310 مرشحين كانوا، هذا العام، في انتظار رنين الهاتف الذي ينقل لهم البشرى: «مبروك، لقد قررت الأكاديمية السويدية منحك جائزة نوبل». وكثير من أولئك المرشحين يحملون أسماء لم يسمع بها أغلبنا. علماء وأطباء وأدباء واقتصاديون وناشطو سلام يمكن أن يكونوا أفراداً أو جمعيات. لكن الهاتف لم يرنّ إلا في بيوت لا يتعدى عددها أصابع اليد. أما هيئة التحكيم فتتألف من 5 أشخاص يتولى البرلمان النرويجي تسمية أعضائها. وتختار اللجنة في اجتماعها الأول قائمة قصيرة يتراوح عدد المختارين فيها بين 20 و30 مرشحاً، لا بد للفائزين من بينهم أن ينالوا الإجماع.
يخبرنا تقرير عن الجائزة نشرته صحيفة «فيغارو»، أن هيئة التحكيم فشلت 19 مرة في الاستقرار على رأي يجمع أعضائها، وذلك منذ تأسيسها في سنة 1901.
وفي حينه حجبت الجائزة التي تبلغ قيمتها المادية 8 ملايين كرون، أي ما يساوي 831 ألف يورو. ورغم أن مجمل الفائزين بـ«نوبل» حتى أوائل السبعينات كانوا من الرجال ومعظمهم من القارتين الأوروبية والأميركية الشمالية، فقد لاحظت الصحيفة أن الجائزة بدأت «تتأنث» في السنوات الأخيرة، لا سيما في فرع السلام. فقد فازت بها شخصيات نسائية كثيرة بينهن المحامية الإيرانية شيرين عبادي والمناضلة البورمية أونغ سان سوكي والناشطة الباكستانية ملالا يوسف والصحافية اليمنية توكل كرمان.
وقد بلغ مجموع من فزن بـ«نوبل» للسلام 16 سيدة. وقد كان للفوز بهذا الفرع من الجائزة، بالتحديد، تداعيات سياسية في أكثر من دولة تعيش صراعاً من أجل الحرية والسلام. وخير مثال على هذا فوز الداعية الأميركي الأسود مارتن لوثر كينغ بها، عام 1964، وما تبعه من تغيير للقوانين وتراجع للتمييز العنصري في الولايات المتحدة الأميركية. تاريخ الجائزة التي تحمل اسم المهندس والكيميائي السويدي ألفريد نوبل (1833 - 1896)، مخترع الديناميت، يسجل أنها منحت 29 مرة لشخصين، مناصفة، وفي مرتين اختارت هيئة التحكيم 3 فائزين. كما لا يخلو سجل الجائزة من حالات رفض أثارت ضجة في حينها، ومجموعها ست، وكان أشهر الرافضين الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، سنة 1964. وكان الشاعر والروائي الروسي بوريس باسترناك قد رفضها في سنة 1958، مضطراً، وبعث إلى إدارة الجائزة رسالة يعتذر فيها عن عدم قبولها بسبب «مغزاها في المجتمع الذي ينتمي إليه».
وقبل ذلك، في الثلاثينات من القرن الماضي، رفضها 3 علماء ألمان، هم ريشارد كون وأدولف بوتناندت وغيرهارد دوماخت، بأمر من السلطة النازية، ورداً على منح الناشط الديمقراطي الألماني كارل فون أوسيتزي، جائزة «نوبل» للسلام سنة 1936. وفي سنة 1973 رفض الدبلوماسي الفيتنامي دو كثو جائزة السلام الممنوحة له، لأنه رأى أن تحقيق السلام في بلده لم يكتمل.
قرن حافل بالترقب والجدل من عمر «نوبل»
الجائزة الذكورية الغربية «تتأنث» وتستدير نحو الشرق
قرن حافل بالترقب والجدل من عمر «نوبل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة