانيا لدى ليبيا بيتر مليت، وتناول الاجتماع أسباب تعليقهم الجولة الثانية للحوار السياسي في تونس. وقال مجلس النواب في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك»، فجر أمس، إن رئيس لجنة الحوار وأعضاء بلجنة الصياغة أطلعوا مليت على أسباب تعليق الحوار السياسي، وأنهم طلبوا من الطرف الآخر (المجلس الأعلى للدولة) صياغات مكتوبة حول القضايا الخلافية، وألا يكون الحوار من أجل الحوار، دون الوصول إلى حل في هذه القضايا التي تُعتَبَر مهمة جدّاً لمجلس النواب. وذهب المجلس إلى أن السفير البريطاني «اقتنع بوجهة نظر مجلس النواب وحجته القوية التي عرضها عليه». يُشار إلى أن السفير البريطاني لدى ليبيا اجتمع أيضاً مع لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس الأعلى للدولة، واستمع إلى آرائهم في الأزمة ذاتها.
ورأى أبو بكر بعيرة، عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، أن الحوار (المُعطَّل) في تونس «لن يوصل إلى حل»، وقال إن هناك «أزمات كثيرة في ظل سعي البعض إلى إقصاء المجلس الرئاسي بالكامل، والبعض الآخر يريد إخراج الجيش من المشهد».
وأضاف بعير في برنامج تلفزيوني، أول من أمس، أن «المصالح الخاصة تسيطر على المشهد السياسي الليبي»، وطالب بـ«الإبقاء على اتفاق الصخيرات (الذي وقع في المغرب نهاية 2015) دون تعديل»، موضحاً أن «التهافت على المصالح الشخصية سبب في الانسداد السياسي الحاصل في البلاد».
إلى ذلك، توعَّد خالد الزايدي محامي عائلة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بمقاضاة شخصيات قطرية أمام محكمة الجنايات الدولية، بسبب «دعمهم للإرهاب في ليبيا والتسبب في تشريد مواطنيها».
وقال الزايدي في مؤتمر صحافي عقده في تونس، مساء أول من أمس، وتناقلته وسائل إعلام ليبية، إن فريقاً من خمسة محامين دوليين سيبدأ في تحريك القضية قريباً، مشيراً إلى أنه يحق مقاضاة قطر بموجب القانون 1970 الذي كانت سبباً فيه، وموضحاً أن الأمر لا يحتاج إلى قرار جديد من مجلس الأمن لرفع الدعوى.
وأبرز الزايدي أنهم في انتظار أن يعدل المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية عن قراره بشأن إحالة سيف الإسلام القذافي إلى التحقيق، ورأى أن «اختصاص المحكمة الدولية تكميلي وليس بديلاً عن القضاء الوطني».
وأُطلِق سراح سيف القذافي من سجن الزنتان يونيو (حزيران) الماضي، لكن لا تتوفر أي معلومات إلى الآن عن مكان وجوده.
وقالت سارة ليا ويتسون، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، وقتها إن الإفراج عن سيف الإسلام القذافي استناداً إلى قانون العفو العام في البرلمان الليبي لعام 2015 لا يغير حقيقة أن المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأوضح الزايدي أيضاً أن سيف الإسلام القذافي بصحة جيدة، ويتابع الوضع السياسي في ليبيا من مقره داخل البلاد، موضحاً أنه على اتصال شخصي مع سيف الإسلام، لكنه رفض الإفصاح عن مكانه في ليبيا، أو ما إذا كان قد غادر مدينة الزنتان في غرب البلاد، التي اعتقل فيها بعد انتفاضة 2011 التي قتل فيها والده.
وقال الزايدي للصحافيين في العاصمة التونسية: «إنه يعمل في السياسة الآن من مقره في ليبيا مع القبائل ومع المدن.. ومع صناع القرار، وهو بصحة جيدة... وضعه ممتاز. وضعه الصحي والنفسي جيد». وكان البعض ينظرون إلى سيف الإسلام باعتباره خليفة إصلاحيّاً محتملاً لوالده في السنوات التي سبقت الانتفاضة، ولا يزال شخصية مهمة بالنسبة لمؤيدي القذافي.
وسعياً منهم لإعادة بناء نفوذهم يطرح أنصار القذافي سيف الإسلام كشخصية يمكنها المساعدة في المصالحة بين الفصائل المتناحرة في البلاد، رغم أنه مطلوب داخل البلاد وفي المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة ثانية أجرى فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أمس، زيارة إلى مدينة غريان (شمال غربي ليبيا) برفقة عدد من القيادات الأمنية، في وقت أعلنت فيه الخطوط الجوية الليبية أنه «تم تأخير رحلاتها إلى العاصمة التونسية لحين إشعار آخر بسبب الإصابة التي تعرضت لها إحدى طائراتها بشظايا رصاص إثر الأحداث التي وقعت اليومين الماضين بمنطقة الغرارات في طرابلس، والقريبة من مطار معيتيقة الدولي».
في شأن آخر، أوقفت الشرطة في مدينة كاتانيا بإقليم صقلية ثلاثة أشخاص بتهمة الانتماء إلى «تنظيم إجرامي دولي»، ينشط في تهريب منتجات الوقود الليبي وتسويقه في الأسواق المحلية والأوروبية. وقالت السلطات الأمنية المحلية بالمدينة، وفقا لـ«أكي» إن «الشبكة الإجرامية الدولية» تعمل على تهريب وقود الديزل الليبي المسروق من مصفاة الزاوية (40 كيلومتراً غرب طرابلس) بنقله عبر البحر إلى إقليم صقلية، وعرضه على الأسواق الإيطالية والأوروبية.
وسبق أن أصدر رئيس التحقيقات في مكتب النائب العام بطرابلس، مذكرات توقيف بحق موظفين محليين يعملون في مؤسسات نفطية بالبلاد بتهمة الضلوع في عمليات تهريب منتجات الوقود الليبي، كما طالبت السلطات الليبية الجانب الإيطالي التصدي لـ«مافيا وشبكات إجرامية» تعمل على تهريب الوقود الليبي، وتنشط في مالطا وإيطاليا واليونان وقبرص.
وفي 30 يونيو الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يوسع عقوبات على صادرات النفط غير المشروعة من ليبيا لتشمل المنتجات البترولية المكررة، في مسعى لوقف تهريب متفشٍّ للوقود المدعوم بطريق البحر.
ورصد تقرير رُفع إلى مجلس الأمن في وقت سابق «سفناً تظهر أنماطاً ملاحية مشبوهة»، قبالة زوارة، وذكر محاولة لتصدير 11500 طن من الوقود الثقيل بطريقة غير مشروعة من شرق ليبيا إلى مالطا في فبراير (شباط) الماضي.



القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.