السياب... غريب على الخليج

أمسية شعرية غنائية في ندوة الثقافة والعلوم في دبي

جانب من الأمسية الشعرية الموسيقية  في ذكرى مرور 90 سنة على ميلاد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب
جانب من الأمسية الشعرية الموسيقية في ذكرى مرور 90 سنة على ميلاد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب
TT

السياب... غريب على الخليج

جانب من الأمسية الشعرية الموسيقية  في ذكرى مرور 90 سنة على ميلاد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب
جانب من الأمسية الشعرية الموسيقية في ذكرى مرور 90 سنة على ميلاد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب

نظمت ندوة الثقافة والعلوم، بالتعاون مع «أثر» للفنون والآداب، أمسية شعرية موسيقية بعنوان «غريب على الخليج» في ذكرى مرور 90 سنة على ميلاد رائد الحداثة الشعرية الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب.
حضر الحفل سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وأعضاء مجلس الإدارة، والأديب عبد الغفار حسين، ونجل الشاعر الراحل غيلان بدر شاكر السياب، ولفيف من المهتمين والحضور.
قدمت الحفل الدكتورة بروين حبيب التي ألقت الكثير من قصائد الشاعر مصحوبة بغناء الفنانة مكادي نحاس والفنان أنور داغر.
رحبت بروين بالحضور، وبجهود دولة الإمارات في رعاية الفن والثقافة، وحرص ندوة الثقافة والعلوم على استحضار القامات الأدبية والفكرية والفنية والثقافية في مختلف فعالياتها. وعن الشاعر، قالت إنه ولد السياب عام 1925 في قرية جيكور التي أغرم بها وهام أحدهما بالآخر... وهي من قرى قضاء «أبي الخصيب» في محافظة البصرة، وفي العام 1948 تخرَّج من دار المعلمين العالية قسم اللغة الإنجليزية، كما تثقف بالأدب العربي، خصوصاً المتنبي والجاحظ وأبو العلاء المعري. وأضافت، عاش حياة قاسية لم تخل من المعاناة، فقد أمه وجدته، فعاش مريضاً متخبطاً بكثير من المحن مما صقل شعره العذب، ظل يعاني في حياته من مرض لازمه فترة طويلة حتى قضى نحبه سنة 1964. وتوفي في المستشفى الأميري في الكويت في 1964.
نظم السياب الشعرَ في مستهل شبابه، وكان يشارك في الندوات في المقاهي الأدبية مثل قهوة عرب أو الزهاوي، ولاشك أنّ ثروة السياب اللغوية تجدها واضحة المعالم في قصيدته «غريب على الخليج».
يضعه الشعراء في المرتبة الأولى من رواد الشعر الحديث، وأشهر دواوينه «أزهار وأساطير» و«المعبد الفريق» و«أنشودة المطر» و«شناشيل ابنة الجلبي».
وقد تأثر السياب لغة بما قرأه في الأدب العربي القديم، فكانت لغته قوية التراكيب، كذلك تأثر بأعلام الأدب الإنجليزي فقاده هذا إلى ابتكار أسلوب جديد في الشعر العربي الذي اضطلع فيه هو ونازك الملائكة.
وأضافت بروين في رسالة إلى السياب: مر تسعون عاماً على يقظتك الأولى في هذا العالم، واثنان وخمسون على إغماضتك، وما بين اليقظة والإغماضة مرّ كثير من الموت علينا، أمّا المنافي التي وقفت يوماً وحسبت نفسك أنت الغريب الوحيد على الخليج، فأطمأنك بحرارة صادقة بأنّ كل شيء بات غريباً حولنا، وأنّ الشواطئ عجّت بالفارين من ليل العراق...
شاعرنا الكبير بدر... فهمنا أخيراً أن الشعر يمكن أن يحوّل نهراً صغيراً وضائعاً إلى نهر من أنهار الميثولوجيا، وأنّ اسماً من جنوب العراق يمكن أن يرن صداه أبعد من كل خليج...
«الثانوية» تهدمت يا صديقي السياب والفندق الذي كنت تسكنه أمسى خراباً، أمّا السوق القديم فلم تبق فيها سوى غمغمات عابرين خائفين كأن قصيدتك كتبت اليوم كأنها نبوءة...
فخطى الغريب خطاك آنذاك هي خطانا كلنا الآن في هذا الشرخ المريب لحياتنا.
نردد كلماتك «الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام... حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق».
وأكملت د. بروين: عزيزي الشاعر بدر شاكر السياب؛ في مناسبة ميلادك التسعين، تذكرت شيئاً أردت أن أخبرك به... أنت تعرف كيف أنّنا في العراق نطلق أسماء على الأجيال الشعرية... مثلاً أنت والشاعرة نازك الملائكة من جيل الرواد في الشعر الحر، وبعد ذلك جيل ما بعد الرواد ثم جيل الستينات والسبعينات، ولأن جيل الثمانينات كان يسمى بـ«جيل الحرب»، تصورت أن الجيل الذي بعده سيسمى بـ«جيل ما بعد الحرب»...
لكن الحرب لم تنته، ولذلك تصور يا عزيزي بأنّ الأجيال التي بعدي كلها حتى الآن يمكن أن تسمى بـ«جيل الحرب».
أخيراً، دعني أخبرك بما يسرك يا شاعرنا الكبير: «عراقنا اليوم فيه شعراء شباب رائعون فعلاً... وقصائدهم لن تخيب ظنك بالشعر العراقي المتميز دائماً... إذن أطمئنك بأن جمرة الشعر ستبقى مضيئة وسط الخراب أو بسببه أو برغمه على يد أحفاد وحفيدات السياب ونازك الملائكة، وما كنت أريد أن أقلق نومتك المسالمة يا شاعرنا بهذه الأخبار الغريبة.
لكن أنت تفهمنا وتفهم مثلاً معنى أن نبتعد عن البلد حتى نصبح أقرب، ونرى الشمس في مكان آخر لنتأكد بأنّها الشمس نفسها.
وألقت بروين قصيدة كتبها الشاعر محمود درويش للسياب «موسيقى لأمي»، نذكر بعضاً من أبياتها:
أتذكَّرُ السيَّاب... في هذا الفضاء السُومَريِّ
تغلبَتْ أنُثى على عُقم السديمِ
وأورَثتنا الأرضَ والمنفى معا
أتذكَّرُ السيَّابَ... إن الشعَر يُولدُ في العراق
فكُنْ عراقياً لتصبح شاعراً يا صاحبي
أَتذكر السيَّاب... لم يَجِد الحياة كما تَخيَّل
بين دجلة والفراتِ، فلم يُفكِّرْ مثلَ
جلجامشْ بأعشابِ الخلود. ولم يفكِّر بالقيامة
بعدها...
ومن قصائد السياب ألقت بروين قصيدة «أنشودة المطر»، كذلك ألقت قصيدة «غريب على الخليج»، وفي مطلعها يقول:
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
حتى الظلام - هناك أجمل، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه، متى أنام
فأحسّ أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيّبات خطاي والمدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
كما ألقت قصيدتي «قافلة الضياع» و«وصية محتضر». وغنى أنور داغر من أشعار السياب أغنية «سِفْر أيوب»، كذلك غنى أغنية «جي مالي» من التراث العراقي:
چي مالي والي... بويه اسم الله چي مالي والي... صدقه الله حلو المعاني... بوية اسم الله حلو المعاني... صدقة الله».
واختتم الحفل بتكريم المشاركين وروح الشاعر السياب.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».