أجهزة الأمن التونسية تتحرى عن عائلة منفذ هجوم مرسيليا

أقام مدة في إيطاليا مع أنيس العامري منفذ هجوم برلين

TT

أجهزة الأمن التونسية تتحرى عن عائلة منفذ هجوم مرسيليا

داهمت أجهزة الأمن التونسية منزل عائلة أحمد الحناشي المتهم بتنفيذ حادثة الطعن في مدينة مرسيليا الفرنسية، وتحولت قوة أمنية إلى مسكنه الكائن في منطقة وادي الرومين بولاية - محافظة بنزرت (نحو 60 كلم شمال العاصمة التونسية). ونفت عائلته انتماءه إلى الفكر الداعشي وقالت إن أحمد الحناشي عاد إلى تونس خلال شهر مايو (أيار) المنقضي قبل أن يتورط في قضية مخدرات ويغادر تونس من جديد، وقد أصدرت السلطات التونسية بطاقة تفتيش ضده لفائدة فرقة مكافحة المخدرات في تونس.
وأثبتت التحريات الأمنية التي أجرتها أجهزة مكافحة الإرهاب في تونس، أن للمتهم بتنفيذ هجوم مرسيليا الإرهابي شقيقاً يدعى أنور الحناشي وقد غادر تونس خلسة قبل نحو عشرة أيام في رحلة غير شرعية انطلقت من سواحل منطقة بنزرت نحو السواحل الإيطالية.
وأكدت التحريات ذاتها أن أنور الحناشي قد رحَّلَته السلطات الألمانية قبل فترة من الآن، للاشتباه بعلاقته مع الإرهابي التونسي أنيس العامري، منفذ العملية الإرهابية التي استهدفت مدينة برلين الألمانية وخلفت نحو 12 قتيلاً.
وعلى المستوى الرسمي، قال يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية إن التحقيق الأمني حول أحمد الحناشي منفذ الهجوم بمدينة مرسيليا الفرنسية، لم يثبت حتى الآن وجود علاقات بينه وبين تنظيمات إرهابية في تونس. وأضاف الشاهد خلال زيارة نظيره الفرنسي إدوار فيليب إلى تونس: «ليس هناك أدلة بعدُ تُثبِت علاقة هذا الشخص حين كان في تونس مع جماعات إرهابية أو (داعش) الإرهابي».
وأضاف الشاهد قوله: «لقد صُدِمنا في تونس، خصوصاً أننا كنا ضحية ثلاثة اعتداءات إرهابية في 2015».
وكان التونسي عادل الجربوعي وزير الدولة المكلف بالهجرة وشؤون التونسيين بالخارج، قد أكد في تصريح إعلامي أن تونس بصدد التثبت مع السفارة التونسية بفرنسا والسلطات الفرنسية من صحة انتماء منفذ هجوم مرسيليا. وأضاف أن وزارة الخارجية التونسية بدورها بصدد التثبت من الهوية الحقيقية لمرتكب الاعتداء.
ومن ناحيتها، أكدت وسائل إعلام إيطالية أن التونسي أحمد الحناشي المتهم بتنفيذ هجوم مرسيليا، والإرهابي أنيس العامري منفذ هجوم برلين، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016 أقاما في بلدة إبريليا على مقربة من العاصمة الإيطالية روما، وأن الحناشي عاش سنوات متتالية في البلدة الإيطالية، وتزوج من إيطالية وطلَّقَها منذ ثلاث سنوات.
وكان جيرار كولومب، وزير الداخلية الفرنسي قد أعلن أن الشخص الذي قتل امرأتين بسكين، الأحد، بمحطة القطارات في مدينة مرسيليا جنوب البلاد، تونسي الجنسية، ويبلغ من العمر 29 سنة ويُدعى أحمد الحناشي.
وأفاد الوزير الفرنسي بأن الحناشي استخدم في فرنسا وفي الوقت نفسه في إيطاليا، هويات مختلفة طوال الأعوام الماضية، حيث ادعى في بعض الأحيان أنه إما مغربي أو جزائري أو تونسي. وأضاف المصدر ذاته، أن بيانات المشتبه به ظهرت على قاعدة معلومات جنائية وأنه كان يستخدم سبع هويات مختلفة، ولم تكن أي منها على قائمة مكافحة الإرهاب الفرنسية، وأشار إلى أن المشتبه به أبلغ الشرطة أنه يقيم في ليون وأنه مشرد بلا مأوى ومطلِّق ومدمن مخدرات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.